الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقترح بتدريس لغة الإشارة لطلاب التعليم الأساسي ابتدائي إعدادي ثانوي .. وخبراء يضعون حلولا أخرى

تدريس لغة الإشارة
تدريس لغة الإشارة للطلاب في المدارس

خبير تعليم: 

تدريس لغة الإشارة لجميع الطلاب أمر يصعب تحقيقه 

 

خبير تعليم: 

يوجد لدينا عجز بالفعل في المعلمين فلماذا نزيد العجز بتدريس لغة الإشارة 

 

أولياء الأمور: 

توفير سماعات وقطع غيار لها أفضل من تدريس لغة الإشارة 

 

ناقشت لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، اقتراحا تقدمت بيه النائبة هيام الطباخ، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بشأن تدريس لغة الإشارة الخاصة بالصم وضعاف السمع كمادة أساسية لجميع المراحل الدراسية لطلاب المدارس بشكل عام من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية.

ووافقت لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس النواب، خلال الاجتماع، في حضور وتوافق ممثل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور جبريل أنور، خبير مناهج بالإدارة المركزية للمناهج بالوزارة، على إدراج قاموس مصطلحات إشارية ملحق بكل مادة دراسية، والتوصية بالقيام بتدريبات مكثفة للمعلمين في كل المراحل الدراسية لتدريس المصطلحات للطلبة في كل المدارس والمراحل الدراسية من التعليم الأساسي حتى الثانوي، بالإضافة إلى البدء من الآن فترة إعداد الدليل والتدريبات، والتطبيق بدءاً من العام الدراسي 2024/2025.

علق الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي ومدير مركز القياس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، على المقترح المقدم بتدريس لغة الإشارة الخاصة لطلاب المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية.

قال الدكتور عاصم حجازي ، أن في البداية علينا من من تقرير قاعدة عامة بخصوص التعليم الأساسي وهي أنه تعليم يهدف إلى إكساب الطالب المعلومات الأساسية التي تبني عليها تفريعات العلوم في مراحل التعليم الأساسية بالإضافة إلى مهارات التعلم والتفكير والمهارات الحياتية الأساسية وليس مطلوبا على الإطلاق أن يتخرج الطالب من مرحلة التعليم الأساسي وقد أتقن كل تفريعات العلوم وأنواعها المختلفة فيكفيه العموميات التي لابد منها.

وأوضح حجازي في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن إدخال لغة الإشارة كمقرر إضافي لطلاب التعليم قبل الجامعي يواجه ببعض الاعتراضات، لأن قدرة الطالب في مراحل التعليم قبل الجامعي على إدارة ذهنه واستخدام قدراته العقلية بشكل جيد لاستيعاب مواد متعددة وذات حمل معرفي كبير تكون أقل من الطالب الجامعي الذي يستطيع فعل ذلك بسهولة.

وأضاف، أن من الأسباب والتي تواجه إدخال لغة الإشارة علي طلاب التعليم  الأساسي هي أولا: زيادة العبء المعرفي الملقى على عاتق الطلاب وأعباء التعلم، وأنه ينتج عن زيادة العبء المعرفي والمسؤوليات التعليمية انخفاض الوقت المخصص للنشاطات والهوايات الأخرى وهو ما يؤثر سلبا على بناء شخصية متكاملة للطفل.

وأكمل أستاذ علم النفس التربوي، أن زيادة العبء المعرفي يؤدي أيضا إلى نمو بعض المشاعر السلبية لدى الطلاب كالشعور بالإحباط واليأس والعجز المكتسب، و قد تؤدي هذه المشاعر السلبية إلى نمو اتجاهات سلبية رافضة للمدرسة وعزوف عن التعلم والتسرب المدرسي، بإضافة الي شعور الطالب بعجزه عن الإلمام بالمحتوى في المواد المتعددة وعجزه عن الوصول إلى مستويات متقدمه في تحصيلها قد يدفعه للجوء إلى أساليب غير مشروعة للحصول على التفوق مثل الغش والتسريب.

وعلي جانب آخر قال تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن في البداية علينا أن نؤكد علي أنه من حق أي طالب من طلاب الصم وضعاف السمع أن يتلقى خدمة تعليمية عالية الجودة، وتكون قائمة علي الفهم وأن يكون لديهم مدرسين يمتلكون مهارات التدريس والشرح بلغة الإشارة حتى يتفاعل معه الطلاب ويكونوا مثل زملائهم الأخرين الطلاب الأصحاء، ولكن أن يتم تدريس لغة الإشارة الخاصة بالصم وضعاف السمع كمادة أساسية لجميع المراحل الدراسية لطلاب المدارس بشكل عام من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية فهنا يوجد عقبات وإشكاليات. 

وصرح شوقي في تصريحات خاصة لـ “ًصدى البلد”، أن المناهج والمقررات الدراسية  المصممة في الوقت الحالي لا تسمح بإضافة أي مواد جديد، وأن الطالب في الوقت الحالي منشغل بشكل كبير علي تحصيل وإستيعاب المقررات الدراسية الحالية وأن إضافة مقرر جديد علية فإن هذا المقرر لم يفيده ولن تساهم في نموه المعرفي أو العقلي أو التحصيلي، للطالب خصيصا وأن كانت تلك المقررات الجديدة غير مضافة للمجموع فبذلك لن يستفيد منها الطلاب اى استفادة.

والفت إلي أن الطالب في المرحلة الابتدائية يكون في سن التكوين والتشكيل والتأسيس ولذلك فهم في حاجة إلي معرفة المعلومات الأساسية في كل مادة، ولذلك فلا يجب أن أدرس للطلاب في تلك المرحلة لم يدركوا إدراك كامل لمعاني الكلمات التي تدرس لهم وأطالبهم أن يفهموا معاني تلك الكلمات في لغة الإشارة المقابلة لهم، وأن هذا سوف يسبب صعوبة كبيرة لهم في الفهم وسوف يعيق نمو وتقدم الطالب العلمي والتحصيلي.

وأشار خبير التعليم، أن عدد الطلاب من ضعاف السمع والصم، داخل المجتمع الطلابي بالمدارس إعداد قليلة ولذلك فإن الأمر لا يستدعي أن ندرس المادة لجميع مراحل التعليم الأساسية، من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية.

وأضاف، أن المدارس في الوقت الحالي تعاني من عجز في عدد المعلمين في التعليم الأساسي العام من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، فهل يكون الحل الصحيح أن نزود الأعباء لدينا بإعداد معلمين لتدريس مادة لغة الإشارة للطلاب الأصحاء فهذا الإمر غير قابل للتطبيق.

وعن الحلول البديلة لعدم تدريس لغة الإشارة لجميع الطلاب في مراحل التعليم الأساسية من  المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، قال الدكتور تامر شوقي: أن الحل البديل يكمن في تجميع الطلاب الصم وضعاف السمع في فصل واحد داخل المدرسة وأن نسند مهمة تدريسهم إلي معلم متخصص للتدريسي بلغة الإشارة، وأيضآ هناك حل آخر وهو أن يتم وضع علامات وصور للدلالة على معاني الإشارات في لغة الإشارة ونقوم بتدريب الطلاب عليها.

واستطرد أن من الحلول البديلة إيضآ أن نقوم بتعين إخصائيين نفسيين في المدرسة يكونوا يتعلمون لغة الإشارات، ويكونوا خريجين كليات التربية الخاصة والتي تكون إحد فروعها لغة الإشارات وبذلك سوف الإخصائي النفسي الخريج لكلية التربية الخاصة باشتراك مع معلم الفصل والذي يكون خريج كلية تربية لا يجيد لغة الإشارات، يمكنا وقتها من التعامل مع الطلاب الصم وضعاف السمع.

وأختم الدكتور تامر شوقي حديثه قائلا اننا يجب علينا قبل أن نفكر في تدريس لغة الإشارة الخاصة بالصم وضعاف السمع كمادة أساسية لجميع المراحل الدراسية لطلاب المدارس بشكل عام من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، أن نفكر في أن نغرس داخل أولادنا ثقافة احترام الآخر وأن نعلمهم كيفية احترام زملائهم الذين يعانون من أي مشكلة سواء كانت صعوبة في السمع او الكلام او البصر وأن نعلم الاحترام والتعاطف مع الآخرين، وأن هذا سوف يكون أفيد بكثير من تعليمهم لغة الإشارة .

وفي إطار متصل قال حسين مهدي ولي أمر طالب أن الأفضل من مقترح تدريس لغة الإشارة هو توفير قطع الغيار وسماعات للطلاب ضعاف السمع وأن إسعار السماعات وقطع غيرها أصبح مرتفع وأولياء الإمر غير قادرين عليه.

بينما قالت هبه سعيد ولي أمر طالب، المناهج في الوقت الحالي كبيره وتحتاج إلي وقت كبير لدراستها وأن فكرة إضافة مواد جديدة سوف يكون مرهق بشكل كبير علي الطالب وولي الأمر.