الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الناموس والحشرات تهاجم حواس وفريقه خلال حفرهم بـ"أبو رواش"..عالم الآثار يكشف السبب

زاهي حواس
زاهي حواس

تشتهر قرية أبو رواش، الواقعة على بعد 6 كم من مدينة الجيزة وتتبع مركز ومدينة كرداسة، بجبالها ويوجد بالمنطقة جبل يعرف بجبل أبو رواش يشتهر بين أبناء المنطقة بأنه ملئ بالآثار الفرعونية ويضم الموقع الهرم المفقود أو هرم جدف رع، ابن خوفو، الذي كان يعتقد أنه لم يكتمل بناؤه، لكن أثبتت اكتشافات أثرية حديثة أن الهرم لم يكتمل بناؤه وأنه يماثل حجم هرم منقرع، ثالث أكبر أهرامات الجيزة.

وشهدت القرية على العديد من الواقعة المثيرة، والعجيبة التي حدثت طيلة السنوات الماضية مع المسئولين على الحفائر الأثرية، وكشف الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري، في كتابه "الحارس.. أيام زاهي حواس"، عن واقعة تعرضوا لها خلال إحدى عمليات الحفر التي كانت تجرى في القرية.

 

وقال زاهي حواس: "كان هناك مشروع لإقامة مواسير للصرف الصحي في «أبو رواش» بجوار هرم الملك «جـد - إف - رع» ابن الملك خوفو، فقمنا بوضع بعض المراقبين للحفر في الموقع خوفا من ظهور آثار أو تشويه المكان، وقد ظهرت بالفعل بعض الآثار في الموقع، فقمنا بإيقاف الحفر الذي تقوم به الشركة المختصة، وقررنا أن نقوم بعمل حفائر منظمة بالموقع، وتمت إقامة معسكر كامل للعمل فيه، واخترت لمرافقتي فيه ثلاثة أثريين؛ أولهم «عاطف حسـن» الـذي عمل معي في «بني سلامة»، كما كان يعمل معي أيضا في تفتيش آثار الهرم، بالإضافة إلى شابين كانا حديثي التخرج من كلية الآثار؛ الأول «محمد حسين»، الذي اختار - لاحقا - أن يعمل في الإذاعة حتى أصبح من أهم مذيعي البرنامج العام، والثاني هو «أحمد سعيد»، وأصبح أستاذا بكلية الآثار وانتدب للعمل في جامعة الكويت".

وأضاف زاهي حواس: "كنا في «أبو رواش» نعيش داخل خیام بجوار منطقة الحفر الخاص بمشروع الصرف الصحي، وهو ما تسبب في مهاجمة الحشرات والناموس لنا طيلة فترة الحفـر مما زاد من صعوبة العمل، في ذات الوقت الذي كنت أوصي فيه بضرورة حراسة الآثار المكتشفة خوفا عليها من السرقة، أذكر أنني توجهت يوم جمعة وقبل الصلاة مباشرة لموقع الحفائر فلم أجد أيا من الحراس أو المفتشين بالمنطقة، فقمت بنقل صندوق الآثار الموجود في الخيمة داخل سيارتي وأخذته معي للهرم، وما هي إلا ساعات حتى جاءني الشيخ عاشور شيخ الخفراء ومعه مفتشو الآثار وهم في حالة يرثى لها من الخوف والقلق بسبب اختفاء صندوق الآثار، وتظاهرت بعدم معرفة أي شيء، وقلت لهم: كيف تسرق الآثار؟! وأين كنتم؟! وعنقتهم بشدة، ثم أخبرتهم في النهاية بما حدث وأنني أردت تلقينهم درسا لن ينسوه أبدا".

وأكمل: "أتوقف هنا لتسجيل نصيحة كثيرا ما أرددها لمساعدي مفادها أنه ليس المطلوب فقط أن تكون أثريًا جيدا، ولكن لا بد أن تكون لديك القدرة على الإدارة بحس وكفاءة، وأن تكون لك شخصية قادرة على السيطرة على الأمور وبخاصة في مجال الحفاظ على الآثار التي لا تقدر بثمن؛ لتحافظ على هيبتك وسط فريق العمل فيحترمك الجميع ويعملون لك ألف حساب".