عند مراجعة الصور القديمة لنساء الأمبراطورية العثمانية فكنا نجد أنهم يرتدون اليشمك، وهو عبارة عن طرحة بيضاء مائلة إلى اللون الشفاف، وتقوم المرأة بتغطية وجهها وترك العينين فقط مكشوفين، وكان الغرض من كون اليشمك ان يكون شفافا أن يكشف عن تعابير الوجه دون أن تظهر الملامح بشكل واضح.
أصل اليشمك
ويرجع اليشمك الأبيض، من الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر 1800 ميلاديا؛ حيث كان اليشمك الأبيض الشفاف عبارة عن حجاب ونقاب في نفس الوقت ، وتلبسه "غالباً" نساء الطبقة الحاكمة سواء في تركيا أو مصر ودول الشام، وتعني يشمك بالتركية النقاب .
ويعتبر اليشمك هو نوع من الحجاب أو النقاب، ويرجع أصله إلى تركيا؛ حيث كانت ترتديه النساء بغرض تغطية وجوههن في الأماكن العامة، والذي لم يعد يستعمل في تركيا في وقتنا الحاضر الا نادرا.
وخلافا الحجاب العادي، فإن اليشمك مكون من قطعتين قماش مصنوعة من شاش النسيج الموصلي، أحدهما لتغطية الرأس، والأخرى لتغطية الوجه، ليكون معا وبصورة واحدة الحجاب.
وأول من ارتدين اليشمك كانت الاسره الملكيه فى مصر وايضا الأسرة العثمانية حرصن على ارتداء اليشمك فى كثير من المناسبات ، أشهر من ارتدى اليشمك من الأسرة الملكية :
امينة الهامى إم المحسنين
السلطانة ملك
الملكة نازلى
الملكة فريدة
الملكة ناريمان
الاميرتان فوزية وفايزة فؤاد
وأغلب لوحات المستشرقين لنساء الامبراطورية العثمانية كانت باليشمك الشفاف في القرن التاسع عشر، حيث كان مخصص اليشمك باللون الأبيض للنساء من الأسر المكية، ولكن كان عامة الشعب يرتدون اليشمك باللون الأسود .
وأظهرت العديد من كتالوجات لصور عثمانية، والنساء يرتدون اليشمك الأبيض والأسود؛ حيث ظهرت النساء من الأسر الملكية بالأبيض وكانت النساء من عامة الشعب ترتدي اليشمك باللون الأسود.
وهناك العديد من الأقاويل بأن اليشمك الأبيض كان مخصص للنساء الذين يعيشون في قصور السلاطين، منساء السلطان وجوارية، وهو ما أظهرت بعض اللوحات لهذا العصر، واقصد من ارتدائهم اليشمك بأن يكونوا محجوبين عن العالم الخارجي، ولأن لهم مكانة خاصة وخصوصية عالية فلا يجب ان يكون وجوهم مكشوفة للعامة.
وهناك أساطير مختلفة على ان اليشمك تم ارتداءه في القرن 19 باللون الأبيض ، أما في القرن الـ 20 اتجهت النساء إلى ارتداء اليشمك باللون الأسود والأبيض معا.