الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الملاية اللف.."بنت البلد يا ولد يا ولد" من الرومان لشط إسكندرية|نوستالجيا

أصل الملاية اللف
أصل الملاية اللف

نشاهد الأفلام القديمة ونجد ان الممثلات كانوا يظهرن بأدوار مختلفة وهم يرتدون الملاية اللف ويقومون بلفها حولهم، ومن ابرز النجمات التي ارتبطوا ذهننا وهما يرتدون الملاية اللف الفنانة شويكار، سعاد حسني، وشادية، وايضا من ممثلات الجيل الجديد الفنانة غادة عبد الرازق، ومي عمر، ولكن ما أصل الملاية اللف ومن أين أتت فكرتها.

 

أصل الملاية اللف

 

الملاية اللف من أكثر الملابس التراثية التي كانت النساء ترتديها لفترة طويلة من الزمن، وكانت عبارة عن قطعة من القماش السوداء والتي تقوم المرأة بلفها على جسدها بطريقة بسيطة حتى لا تنزلق منها عند الخروج من المنزل، وكانت النساء ترتدي الملاية اللف مع الرقع على وجهها وهي عبارة عن خيوط متصلة ببعضها ترتديها المرأة كالنقاب لتداري ملامح وجهها.

 

أصل الملاية اللف

 

ويرجع تاريخ الملاية اللف للعصر العثمانى، حيث ذكر الجبرتى فى كتابه «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» أنه كان يوجد فى مصر العثمانية ، محلات لبيع الملايات  اللف منها «خان الملايات» عند حارة الروم، فى حين يرجع البعض الآخر بداية ظهورها إلى عهد المماليك، حيث يرجع إليهم الفضل فى ابتداع هذا الزى الشعبى.

 



وكان الظهور الأول لملابس شبية بـ ملاية اللف بين نساء الرومان الهبماتيمون، فهم كانوا أول من يلبسونها ولكن بشكل مختلف قليلا عن الشكل الذي اشتهر فيما بعد في مصر، ووصلت فكرة الملاية اللف من الرومان إلى مصر عند غزو الرومان لمصر، وفي البداية كانت النساء ترتديها فى شوارع وحوارى الإسكندرية، ومن ثم انتقلت إلى باقى المدن المصرية .

وتؤكد بعض الدراسات المهتمة بدراسة تاريخ الأزياء الشعبية أن الخلط فى معرفة أصل الملاية اللف يرجع إلى الخلط بينها وبين "الحبرة" التي كانت ترتديها المرأة عند خروجها فى العصر العثمانى، وهى عبارة عن قطعة قماش كبيرة من قماش  توضع فوق الرأس في تغطيها، وتغطى الملابس واليدين.

وظل ارتداء الملاية اللف حتى ثورة 52، والتي شجعت المرأة على التعلم وعلى خروجها للعمل، أصبحت الملابس تتسم بالعملية لتناسب طبيعة هذه المرحلة، وظلت بعض النساء يرتدين الملاية اللف على استحياء حتى منتصف التسعينات خاصة بالأحياء الشعبية، إلا أنها اندثرت تماما مع ظهور العبايات الخليجية فى مصر.

 

أصل الملاية اللف


واشتهر ارتداء الملاية اللف في وقت كان مفهوم الاحتشام فى ملابس المرأة المصرية هو السائد بغض النظر عن الوسط الاجتماعي أو الثقافي أو المستوى التعليمي؛ حيث تميزت بنت البلد المصرية قديما بارتدائها وكان يختلف نوع القماش الذي يصنع منها.

وظلت بنات البلد والسواحل يرتدين الملاية اللف، والتى كانت تضيق وتقصر حسب الرغبة، أما الفلاحات فقد تطور الملبس الواسع فى الوجه البحرى إلى جلباب ضيق واسع بعض الشيء من الأسفل حتى تستطيع العمل والجلوس والنهوض بسهولة.

وكانت الملاية السوداء ذات القماش المطاط و اللامعة خاصه بالشابات أما السيدات فكان لونها اسود غير لامع ومصنوع من القطن الخفيف، فكانت الملاية اللف تمتاز ببساطة وسهولة الارتداء، وترتدي عليها البرقع  المفتوح .

 



ويمتاز البرقع المفتوح بوجود فتحات تعمل على سهولة التنفس، وإبراز بعض ملامح من وجه المرأة المصرية وتعابير وجهها، وكان يزين بقصبة نحاسية او ذهبية أو فضية فوق الأنف، ويكتمل المشهد الرائع بـ المنديل أبو أوية المحلى بكرات ملونة تغطي شعرها، لتكتمل صورة الفتاة المصرية.

وقام الشاعر بيرم التونسي بالغناء للنساء الذين ارتدوا الملاية اللف، وقال لهم :  بنت البلد في الملاية اللف يا ولد يا ولد.. بنت البلد تركت الملاية اللف وأصبحنا نجد في الأحياء الشعبية عدة صالونات تجميل.. بنت البلد بعد الملاية اللف تسرح شعرها عند الكوافير لأنها تعمل.. وهي بحكم العمل وبيئته الجديدة تحرص على مظهرها بقدر ما تطيق حالتها المادية ولو كانت عاملة في مصنع 1.