دائما ما تحمل الحياة وجها آخر غير الذي نتمناه، بما يتعارض مع ما تربينا عليه، وفوق قدرة الإنسان على التكيف مع هذا الوجه الذي يحمل من القبح ما يشكل ضغطا نفسيا رهيبا على النفس البشرية، وهو ما دفع سهير مدرسة اللغة الانجليزية إلى التوجه إلى محكمة الاسرة طلبا للخلع من زوجها، بعد أقل من عام من زواجها.
ألقيت نفسي في مستنقع الحرية
وقفت سهير، ذات ال٢٨ عاما أمام قاضي الأسرة، وقالت: "لم أعد اطيق حياتي، تصرفات زوجي تدفعني للجنون، ألوم نفسي يوميا على الإلقاء بنفسي في مستنقع تحت دعوى الحرية".
وأضافت: انا من أسرة ملتزمة أخلاقيا، تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية، وعملت في إحدى مدارس اللغات، وحققت نجاح وشهرة وسمعة طيبة، دفعت العديد من أولياء الأمور إلى طلب إعطاء أبنائهم دروسا خصوصية".
زوجي منفتح على ثقافة الغرب
واستكملت سهير: "تعرفت على زوجي في منزل أحد الأسر، كان شقيق والدة الطالبة التي ادرس لها، جذبني بشخصيته المتفتحة وثقافته المنفتحة على الغرب، لا يحمل الطباع الشرقية المتزمتة، وبالفعل وقعت في حبه وصارحني هو برغبته في الزواج مني بعد فترة".
وتابعت: "بالفعل تم الزواج بدون أي عقبات، حيث كان زوجي يدرس بالخارج وعاد للالتحاق بأحد البنوك الكبرى، ويمتلك شقة فاخرة وسيارة حديثة، وبهرني ما يقدمه لي من هدايا".
خلعت الحجاب ارضاءً لزوجي
وأضافت سهير: "قضيت أوقاتا مع زوجي لم احلم بها يوما، طلب مني خلع الحجاب ووافقت ارضاءً له، حتى أظل جميلة في عينه".
وتابعت: "بدأ زوجي في شراء أفخم أنواع المكياج لي، وأفخر الملابس المكشوفة، مرددا جملته الشهيرة إن الله جميل يحب الجمال، ورغم عدم اقتناعي الا ان الرغبة الانثوية في إظهار جمالي دفعتني إلى الموافقة".
انقطعت عن الصلاة
مرت الحياة هادئة جميلة، وفي كل يوم يغدق علي زوجي من الملابس الخارجية والداخلية ما يفوق الوصف، إلا أنها تزداد خلاعة يوما بعد الاخر، ووجدت نفسي انقطع عن الصلاة، وانغمس في حياة السهر واحتساء الخمور والحفلات.
واضافت: ما كان يؤرقني حقا، أن زوجي يتركني ارقص مع غيره بدون غيرة، وبدأت اكتشف انه لا يعرف معنى الغيرة على زوجته، حيث يرى تركيز أصدقائه في الأجزاء المكشوفة في جسدي دون تعليق، بل كنت أشعر أنه يشعر بالسعادة والفخر لذلك.
لا يمانع تحسس أصدقائه لجسدي
وتابعت سهير: بدأت أفيق من تلك الحياة على حقائق مرعبة، أهمها أن زوجي لا يمانع في تحسس أصدقائه لجسدي أثناء الرقص، بل كان بعضهم يتعمد الاحتكاك والالتصاق أحيانا بجسدي تحت تأثير الخمر، وعندما شكوت له اتهمني بالتخلف والرجعية.
تسبب هذا الخلاف في طلبي من زوجي المكوث في منزل أسرتي عدة أيام بحجة أن اعصابي تعبانة، وخلال أسبوع عدت إلى الصلاة والبكاء واستغفرت الله كثيرا، وقررت أن أصارح زوجي برغبتي في ارتداء الحجاب مجددا.
صالحني بكارثة
جاء زوجي إلى منزل أسرتي طالبا مني العودة، مؤكدا أنه لم يقصد عدم الغيرة عليَّ، معللا ذلك بثقته في شخصي، وأنه يتعامل معي كزوجة وعشيقة حتى لا يتسرب الملل لحياتنا.
وعدت إلى شقتي، وفي اليوم التالي تحدث زوجي معي هاتفيا من عمله، وطلب مني ارتداء أجمل قميص نوم لدي لاني وحشته، وبالفعل تزينت وارتديت ما أراد وأعددت العشاء، لأفاجأ بزوجي يدخل الشقة مع أصدقائه للاحتفال بترقيته في عمله.
حاولت الهرب إلى غرفتي لاستر جسدي، إلا أنه امسك بيدي ليمنعني من دخول الغرفة، مؤكدا أن مفيش حد غريب ودي حفلة.
اكتشفت ان زوجي مجرد ديوث
صمتت سهير للحظات، واختنق صوتها وهي تستكمل: "شعرت في تلك اللحظة بالأرض تدور من تحت قدمي، فأنا أقف شبه عارية أمام غرباء، لا أقوى على الاختباء خلف الرجل الذي من المفترض أن يحميني، لكني اكتشفت انه مجرد ديوث لا يبالي بالشرف والعرض، ويعتبرها افكار عفى عليه الزمن.
صرخت لأول مرة بعد أن استجمعت شتات نفسي، وانتزعت نفسي من بين يديه وهربت إلى غرفتي لأستر نفسي، وطلبت شقيقي هاتفيا ليحضر اليَّ لاصطحابي إلى منزل اسرتي، وسط ندم شديد على الارتباط بمثل هذا الكائن الذي ربما يعرضني على أصدقائه، دون أي مبدأ ديني أو أخلاقي، وقررت عدم العودة مرة أخرى لهذا المستنقع.