ذكرت صحية الأهرام، أن السكك الحديدية هي شريان الحياة في كل أنشطتنا، وخاصة النشاط الاقتصادي، وحقيقة الأمر أن الحكومة طوال السنوات التسع الماضية، حين وجهت انتباهها لهذا القطاع بشكل جدي، أنجزت نقلة نوعية غير مسبوقة، يدركها جيدا كل من استخدم القطارات المصرية في الماضي، ويستخدمها حاليا.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /السبت/ بعنوان (حتمية تطوير السكك الحديدية) - أنه حسب بيانات وزارة النقل؛ فإن الخطة الشاملة لتطوير السكك الحديدية، تقوم على عدة محاور، أهمها ولا شك هو تنمية العنصر البشري الذي يقوم على تشغيل منظومة سير القطارات من الألف إلى الياء.. مشيرة إلى أن خطة التطوير الشاملة قطعت خطوات واسعة في إعادة تأهيل البنية التحتية للسكة الحديد، كالمزلقانات، والمحطات، والقضبان، والفلنكات، لتوفير أقصى قدر من السلامة والأمان للراكب.
وتابعت "أن قبل عدة أيام، أعلنت هيئة السكك الحديدية، أنه يجرى العمل حاليا على تطوير 370 محطة، بتكلفة تزيد على المليارين ونصف المليار جنيه، من بينها أكثر من مائة محطة بالصعيد، ويأتي هذا التطوير ضمن الخطة الشاملة لتطوير المرفق، كما أنه جزء من مبادرة (حياة كريمة) للنهوض بالصعيد والريف، وتحسين جودة الحياة هناك".
وأوضحت أن هذا التطوير هدفه الأساسي تحقيق أكبر قدر من الراحة والسلامة والأمان للراكب، والحد من الحوادث، لكن هناك أهدافا أخرى، أهمها المساعدة على جذب المزيد من الاستثمارات للدولة، ويعرف خبراء الاقتصاد أن المستثمر سوف يكون إقباله أكبر على الاستثمار في الدولة التي بها شبكة سكة حديد آمنة ومنضبطة، حتى يوفر كثيرا من النفقات التي يتحملها لنقل المواد الخام والعمالة والمنتج النهائي.
وأشارت "الأهرام" إلى أن من بين أهداف التطوير أيضا جذب السائحين، حيث إن من ثقافة السائحين الأجانب أن رحلة القطار ليس الغرض منها فقط الانتقال من مكان إلى آخر، وإنما أيضا الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والأنشطة الحياتية، التي توضح لهم شكل البيئة والثقافة لهذا البلد الذي يزورونه، وكم من الأدباء والشعراء والروائيين أبدعوا أعمالهم وهم على متن القطار، وفوق ذلك فإن السكك الحديدية تعد مصدرا لمليارات الجنيهات تدخل خزانة الدولة، وبالتالي فإن كل قرش يتم إنفاقه على التطوير الآن سوف تجني الدولة في مقابله عشرة قروش غدا.