انضمت مصر مؤخرا للتحالف العالمي لمكافحة الفقر و الجوع بالدول النامية، و تعد مصر مركزا استراتيجيا لتصدير الحبوب لكل دول العالم، حيث أنها تمتلك كل المقومات الاستراتيجية و اللوجستية لتكون من أهم المصادر لتغذية العالم، مثلما كان يحدث في عهد الملك المصري فرعون مصر تحتمس الثالث، عندما واجه العالم شبح الجوع و كانت خزائن مصر مملؤة لا تنضب و ترسل العطايا لكل شعوب العالم حينها لسد جوعهم و رفع البلاء عنهم.
يزخر التاريخ بالأساطير و الحكايات التي تؤكد عظمة الدولة المصرية و ريادتها للعالم، في الوقت الذي تظهر فيها فئات ضالة تحاول تقزيمها، و إظهارها بالعاجزة الغير قادرة على فعل شيء، لا يعلمون أن مصر جاءت ثم جاء العالم.
في أحد الأساطير المصرية القديمة حول نشأة الكون، روت أن أتوم قام بخلق نفسه بنفسه أعلى قمة التل الأزلي الذي يقع في جنوب مصر، و خرج من كنفه العالم أجمعه، حيث خلق «شو الهواء وتفنوت الرطوبة» ويوصف حسب البرديات القديمة التي تروي تلك الأسطورة و أساطير أخرى, بأنه ذكر وأنثى (ويعتقد أن هذا أحد أسباب وصفة بالكمال
و يتربع على رأس قائمة تاسوع هليوبوليس المعبودات التسعة الأوائل ومنهم إيزيس و أوزوريس وآمون و موت وهاتور، اندمج مع رع وعرف باسم «أتوم رع». حسبما ورد في اللوحة التي تقع في الجانب الأيمن بالدور العلوي بالمتحف المصري بالتحرير، تلك الجدارية توضح العلاقات بين المعبودات الأوائل، بأن «أتوم» هو أب تفنوت و شو، وتزوج شو تفنوت وأنجبا أربعة من المعبودات هم إيزيس وأوزوريس و نيفتيس وست.
و ذلك يؤكد بالدليل القاطع أن مصر أم الدنيا أم التاريخ ام الرسالات السماوية أم الحضارات التي غزت العالم الذي بدأ من مصر ٠
نعم مصر أم الرسالات السماوية، لان الرسالات بدأت على أرض مصر المحروسة التي اعزها الله منذ اثنتى عشر ألف و خمسمائة عام.حسبما ورد على لسان المؤرخ مانيتون، الذي أكد أن عقيدة التوحيد بدأت على يد أوزوريس حفيد أتوم (وهو النبي إدريس) عليه السلام .. الذي جاء لمصر بالتوحيد .. وكان اول من علم المصريين علم الفلك و الكتابة بالقلم و نحت الحجر و لبس المخيط و التقويم الشمسي وضبط الفصول والزراعة
و دعا لعبادة الخالق الواحد الأحد، و من يتوفى منهم سيُبعَث و يقف بين يديه ليُحاسَب ثم إلى خلود في نعيم أو في عذاب طبقا لصحيفة أعماله في الدنيا.
و قد ذكر الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه خلال كتابه عالم الأسرار : إنه يعتقد أن الآلهة أتوم. وأزوريس، ونو، هم سيدنا آدم، و نبي الله أدريس، و سيدنا نوح، فما تم ذكره عن سيدنا إدريس هو نفس ما ذكر عن ازوريس، و سيدنا إدريس هو الذي علّم الناس الكتابة بالقلم و النقش على الحجر ولبس المخيط ومباديء الفلك وضبط الفصول والزراعة والتقويم الشمسي، ثم أن الإله نو، عرف بإله الماء والفيضان ومُنقِذ البشرية. وأتوم هو أبو البشر سيدنا آدم هو أول من نزل الأرض.
مما يعني أن مصر هي أم البشر و أم الأنبياء و مهبط الرسالات السماوية، و أول من عرفت عقيدة التوحيد و عبادة الله سبحانه و تعالى، و رمزا للتسامح الديني و تقبل الآخر، لقد آتاها سيدنا يوسف عليه السلام عبدا مملوكا لملك فرعوني بوتيفار و أصبح عزيزا لمصر مسئولا عن خزائن الأرض، في الوقت الذي باعته عشيرته و أصبحت تتسول الزاد من مصر أم الدنيا.
أتحدث اليوم عن تلك اللمحة التاريخية حتى نذكر من يحاولون النيل من مصر و يسعون لتقزيمها و محاصرتها و نسج مئات المحاولات و الخطط لجرها لحروب و صراعات داخليه و خارجية للنيل منها.
مصر أم التاريخ، فمازال العالم و العلم يقف مذهولا من عظمة الحضارة المصرية القديمة و يتسأل كيف استطاعوا تشييد الاهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع، كيف شيدت المعابد الضخمة في عصر بدئي لا يمتلك أدوات النحت التكنولوجية بصورة أبدع و أروع من اليوم.
عندما وقعت حروب الخليج هاجر أهلها لمصر طلبا للمأوى و الحماية و الغذاء و الكساء، و عندما جاءت أحداث الربيع العبري هاجر أهل الدول التي شهدت فوضى إلى مصر للاختباء و الاحتماء، فمصر هي قبلة العالم العربي و الغربي لأنها أول الكون و أم العالم.
مصر ليست مجرد دولة، بل أما حقيقية للعالم و الكون، و الجميع يتعامل معها من خلال هذا المعتقد بأنها الام المسئولة المتحملة دوما المسئولية تجاه أبنائها.