الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصل موائد الرحمن.. بدأت مع دخول الإسلام وابن طولون فرضها على الأثرياء

صدى البلد

مع حلول شهر رمضان يتسابق الجميع إلى فعل الخير، لأنه شهر التقرب إلى الله عز وجل، ومنهم ميسوري الحال، الذين يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بموائد الرحمن، ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻳﻄﻠﻖ على ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺇﻻﻓﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﺎﻡ فى ﺃﻳﺎﻡ صيام شهر رمضان.
واﺭﺗﺒﻂ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﻫي ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬى ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.

أصل الحكاية.. تراث من أيام النبي صلى الله عليه وسلم

ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺙ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍلنبى ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻋﻨﺪ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ ﻟﻪ فى ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻬﻢ ﻭجبتى ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﻣﻊ سيدنا ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺭﺑﺎﺡ، ﻭﺗﺒﻊ ﺧﻄﺎﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ، ﻓﺄﺳﺲ سيدنا ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ‏«ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ» ﻟﻴﻔﻄﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ.

ﺳﺒﺐ تسمية مائدة اﻟﺮﺣﻤﻦ 


ﺗﻌﻮﺩ ﺃﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ، ﺗﺸﻴﺮ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟبسطاء، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﺎﺑﺮى ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﺗﻢ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ ﺑﺎﺳﻤﻪ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ بأﺳﻢ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ.

تنكر ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ


ﻓﻰ ﻋﺼﺮ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ، ببغداﺩ، ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ فى ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻗﺼﺮﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻣﺘﻨﻜﺮاً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ، ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻬﻢ فى ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﻣﺪﻯ ﻛﻔﺎﻳﺘﻪ، للتعرف على ما ينقص المائدة، وما يحتاج إليه الفقراء وعابري السبيل لإضافته وكسب ثواب إفطار الصائمين.

هريسة ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ

 
كان الليث بن سعد فقيها ثريا، ولموائد الرحمن التي كان يقيمها فى ﻣﺼﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ، حيث ﻛﺎﻥ يتقشف فى ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ خلاله ﺇﻻ ﺍﻟﻔﻮﻝ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ﺃﺷﻬﻰ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ، ﺧﺎﺻﺔً ﺍﻟﻬﺮﻳﺴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳﻢ "ﻫﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺚ".

موائد الرحمن بأمر ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻮﻟﻮﻥ 


ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻮﻟﻮﻥ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﻟﻮﻧﻴﺔ ﻛﺮيماً سخياً، ﻳﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺧﺎﺻﺔ فى ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، وفى ﻋﺎﻡ 880م ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ فى ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﻬﻰ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ.

بعد 3 ﺳﻨﻮﺍﺕ من ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ، كان خلالها ﻳﻘﻴﻢ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺀ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ فى ﺃﻭﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، وفى ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺩﻋﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﺗﻀﻢ ﺃﺷﻬﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻄﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ: "ﺟﻤﻌﺘﻜﻢ ﻷﻋﻠﻤﻜﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ"، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪاً ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ فى ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻭﺃﺿﺎﻑ: "ﻟﻜﻦ ﺁﻣﺮﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺤﻮﺍ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻭﺗﻤﺪﻭﺍ ﻣﻮﺍﺋﺪﻛﻢ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻡ، ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﻔﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻷﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ"، وﺃﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﻃﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ فى ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭأﻧﺘﺸﺮﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ.

دار الفطرة في ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ 

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻮﻥ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ فى ﻣﺼﺮ، ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ﺗﺤﺖ أﺳﻢ "ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ"، ﻭﺳﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺎطمى فى ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺸﺮقى ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ فى ﻟﻴﺎلى ﺭﻣﻀﺎﻥ وﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮى، إضافة الى ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻮﺍﻟﺪ ﺃﺧﺮﻯ، "ﻣﻮﻟﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، والحسن، ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ، ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ على، ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ".

 

رواتب للفقراء في ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻰ 

أﺷﺘﻬﺮ  العصر المملوكي بتوسعة ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ فى ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺔ ﺻﺮﻑ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻷﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﻳﺘﺎﻡ والفقراء، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻟﺬى ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﻨﻪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﺑﻞ أﻣﺘﺪﺕ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻟﻴﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﺮﺣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﻬﺠﺘﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻌﻚ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺒﻨﺪﻕ ﻟﺘﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻭأﺷﺘﻬﺮﺕ قى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ، ﺍلتى ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺼﺼﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﻹﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ فى ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﺰ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺍﻟﺬى ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻷﺭﺯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ.

ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ في مصر


ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺼﺮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﺂﺩﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ أﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎﺭﻭﻕ، حيث كان ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺪﺕ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﻗﺼﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﻟﻴﺎﻟﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻼﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﻭﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻰ ﻣﺂﺩﺏ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ، ﻭﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺮيصاً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺒﻪ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ، ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﺮﺍﻯ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻏﻨﻰ ﻭﻓﻘﻴﺮ.

ﻭﺧﺼﺺ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﻭﺗﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺩﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﺤﻮﺭ.

ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ في ﺑﻨﻚ ﻧﺎﺻﺮ 

ﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1967، ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺑﻨﻚ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻴﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺇﻓﻄﺎﺭ، تكفى 4000 ﺻﺎﺋﻢ، ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ ﺍلتى ﺗﻌﺪ ﻣﻜﺎناً ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﺎﺑﺮى ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ فى ﺟﻮ ﺭﻭﺣﺎنى، ﻭﺗﺠﻤﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﺟﻠﻮﺱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﻜﻞ ﻃﻮﺍﺋﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ.