قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

عبد السلام فاروق يكتب: وللصعيد نصيب

عبد السلام فاروق
عبد السلام فاروق
×

لا يسعني إلا أن أسجل إعجابي واندهاشي من النشاط المكثف لوزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو منذ تولَّي مسئولية تلك الوزارة المثقلة بالأعباء، والتي ورثَت عهوداً من الركود والتيبس فإذا به قد جاء وفي نيته أن يحيي مواتها، ويعيد جريان ما جف من نهرها..
فكم من معارض للكتاب خارج الحدود شرفها بالحضور، وكم من فعاليات داخل الحدود أجراها وافتتحها، وكم من ضيوف أجانب استقبلهم، فى إطار العمل الثقافي المشترك مع مختلف دول العالم.

غير أنه لم ينسَ الصعيد وسط انشغالاته المتعددة. هذه المرة يفتتح (المؤتمر العام لأدباء مصر) فى دورته السادسة والثلاثين بعروس الصعيد محافظة المنيا فى الخامسة من مساء يوم الأحد فى جامعة المنيا.

عندما دُعيت لحضور هذا المؤتمر، على الفور تذكرت مشاركتي فيه بدورات سابقة بالتسعينيات؛ بصحبة صبري موسي وعبد الله الطوخي وسمير عبدالباقي ، وكثير من أدباء مصر الرائعين. وكم أسعدني أن تقام دورة هذا العام بالمحافظة التي شهدت مولدي ونشأتي الأولي، هكذا تسنح الفرصة لاستعادة  ذكرياتي الخاصة والعامة فى ملتقي أدبي واحد يضم أحبائي وأصدقائي القدامَي، مع شهود فعاليات الثقافة فى ثوبها الجديد، برعاية وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزير النشيط الرائع د/أحمد فؤاد هنو..

(مؤتمر الأدباء السادس والثلاثون) تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان: (أدب الانتصار والأمن الثقافي. خمسون عاماً من العبور)، وينعقد برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، ومعه الشاعر ياسر خليل أميناً عاماً للمؤتمر. 
اليوم الأول سوف يشهد عرضاً فنياً افتتاحياً بعنوان: (منيا الخصيب. عروس النيل)، ثم فيلم وثائقي عن المؤتمر العام لأدباء مصر. ويلقي كلمة الافتتاح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ثم تأتي كلمة محافظ المنيا: اللواء عماد كدواني. ثم كلمة رئيس جامعة المنيا الدكتور  عصام فرحات. تتبعها كلمات رعاة المؤتمر من هيئة قصور الثقافة: الكاتب محمد ناصف، والدكتور أحمد نوار، والشاعر ياسر خليل. كما يشهد حفل الافتتاح عرضاً فنياً لفرقة ملوي للفنون الشعبية، من تقديم الكاتبة الدكتورة صفاء النجار، ومن إخراج أسامة عبد الرؤوف.

يوم الإثنين هو اليوم الثاني للمؤتمر، وتبدأ فعالياته منذ العاشرة صباحاً؛ مع انعقاد الجلسة البحثية الأولي بعنوان: (الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر). وسوف يتم من خلالها بحث عدة قضايا: كقضية الأمن الثقافي بين الوطنية الواقعية والافتراضية، والفكاهة الشعبية السياسية خلال فترة حرب أكتوبر وعلاقتها بالأمن الثقافي، وأثر الثقافة فى هوية الحدود وأمنها من خلال قراءة لسيميائية الثقافة.
بالتوازي مع الجلسة البحثية، سوف تنعقد المائدة المستديرة الأولي بعنوان: (طه حسين، العبور بالبصيرة). تنعقد تلك الجلسات البحثية بمشاركة لفيف من الأدباء والمفكرين، وبحضور عدد من المراسلين والصحفيين لنقل فعاليات المؤتمر فى يومه الثاني.
اليوم الثالث للمؤتمر، يوم الثلاثاء، الموافق 26 نوفمبر. سوف يشهد جلسات بحثية مكثفة حول حرب أكتوبر، وتدور حول مناقشة "كتابات من واقع حرب 73". وسوف تضم طائفة من الرسائل والشهادات الواقعية والسير الذاتية لعدد ممن شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة. بحثاً عن مخرجات قيمية من واقع روايات المعركة.
يأتي ختام المؤتمر صبيحة يوم الأربعاء 27 نوفمبر. حيث تبدأ فعاليات الحفل الختامي فى التاسعة والنصف صباحاً، وتتضمن الجلسة الختامية للمؤتمر، وإعلان التوصيات. هذا ويجدر الذكر أن مؤتمر هذا العام يُصدر عدداً من المطبوعات المتعلقة بموضوعه وفعالياته ، وهي تشمل: 
•    كتاب أبحاث المؤتمر
•    المكرمون من الأدباء
•    كتاب بحثي عن المنيا، البلد المضيف
•    كتاب عن إبداعات أبناء محافظة المنيا
•    كتاب عن ذاكرة النشر الإقليمي.
كم يشرفني أن أكون جزءاً فاعلاً فى هذا المؤتمر العريق ذي الرسالة الممتدة عبر تاريخه مؤكدةً أن مصر لا تعدم المبدعين والأدباء والمؤثرين والمفكرين فى كل عصورها، وأن حركة الثقافة جزء لا يتجزأ من نشاطها الإبداعي الراقي الباقي عبر الأزمان. أحب أن أشهد فعاليات المؤتمر من عروس الصعيد، وأثق أن تنظيم المؤتمر سيكون على أفضل ما يكون، كما هو دأب محافظة المنيا، ممثلةً فى محافظها اللواء عماد كدواني، ورئيس جامعتها الدكتور عصام فرحات. وإني أدعو كل مشارك من الحاضرين والمدعوين للمؤتمر ألا يألوا جهداً لزيارة المعالم السياحية فى المنيا، وأؤكد لهم أنهم سيستمتعون بتلك الجولة أيما استمتاع..
فمحافظة المنيا زاخرة بمعالمها السياحية التي يأتي إليها الأجانب خصيصاً من كل حدب وصوب. تكفي زيارة لتل العمارنة مكمن مملكة الشمس على عهد إخناتون وزوجته نفرتيتي. ولو واتتهم الفرصة فليزوروا آثار البهنسا وجبل الطير ومقابر بني حسن المنحوتة فى الصخر. ناهيك عن الآثار اليونانية والرومانية وآثار تونة الجبل، سراديب تحوت، ولوحة الحدود، والساقية الرومانية. 
ليس من المستحيل، وإن كان الأمر به بعض مشقة، أن يزوروا آثار الأشمونين، أو بني مزار. فهناك قصور من العهد المملوكي والعثمانلي لا تزال محتفظة برونقها البهي: كقصر فورتنييه، وقصر الشريعي، والقصر الذي عاش فيه الشيخ مصطفي عبد الرازق ابن محافظة المنيا.
تلك فرصة لا تتكرر لمثقفي مصر أن يشاهدوا فى محافظة المنيا ما لم يشاهدوه، ويتعرفوا على بقعة من بقاع مصر، تكاد تكون كتاباً حياً لتاريخها العريق.