الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستالجيا| الداية مهنة توارثتها النساء من عصر الفراعنة وتحارب الانقراض حتى الآن

أصل مهنة الداية 
أصل مهنة الداية 

ما إن نسمع إلى كلمة الداية، ونتذكر بعض المشاهد من الأفلام القديمة، والتي تبرز دور الداية أو المولدة والتي كانت تساعد النساء على الولادة الطبيعية في المنزل، وعندما يتردد هذا الاسم على مسامعنا غالبا ما يرتبط بها سماع جملة “حضري ليا المية السخنة”.

 

أصل مهنة الداية 

 

أصل مهنة الداية 
 

وتعتبر مهنة الداية واحدة من أكثر المهن  المصرية التي على وشك الإنقراض، ونجد أن أغلب كبار السن لم يلدوا قديما إلا على يد الداية، حيث كانت مهنة الداية قديما لها أهمية كبيرة ولها بصمة في معظم البيوت المصرية.

 

 

وتستخدم كلمة الداية في بعض الدول العربية مثل السعودية (منطقة الحجاز) ودول الشام (الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان) ومصر واليمن؛ حيث كانت مزاولة مهنة الداية في الماضي لا تتطلب دراسة أو الحصول على شهادة لمزاولتها من جامعة او معهد تمريض، حيث تتوارثها الداية من أمها أو جدتها بالممارسة، وتقوم بتعليم ابنتها وجارتها تلك المهنة.

 

أصل مهنة الداية 


ولازالت مهنة الداية منتشرة في العديد من البلدان العربية على نطاق ضيق؛ حيث لا زال بعض الرجال، يفضلون عدم كشف نسائهم على الأطباء حتى وإن كان السبب صحياً، بإضافة إلى الاعتقاد السائد بأن الداية أكثر صبرا من الطبيب، وبالتالي تجنب العملية القيصرية التي يسارع الاطباء بإجرائها لأسباب مادية.

 

أصل مهنة الداية 


ولم يكن  للطبيب دور قديما في توليد النساء، ولكن كانت الداية هي من تقوم بهذه المهمة ؛ حيث م يكن يقتصر مهنة الداية على الإنجاب فقط، وإنما أيضا تصف الأعشاب التي تعطي للمرأة بعد الولادة والاعتناء بصحة الوالدة والمولود.

 

أصل مهنة الداية 


وبالرغم من  ورغم تاريخ الداية العريق، إلا أنها تواجه الانقراض بفعل التطور الطبي الكبير، وأصبح وجودها منحصر فقط داخل بعض القرى الريفية البسيطة .

 

أصل مهنة الداية 


وبدأت مهنة الداية منذ قديم الأزل في فجر التاريخ، حيث كانت موجودة خلال العصر الفرعوني، حيث تسجل صفحات التاريخ الفرعونى القديم، المرأة الحامل تجلس القرفصاء، مع ثنى الركبتين ووضع اليدين على الفخذين، وتحت ركبتيها يوجد لبنه أو لبنتين، حتى يحدث الفراغ المناسب لخروج الجنين .

 

أصل مهنة الداية 


وكشفت العديد من النقوشات والرسومات على الجداريات و لوحات البردي، بوجود نساء يقومن بسند المرأة الجالسة من الظهر، بينما تقف الأخرى أمامها تتقبل الوليد، فيما يعرف بـ"الجلوس على الأحجار"، ومع مرور الزمن، توارثت الأجيال كراسى الولادة كوسيلة مساعدة على إتمام الولادة.

 

أصل مهنة الداية 


وكان دور الداية أو كما تعرف قديما بإسم القابلة بدورها في إخراج الجنين من بطن أمه بسهولة ويسر، وظل الكرسى محتفظًا بشكله البسيط منذ عصر قدماء المصريين، حتى اليوم، ذو فتحة فى المقعدة على هيئة حدوة الفرس، رغم ما حدث له من اختلاف وتفاوت في الشكل والحجم والارتفاع.

 

أصل مهنة الداية 


وهناك بعض نماذج من كراسي الولادة القديمة اتي كانت تستخدمها الدراية في متحف جاير أندرسون، منها الشكل البسيط وهو عبارة عن كرسى من الخشب عبارة عن قاعدة مستطيلة يتوسطها فتحة على هيئة حدوة الفرس ويستند على رجلين ومؤرخ بالقرن (7هـ/13م)، وفي المتحف هناك كرسى أخر مصنوع من الخشب له ظهر و وسندات، وله أربعة أرجل ويتوسط فتحة على شكل حدوة الفرس.