الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفض 100 ألف دولار من أجل الآثار.. حكاية زاهي حواس مع الممرضة روزماري

زاهي حواس
زاهي حواس

يعتبر الدكتور زاهي حواس، أحد أهم علماء الآثار المصريين، الذين حققوا الكثير من النجاحات على مستويات عدة، فضلا عن شهرته العالمية التي حققها من خلال اكتشافاته الأثرية على مدار تواجده في وزارة الآثار، وحتى بعد رحيله.

زاهي حواس له الكثير من الحكايات والذكريات خلال مسيرته العملية والعلمية، والتي كانت تتطلب أن تصدر في كتاب يكشف فيه حواس عن ذكرياته مع الآثار والمواقف التي كان يتعرض لها، وهو ما حدث بالفعل، وجاء ذلك في كتاب يحمل عنوان "الحارس.. أيام زاهي حواس"، والصادر عن دار نهضة مصر.

وكشف زاهي في الكتاب عن حكاية تضحية بمبلغ 100 ألف دولار، بسبب عشقه للآثار، ويقول: "تعرفت في بداية حياتي العملية وقت عملي في حفائر كوم أبو بللو، بمنتصف السبعينيات إلى أحد الأمريكان العاشقين للحضارة المصرية وآثارها، وكان يدعى جين كيفر، كان يأتي لي لأشرح له منطقة الأهرامات فأمنحه معلومات كاملة عن تاريخها في كل زيارة له لمصر.

وأضاف حواس: وبمرور الوقت بات كيفر أحد أصدقائي، وبعد عودته للولايات المتحدة أرسل لي صديقة له كان اسمها «روزماري دي سيمون» Rosemary De Simone للقائي وزيارة الأهرامات والآثار المصرية من مختلف العصور.

وتابع: كانت روز ممرضة في نيوجرسي وكان عمرها في ذلك الوقت نحو 45 عاما، وكانت طيبة وحنونة جدا وتؤمن بتناسخ الأرواح أو ما يطلق عليه اسم Reincarnation، وفي أحـد أيام زيارتها لمصر كنا نتناول طعام الإفطار في كافتيريا الهيلتون، فوجدتهـا تخبرني أنها تعتقد أنني كنت زوجها أثناء بناء الأهرامات.. فضحكت، وفي هـذه اللحظـة جاء «سمير توفيق» الصحفي بجريدة الأخبار فسلم علينا، وعرفته بروز التي أصرت على دعوته للشاي، وبعـد انصرافه قالت لي إنها تعتقد أن سمير كان ابنها أيضا في مصر القديمة! وسافرت روز ولم ألتقها حتى كان عام 1977 حينما سافرت إلى أمريكا لإلقاء بعض المحاضرات، فأخبرني جين كيفر أنها في المستشفى؛ لأنها مريضة بالسرطان، وأن الأطباء أخبروه أنها في أيامها الأخيرة في الحياة، وأنها طلبت منه أن تتحدث معي تليفونيا".

وأضاف زاهي حواس: "فاتصلت بها وحاولت تشجيعها ومواساتها فوجدتها تخبرني أن لديها منزلا في نيوجرسي ومبلغ 100 ألف دولار في البنك، وأنها تريد أن توصي في وصيتها بمنحهم لي! فاعتذرت بشدة وشكرتها على مشاعرها النبيلة ورفضت العرض، وقلت لها: إنني أعتقد أن لدي مستقبلا في الآثار، وأنني إذا حصلت على هذه الثروة؛ فلن أفعل شيئا في حياتي، فوافقت على رأيي وقالت إنها تريد تليفون وعنوان «سمير توفيق» لأنها ستكتب كل ذلك باسمه.

وواصل زاهي حواس: كما أخبرتني أنها اتفقت مع جار لها على حرق جثمانها، ووضع رماده في زجاجة، ثم إرسالها لي لنثره فوق نهر النيل". 

وأكمل: "وماتت روزماري وأرسل لي جارهـا زجاجة رمادهـا فنثرته فوق مياه النيل وتسلم «سمير توفيق» الميراث، وقد استمرت صداقتي بـ جين كيفـر - الذي كان يرأس شركة للدعاية في نيويورك في تلك الفترة- وعندما ذهبت إلى فيلادلفيا لدراسة الدكتوراه عام 1980 والتقيت به تناقشنا كالعادة في الآثار المصرية وتاريخها، وهو ما منحه العديد الافكار الفرعونية لاستخدامها في الدعاية، وبعدها نظم لي برنامج محاضرات تحت عنوان (إذا لم تستطع أن تزور مصر فسوف تأتي لك مصر)".