الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزهر يحصن دعاة ليبيا|20 إمامًا وواعظة في رحاب رابطة الخريجين.. والعلماء: احذروا من المدعين (تقرير)

الدورة التدريبية
الدورة التدريبية الحادية والعشرون لأئمة ليبيا

20 إمامًا وواعظة من الجمهورية الليبية يحرص الأزهر الشريف، على تأهيلهم وتدريبيهم على صحيح الفكر الإسلامي ومواجهة التطرف، من خلال الدورة التدريبية الحادية والعشرين، التي تنعقد بالتعاون بين المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون وأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، والتي حاضر فيها علماء الأزهر الشريف.

الدكتور إبراهيم الهدهد

الفكر الهدام ينشر الفرقة بين أفراد المجتمعات

البداية كانت بمحاضرة للدكتور إبراهيم الهدهد - المستشار العلمي للمنظمة، تحت عنوان (تصحيح المفاهيم المغلوطة)، والتي تناول خلالها مصطلحات ومفاهيم مغلوطة يروج لها أصحاب الفكر المتطرف، والتي أدت إلى انسياق البعض لهذه الأفكار والمفاهيم، نتيجة الفهم غير الصحيح للقرآن والسنة أو الفهم المنقوص لنص دون آخر وإهمال آراء العلماء الراسخين.

«الهدهد» أكد أن البعض أساء فهم بعض الأحاديث النبوية والتي استدلوا بها في غير موضعها ورتبوا عليها أحكاما بناء على ذلك الفهم المغلوط؛ حيث يستدلون بها دون الوقوف على أسباب الورود ودون معرفة ما إذا كان العموم الذي تضمنه الحديث باقيا أم خصص بأدلة أخرى أو إذا كان مطلقا أو قيد بأمر آخر، فهؤلاء يعتمدون على ظواهر النصوص دون الوقوف على مقاصدها أو الرجوع إلى كلام الشراح من أئمة الحديث المعتمدين.

ناصحًا أئمة وواعظات ليبيا بأن يكونوا على حذر تام من هؤلاء المدعين الذين يريدون نشر فكرهم الهدام الذي يفسح المجال لنشر الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد.

الدكتور العواري

مبدأ الحاكمية

وفي محاضرة للدكتور عبدالفتاح العواري - عميد كلية أصول الدين الأسبق، تحت عنوان (التطرف في فهم النص القرآني)، أشار إلى بعض الأفكار التي يروج لها أصحاب تلك المفاهيم الخاطئة ويقومون باجتذاب بعض الأشخاص عن طريق النصوص القرآنية التي يقومون بتفسيرها بفهم خاطئ، ومنها الاستشهاد بقول الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فهم يستدلون بهذه الآية لإلغاء مبدأ الحاكمية، وأن الحكم لله تعالى، وهم بذلك يقومون بهدم المجتمعات حتى يتمكنوا من السيطرة عليها ووقوعها تحت حكمهم بحجة أنهم يحكمون بالكتاب والسنة وبذلك يكون لهم الحق في الحكم.

«العواري» حذر مما تفعله الجماعات من الخروج على الناس بحجة أنهم أصحاب حق، ويكفرون غيرهم، وبين أنه يجب على الدعاة مواجهتهم بالعقل والفكر؛ لأن العلم هو أعظم وسيله للرد على مثل هذا الجهل، قائلا: «هؤلاء الجماعات يركزون على زرع تلك المفاهيم الخاطئة في أذهان هؤلاء النشء الصغار حتى يرسخوا هذه المفاهيم الخاطئة في أذهانهم».

وأوضح أنه يجب تصحيح المفاهيم للشباب حتى لا يقعوا تحت طائلة تلك التيارات المتشددة في فهم بعض الأحكام، وأن تصحيح المفاهيم أمر واجب علي جميع الوعاظ؛ لأنهم سيسألون عن تقصيرهم في عدم نشر المفاهيم الصحيحة، محثًا على أنه يجب أخذ العلم والأحكام الشرعية من الكتاب والسنة النبوية المطهرة وأن يعملوا جادين على تحصيل العلم الشرعي من المعارف الصحيحة ومن العلماء المتخصصين.

أئمة وواعظات ليبيا

أهل السنة والجماعة

وتحت عنوان "أهل السنة والجماعة" قال الدكتور محمد البيومي - عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع الزقازيق: إن أهل السنة والجماعة هم من يتبعون منهج السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأصحاب المذاهب الفقهية المعتبرة ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم وأخذ عنهم.

وأوضح أنه لم تكن هذه التسمية مصطلحًا متعارفًا عليه في بداية التاريخ الإسلامي وإنما ظهرت هذه التسمية تدريجيًا بعد ظهور الفرق المنشقة عن جماعة المسلمين تحت مسميات مختلفة، وقد استقر في أذهان الناس عبر التاريخ أن أهل السنة والجماعة من الناحية العقائدية هم الأشاعرة، ومن الناحية الشرعية على مذهب الأئمة الأربعة، ومن تبعهم مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يُكفّر أحد من أهل القبلة، وقد اعتمد أهل السنة والجماعة على منهج علمي في تدوين علم العقيدة، ومن خلال الجوامع الحديثية، ولقد تميزت بالقوة في الحجة والرصانة والأسلوب والدقة والعمق في الفهم. 

كما اعتمد السلف في استدلالهم على الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة واستخدموا أنواعًا من الاستدلال وبرعوا فيها ففاقوا خصومهم من أهل البدع كالاستدلال العقلي والاستدلال باللغة والفطرة ونحوها من الأدلة، مشددًا على أهمية أخذ العلم من مصادره الصحيحة وأن تكون لديهم المهارة في الرد والإقناع بالحكمة والاستدلال من خلال الكتاب والسنة.

الدكتور محمود حسين

أعمدة المنهج الأزهري

فيما شدد الدكتور محمود حسين - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، خلال حديثه عن"معالم المنهج الأزهري" أن المنهج الأزهري يتميز بالوسطية والجمع بين العقل والنقل وهو قائم على ثلاثة أعمدة يتمثلها بيت من الشعر للإمام ابن عاشر المالكي: "عقد الأشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك"، ويشمل علم أصول الدين وعلم الفقه وأصوله، وعلم التصوف أو التزكية، كما يمتاز المنهج الأزهري بالتنوع الفقهي الذي يعلم الطلاب التسامح وسعة الصدر وقبول الرأي الآخر واحترامه فذلك كله هو صمام السلم المجتمعي.

وأوضح أن المنهج الأزهري يسع الجميع، فالتنوع البشري لكل دارسيه من جنسيات العالم يؤكد عالمية رسالته واحتضانه لكافة العقول والألسن، فهي رسالة عالمية في خدمة  الإسلام، وفهم هذا المنهج الذي لا يكفر الآخر وينبذ الغلو والتطرف يرسخ للوسطية، ويعمل على نشر مبادئ السماحة والإخاء.

وأشار إلى أن المنهج الأزهري يواجه الفكر بالفكر من خلال الأدلة والأسانيد الشرعية، ولا يتورط في ما يبثه غلاة الدين من سموم فكرية تؤثر على عقول الشباب فهو منهج يدعو للاحتكام إلى العقل في الدعوة.