الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عصام الدين جاد يكتب: الثقافة.. والمختلفون الخمسة

صدى البلد

خمسة أشخاص على نهج فكري ووظيفي مختلف، تنوعت وظائفهم بين مستشار قضائي، ومؤرخ، ومخرج، وسيدة بنكية، وكاتبة.
أمثلة كان الاختلاف الوظيفي بؤرة تلاحمهم، لم يكن العامل المشترك الوحيد بينهم إلا ساحات الثقافة والمثقفين، بحبٍ وولعٍ ليس له مثيل.


الكتابة.. هذا العشق الذي يلوذ به الفارون للإبداع، داخل أحضان الإصرار، تحت شعار الثقافة ولا شيء سواها.
أثار الأول المستشار "محمد عبدالعال"، فضولي وبحثي عما وراء سعيه لإصراره على حب الثقافة، فكانت إبداعاته المتفردة سواء كانت لتوثيقٍ أو رواية، خير إجابة عن سؤالي، فالكتابة تملأ فؤاد المحبين، وهي رسالة سامية لا يدخلها إلا من كان مؤمنًا بكلماته.


أما الثاني "شريف عارف"، الذي لم يتوقف عند حد الكتابة والتأريخ، بل أبدع في أن حوّل الرواية والتوثيق إلى فيديو لا يتعدى دقائق ليحكي فيه عما يجري حولنا بلغة وأسلوب التوثيق الهادف، لم يكن خلف مرماه إلا حبه للثقافة ونشر العلوم.


وعن الثالث "فتحي سليمان"، هذا المخرج والخبير السياحي، الذي عرفت من هو عندما وجدته في معظم الفعاليات الثقافية، إما يشاهد أو يتحدث أو ينظم أو يشجع، حتى إنه قال لي مصطلح "الفضيحة الحلوة". 
لم أفهم في البداية إلا أنه يفضح كل ما هو ثقافي، يفضحه بنشره، وتشجيعه، يفضحه بأن يذهب إليه ليجعل أعمال الغير أمام الجميع.


وكانت الرابعة "مي مختار"، صاحبة المستوى الفريد من الإسهامات الاجتماعية، سعت لإنشاء صالون يجتمع فيه المثقفون داخل أروقة التاريخ والحضارة في حي الحسين، بل إنها لم تسع يومًا لتكتسب شيئًا منه، أو للظهور أمام الجميع.
وآخرهم "مني ماهر"، صاحبة المسئولية المجتمعية، التي تعرف مقوماتها ودورها، وإن بحثت عنها في يوم، فلن تجدها إلا في ندوة أو صالون ثقافي. 


هذه الأمثلة هم بعض ممن يملؤون الوسط الثقافي المصري بحبهم الذي لا ينتهي، حب وراءه نشر الثقافة، وهم ليسوا الوحيدين، لكنهم يحاولون، والمحاولة نجاح، ونجاحهم الحقيقي في السعي لنشر الثقافة.