يصادف اليوم ذكرى إدوارد جيبون، مؤرخ إنجليزي وصاحب أهم المراجع التاريخية حول الإمبراطورية الرومانية. وُلد جيبون في 27 أبريل 1794، واشتهر بكتابه "اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها". كتابه أثار جدلاً واسعاً حول السبب الفلسفي وراء سقوط روما، وما زالت هذه المسألة مثار جدل حتى يومنا هذا. يعزو جيبون سقوط الإمبراطورية الرومانية إلى هجمات البرابرة وانتشار المسيحية.
[[system-code:ad:autoads]]نظرة تشاؤم للتاريخ
اشتهر جيبون بعبارته التاريخية في العصور الوسطى: "أنا أوصف انتصار البربرية والدين". كان لديه نظرية جديدة في عصره حول التاريخ، وقد تأثرت شهرته بذلك. رأى جيبون التاريخ في العصور الوسطى على أنه "انتصار للبربرية والدين"، وهذا الرأي أثار رفضًا كبيرًا ومقاطعة له، وتم منع نشر كتابه في العديد من الدول.
[[system-code:ad:autoads]]في مؤلفاته، لم يعتمد جيبون على المصادر التقليدية فحسب، بل كان ينتقل إلى المصادر الأساسية ليقوم بالتحليل والاستنتاج، بهدف أن يصبح أفضل مؤرخ حديث. تعرض جيبون لانتقادات عديدة بسبب مواقفه المناهضة للمسيحية واليهودية، واتُهم بأنه يعادي السامية. ومن بين كتاباته الشهيرة عن اليهود، قال: "البشر مخدوعون بالرواية الفظيعة بأن اليهود ملتزمون".
كان جيبون ينظر إلى التاريخ بطريقة مختلفة عن معظم المؤرخين، حيث كان يروج لنظرية التشاؤم التاريخي. وصف التاريخ عند جيبون على أنه مجرد سجل لجرائم البشرية وأحمقها وكوارثها. كما كان يركز بشكل أساسي على الحروب الرومانية، ولم يلق الضوء على الفن والحضارة والهندسة الرومانية.
كما قال جيبون عن التاريخ : إنه ليس إجابة كتاب أو حتى خلاصة لقضايا تسلسلية، فى الواقع أنه ارتباط فى الماضى ويفسر حسب الكاتب وقدرته على التعمق والتحكم، حيث كان يرى أن التاريخ يكتب بصورة لا تعطيه أى معنى، ولذلك قام بإيجاد فلسفة تاريخ جديدة تقوم على نفي التفسيرات الدينية وتعتمد على المصادر الرئيسية والتحليل والفهم العميق وإتاحة المجال للمناقشة والحوار والآراء.