أدت الفيضانات الشديدة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في كينيا إلى خسارة مأساوية لـ 76 شخصًا منذ مارس، ونزوح أكثر من 130 ألف شخص، وفقًا لتقارير الحكومة الكينية. ويتفاقم الوضع بسبب ظاهرة النينيو المناخية، التي لا تؤثر على كينيا فحسب، بل أيضا على البلدان المجاورة لها في شرق أفريقيا.
وفقا للجارديان، أعرب إسحاق موورا، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، عن أسفه العميق إزاء الخسائر الإضافية التي وقعت لستة أرواح خلال الـ 12 ساعة الماضية، ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 76. وكان التأثير شديدًا بشكل خاص في نيروبي، حيث تم تسجيل 32 حالة وفاة، وأكثر من 16000 أسرة تم تهجيرهم.
وسلط موورا الضوء على الحالة الحرجة لمشروع سيفن فوركس للطاقة الكهرومائية على طول نهر تانا، حيث وصلت جميع السدود الخمسة إلى طاقتها القصوى. وهناك مخاوف من حدوث فيضان وشيك في اتجاه مجرى النهر خلال الـ 24 ساعة القادمة، مما دفع السكان في المناطق المتضررة إلى إصدار تحذيرات إخلاء عاجلة للبحث عن مناطق مرتفعة.
في تنزانيا المجاورة، الوضع مأساوي بنفس القدر، حيث تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 155 حالة وفاة بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية. ويصف السكان، مثل خطيبو كابارا من حي جانجواني في دار السلام، الوضع بأنه "مخيف"، حيث لحقت أضرار واسعة النطاق بالممتلكات وحاصرت مياه الفيضانات المنازل.
بوروندي، على الرغم من كونها واحدة من أفقر دول العالم، شهدت نزوح حوالي 96 ألف شخص بسبب الأمطار المتواصلة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والحكومة. وبالمثل، شهدت أوغندا عواصف شديدة أدت إلى فيضان ضفاف الأنهار، مما أدى إلى وفاة مؤكدة ونزوح عدة مئات من القرويين.
في أواخر العام الماضي، لقي أكثر من 300 شخص حتفهم بسبب الأمطار والفيضانات في مختلف أنحاء كينيا والصومال وإثيوبيا، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي والأزمات الإنسانية.
ومما يزيد الوضع تعقيدًا نمط ظاهرة النينيو المناخي، المعروف بتأثيره العالمي، بما في ذلك حالات الجفاف والأمطار الغزيرة في أجزاء مختلفة من العالم. وصنفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ظاهرة النينيو الحالية كواحدة من أقوى خمس حالات تم تسجيلها على الإطلاق، مما يسلط الضوء على خطورة الظاهرة الجوية.