الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد نجم يكتب: مستقبل حماس في غزة

صدى البلد

البيان الذي صدر عن مجموعة الـ18 بزعامة أمريكا في البيت الأبيض ويطالب بضرورة الإفراج الفوري عن المحتجزين الإسرائيليين لدي حركة المقاومة الفلسطينية حماس حمل فخأ سياسيا لها، إذ يطالبها بالإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن المحتجزين مع عدم الإشارة إلي المقابل الذي تناله حماس سواء إيقاف دائم لإطلاق النيران أو الإفراج عن الأسري الفلسطينيين لدي جيش الاحتلال.

وجاء الرد الحاسم من قادة حماس برفض البيان لما يحمل من تهديد  و إجحاف وعدم الأخذ في الإعتبار المطالب الفلسطينية و اهمها إيقاف دائم لإطلاق النار في القطاع و خروج قوات جيش الإحتلال وعودة النازحين . وأبدت حماس مرونة في مستقبلها السياسي علي الساحة حيث أكدت انه في حالة إيقاف إطلاق دائم للنار وخروج جيش الإحتلال من قطاع غزة وعودة النازحين يمكن أن تترك السلطة في غزة لمنظمة فتح و أن تتحول إلي حزب سياسي بلا جناح عسكري شريطة تدعيم قيام الدولة الفلسطينية .

تكاد تكون تلك النقطة هي علامة فارقة في تاريخ حركة حماس النضالي وإبداء مرونة في ترك السلطة في القطاع لمنظمة فتح بالإضافة لإمكانية ترك سلاحها وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود 1967. لكن البيان الذي صدر عن البيت الابيض لم يشر لوقت ومدة إيقاف إطلاق النار وكذلك الإفراج عن الأسري الفلسطينيين لدي جيش الإحتلال إذ جاءت الصياغة خالية من آي بارقة أمل  للفلسطينيين ..

أمريكا تسير في درب الخداع و الضغط علي حماس دون أن تحدد إمكانية الإفراج عن الأسري الفلسطينيين من سجون الإحتلال .كما أن المطالبة بتشكيل وفد دولي يزور المحتجزين الإسرائيليين لدي حماس يحمل بين سطور القرار خبث سياسي وأمني إذ من ورائه سيتمكن جيش الإحتلال من تحديد أماكنهم ومن ثم تحريرهم فورا  لانه بالطبع سيكون من بين الوفد عملاء للموساد يحملون أجهزة حديثة لتحديد الأماكن .

بايدن يتلاعب بالألفاظ و يغازل اللوبي العربي في أمريكا حرصا علي مساندتهم له في الانتخابات الامريكية القادمة أمام ترامب غير أنه يواجه خطرأ حقيقيا من الحركة الطلابية في بعض الجامعات الأمريكية التي أعلنت رفضها للعدوان علي غزة و طالبت بإيقاف تمويل إسرائيل بالسلاح الموجه للمدنيين في فلسطين واعتصم الطلاب في حرم الجامعة رافضين سياسة بايدن تجاه غزة  .

مافعله طلاب بعض الجامعات الأمريكية فضح السياسة الأمريكية التي تدعم علي أرض الواقع تصفية القضية الفلسطينية حين تفتح مخازن السلاح إلي إسرائيل التي تستهدف كل من هو علي أرض غزة و تستخدم أعمال إبادة جماعية للسكان المدنيين خاصة النساء و الأطفال للقضاء علي جيل قادم لن يرضي بالإحتلال تحت بصر ورؤية وتدعيم أمريكي .

يخطئ من يظن أن هناك احتلالا دام  أو دائم ، فستظل روح المقاومة تمتد من جيل إلي جيل لنيل الإستقلال . وكان يجب علي أمريكا التي يتوهم الكثير أنها تسعي للحل و ترفض قتل المدنيين أن لا تمد جيش الإحتلال بمزيد من الأسلحة التي دمرت البنية البشرية و التحتية لقطاع غزة .وتمنع امريكا آية محاولات للضغط علي إسرائيل او مطالبتها بإيقاف. 
إطلاق النيران  ..

حماس قدمت تسهيلات كان يجب علي المجتمع الدولي إستغلالها في نجاح مفاوضات الهدنة سواء التي أجريت برعاية قطرية  أو مصرية غير أن ألصهيوأمريكية لا ترغب في إنهاء الحرب .

و برغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب بإيقاف الحرب في القطاع إلا أن الإحتلال لم يستجيب للقرار وهو ما يدلل علي عجز المجتمع الدولي علي التصدي للغطرسة الصهيوامريكية ولا عزاء علي فقدان الآعتراف بالقوانيين الدولية  ..

نتنياهو يتوهم أنه يمكنه القضاء علي حركة المقاومة حماس بمزيد من أعمال القتل و الإبادة للمدنيين وإعلانه عن اجتياح رفح و هو الأمر الذي إن حدث فسيكون عنصر دمار لقوي فلسطينية كثيرة سواء من المقاومة أو المدنيين.

ويظن نتنياهو أنه يمكنه القضاء علي حماس في رفح ولذلك قرر إخراج قوات لواء ناحال و الفرقة 162 من قطاع غزة و إعطاء تعليمات التأهب للقيام بمهام قتالية في رفح قريبا ، علي ان تحل محلها في قطاع غزة قوات من الإحتياط لفرض السيطرة الأمنية ومراقبة الأوضاع .

في إعتقادي أن نتنياهو سوف ينفذ مزيد من الجرائم في رفح لتغطية دعوات إسرائيلية داخلية بإقالته ومحاكمته . هو يريد إستمرار إرتكاب المجازر لتصفية القضية الفلسطينية وإستمراره هو شخصيا في السلطة و أيضا لتحقيق الحلم الذي لم يحققه حتي الأن بالقضاء علي حماس . و يمارس مزيد من قتل الامهات و الأطفال وهما اساس في بناء آي دولة .

قد يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيلين لدي حماس لكن لن يتم القضاء علي حركة مقاومة أبدا حتي لو تم إجتياح رفح .  

و تثق إسرائيل في اهمية الدور المصري علي الصعيد التفاوضي و جاءت زيارة رونين بار رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي و رئيس الأركان هرتسي هليفي لمصر و هو اللقاء الذي تم بحضور اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات  المصرية و اللواء أسامة عسكر رئيس الأركان .

قدمت مصر مبادرة هامة علي الصعيد التفاوضي اهم بنودها تجميد إجتياح رفح وهدنة طويلة تمهد لإيقاف إطلاق النار و مواصلة جهود الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وفي المقابل الإفراج عن أسري فلسطينيين في السجون الإسرائيلية . وقد أعطت إسرائيل الضوء الأخضر للمفاوض المصري بالإستمرار في مفاوضات الإفراج عن المحتجزين ..

حالة التأهب القصوي فرضتها الأحداث علي مصر لتظل دائما في حالة إستعداد دائم للوقوف بجانب القضية الفلسطينية . واستعدت محافظات الحدود بمستشفياتها  للمساندة وقتما تتطلبها الأحداث . غير أننا نامل ان تأتي القوة الإلهية لتعيق قرار نتنياهو بإجتياح رفح الذي لو حدث سوف يسبب كوارث إنسانية أكثر وأكثر للفلسطينيين الذين نزحوا إلي تلك المنطقة بإعتبارها ملاذ أمن و أمان لهم وسوف تتراجع حماس عن قرارها بالتخلي عن السلطة وتزداد شراسة في العمل العسكري ..
الدور المصري هذه الأيام قادر إن شاء الله على التوصل إلى اتفاق بين الطرفين  .


-