الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند عصام تكتب: رمسيس الثاني يستنسخ

الكاتبة الصحفية:
الكاتبة الصحفية: هند عصام

ولأننا دائما أول شيء  في كل شيء ، العالم أجمع يترقبنا ويترقب أثارنا وحضارتنا وحتي أجساد مومياوات ملوك مصر الفرعونية القديمة ، فليس من الغريب أن تقدم بعض الدول على استنساخ قطع أثرية مصرية تشبه أثارنا  وتضعها فى متاحفهم ويفتخرون بها  ، ولكن هذا بالطبع لا يتم إلا وفق شروط قانونية، ولكن من الغريب والمدهش  هو ما أقدم عليه متحف في إيطاليا وذلك بعد ما تعامل مع مومياء الملك المقرب إليّ قلبي ، الملك رمسيس الثانى علي انها مجرد قطعة آثارية يمكن ان تستنسخ و ليس كملك من أعظم ملوك مصر الفرعونية القديمة حتي يقوم المتحف الايطالي باستنساخ مومياء الملك رمسيس الثاني وإتاحتها للعرض، وتمكين الزوار من مشاهدتها و لمسها   ، فأجسادنا ليست قطع أثارية تشاهد وتلمس ولكنها أجساد ملوك أعظم حضارة في العالم .

ويقال ان متحف الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط بجامعة سابينزا فى روما، قد نشر مقالة علمية فى مجلة التراث الثقافى، وذلك لتوضح تفاصيل التجربة المثيرة للجدل، والتى اعتبرها معظم الأثريون "إهانة لأحد ملوك مصر القديمة".

ووفقاً  لما جاء في المقالة  العلمية، التي أكدت ان الباحثون قد استخدموا مواد عضوية ومتوافقة حيوياً، لإعادة إنتاج نسخة جديدة من مومياء الملك رمسيس الثاني ، وذلك من خلال ست خطوات قاموا بتوضيحها فى المقالة .
وكانت هذه الخطوات وهى أولا: تم استخدام الصور المتاحة لحالة جثة رمسيس الثاني المحنطة فى عام 1912، لبناء نسخة ثلاثية الأبعاد من أجزاء جسم المومياء باستخدام أحد البرامج مفتوحة المصدر (Cloud Compare)، وقالوا إن هذا البرنامج أتاح إعادة إنتاج الأشكال والنسب الصحيحة التى تميز أجزاء جسم المومياء الأصلية، وجاءت الخطوة الثانية وهي ان بعد الحصول على النموذج ثلاثى الأبعاد، تم استخدام تقنية متطورة من الطباعة ثلاثية الأبعاد، لطباعة أجزاء الجسم ثم التجميع اللاحق لها، وتم استخدام مادة "حمض البولى لاكتيك" فى الطباعة، وهو بلاستيك حيوى شائع جدًا يتم إنتاجه من الذرة، ثم تم تجميع جميع القطع بواسطة مسامير خشبية.. اما بالنسبة للخطوة الثالثة وهي ان يتم تغليف المنتج بطبقة سمكها 0.2-0.6 مم من الطين البنى المحمر البلاستيكى المنقى، والتى تم من خلالها تحديد التفاصيل الأكثر دقة يدوياً، وشمل ذلك التفاصيل التشريحية، خاصة وجه الفرعون ويديه وقدميه، حيث تم تشكيلها بعناية من الطين، مع التحكم بمساعدة الكمبيوتر فى مستويات السطح، وأصبحت هذه القاعدة الصلبة جاهزة فى النهاية لإيواء جلد المومياء الاصطناعى المصنوع من السليلوز النانوى.. اما بالنسبة للخطوة الرابعة وهي ان تتم تغطية قاعدة المومياء المطبوعة ثلاثية الأبعاد والمصنوعة من الطين بصفائح نانوية سليلوز ميكروبية، وهى مادة مصنعة حيويا من البكتيريا والخمائر، وتقدم هذه الطبقة من السليلوز النانوى بنية متشابكة ثلاثية الأبعاد مع مصفوفة مسامية فريدة من نوعها، وخصائص ميكانيكية جيدة . 
وخامسا أجريت اختبارات التفاعل بين الجلد المجفف وملح النطرون وزيت الأرز وراتنجات شجرة الصنوبر وشجرة الأرز، وأظهرت أن هذه الأملاح والمراهم يمكن أن تحمى من الهجمات الحشرية والفطرية.. والخطوة السادسة ان تتم لف نسخة المومياء بشريط من الكتان ارتفاعه 0.4 متر وطوله حوالى 10 أمتار، وبأشرطة أصغر ارتفاعها 0.07 متر على الذراعين، وتم صنع تابوت بسيط مصنوع من الورق المقوى المطلى لاستضافة نسخة المومياء تحمل اسم ملك مصرى عظيم وهو رمسيس الثاني .
وأكد لورنزو نيجرو، مدير متحف الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط بجامعة سابينزا فى روما، أن نسخة المومياء تم إعدادها بمواد صديقة للبيئة، ولم يؤد لمس تلك النسخة من قبل العلماء وزوار المتحف إلى تغيرات ملحوظة فى مظهرها.

من جانب أخر جاءت بعض أراء علماء علم المصريات في مصر  وهي عندما وصف الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، وقال ان النسخة المنتجة او المستنسخة  بأنها نسخة رديئة جداً ولا علاقة لها إطلاقاً بالملك رمسيس الثانى.
وقال حواس أيضا إنه كان يجب  على المتحف الإيطالي الحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار، قبل الإقدام على هذه الخطوة الغير موفقة ووصفها تلك الخطوة بأنها خرق واضح لقانون الآثار المصرى .
وأضاف أنه تعجب أيضًا من وصف رمسيس الثانى فى المقالة العلمية بأنه "فرعون موسى" ،وهذه المعلومة غير صحيحة علي الإطلاق ولا يوجد عليها أى دليل علمى عليها وطالب بضرورة مخاطبة المتحف الإيطالى لرفع هذه النسخة من مومياء رمسيس الثانى.
كما رفض الدكتور منصور بريك، عالم الآثار المصرى، ما ذهب إليه حواس من التعامل مع المومياء كقطعة أثرية يمكن استنساخها بعد الحصول على الموافقة.
وقال بريك ملوكنا ليسوا قطعاً أثرية، حتى تستنسخ، فهؤلاء ملوك عظام فى تاريخ الشرق الأدنى القديم، ويجب احترامهم».
وأضاف: المومياء جسد بشرى محنط، والأقدام على استنساخها هى سابقة فريدة لم تحدث قبل ذلك، ويجب الضغط بكل السبل لوقف هذه المهزلة .

ومن جانب اخر قال الدكتور بسام الشماع، كاتب علم المصريات وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ان المومياء جسد بشرى محنط، وليس حجرا أو تحوله إلى حجر كما يقول أثري موتور.
كما اكد قائلاً هؤلاء بني آدم، بشر، إنسان، يجب أن يكرم و يبجل و يحترم ، وان كل ما يحدث ما هو إلا مهزلة وإهانة لكرامة المصريين و يجب الرد و بشده .
و يجب أن تكشر مصر عن أنيابها و إلا تمادوا أكثر و أكثر.

كما قال إن حملة العودة للأبدية، أهداف الحملة التي أنادي بها منذ سنوات، والتي أطالب فيها بضرورة منع عرض المومياوات، باعتبارها أجسام بشرية ينطبق عليها حرمة الموتى.

وتساءل الشماع هل ستوافق إيطالياً مثلاً على عرض نسخة من جسد الملك يوليوس قيصر أو نيرون، ولماذا تهان أجساد ملوك مصر القديمة بهذا الشكل».
واختتم قائلاً: «هذا هراء يجب مخاطبة المتحف الإيطالي بوقفه فورا، وقطع العلاقات العلمية معهم إن لم يستجيبوا لذلك».
كما اكد علي ضرورة  دفن جثامين المصريين في توابيتهم و في مقابرهم مثل ما أرادوا هم .
و قال الشماع إن هناك قرارًا تاريخيًّا رائعًا من متحف جامعة سيدني بأستراليا وهو منع عرض جثامين الموتى المسماة بالمومياوات بعد استبيانات و استطلاعات رأي من الناحية الأخلاقية.
واختتم الشماع قائلاً أتقدم بكل الشكر والتقدير والعرفان لإدارة المتحف بأستراليا لاتخاذ هذا القرار الرائع التاريخي وأتمنى من متحفنا في مصر وكل متاحفنا في العالم أن يتبعوا هذا الأسلوب وتكرم جثمان الموتى المومياوات.