الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: كورونا ليس غضبًا من الله ومن يموت به إكرام وشهادة.. الاستهانة بالفيروس فساد والمتسبب فى إصابة نفسه سيحاسب أمام الله

صدى البلد

على جمعة
كورونا ليس غضبًا من الله ومن يموت به إكرام وشهادة
على من ينتقد عام 2020 لا تسبوا الدهر فإنه من خلق الله
وللخائفين من كورونا كل ما يجري في الكون بيد الله
الاستهانة بكورونا فساد والمتسبب فى إصابة نفسه سيحاسب أمام الله 

هنأ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، المشاهدين بالعام الميلادي الجديد، قائلا: «الله سبحانه وتعالى علمنا بعدما قسم الصلوات إلى 5، وبعد كل صلاة نبدأ بداية جديدة مع الله، وجعل هناك صلاة الجمعة، وبعدها نبدأ بداية جديدة أسبوعية، ونبدأ بداية جديدة مع كل شهر عندما نقول للهلال (هلال خير وبركة)، ونبدأ بداية جديدة كل عام ننتهز فيه عد السنين، وندعو الله أن يكون عاما فيه الخير والتوفيق والرضا لله ويصرف عنا فيه كل سوء». 

وأضاف "جمعة"، خلال لقائه ببرنامج من مصر، المذاع عبر شاشة قناة «cbc»، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، أن كل شيء بيد الله، وهذه حقيقة يقبلها الجميع، ولكن بعقولهم فقط، ويجب قبولها بقلوبنا ونعلم أن مالك هذا الكون الحقيقي هو الله، ليس هناك مالك سواه، وهو الذي يتصرف فيها، ولأنه رحمن ورحيم وقوي وعزيز وخالق وبارئ فإن كل ما يجري في الكون من مظاهره خير أو شر، فإنه يعود بحكمة بالغة لنفع الإنسان من منطلق أن الله يحبنا.

وأشار إلى أن كثيرا من الناس يسأل "كيف يحبنا الله؟" فأرد عليه وأقول:«إن الله سبحانه وتعالى يحبنا فعلا وليس محتاجا لمزيد من جهد منا وإنما هو يحبنا لأننا صنعته التي خلقها ورزقها، وكل فعل يفعله الله سبحانه وتعالى له حكمة، بما فيها انتشار فيروس كورونا، وقد يكون جزءا من هذه الحكمة هو خير، «نعم افتقدنا أحبة لنا، ولكنهم إذا كانوا ماتوا بسبب هذا المرض وهذا في البطن، فالمبطون شهيد، هذا إكرام لهم، وكانوا سيموتون في نفس اللحظة من تلك السنة بالذات من غير كورونا ومن غير حاجة».

وتابع قائلًا: لو خيرنا الإنسان أن يموت شهيدا، أو أن يموت من غير أجر الشهادة، فالعاقل يختار أن يموت شهيدا، بما في الموت من مصيبة فأصابته مصيبة الموت وألم للفراق وتغيير للمراكز القانونية، ملكي يصبح تركة عني لورثتي، ولكن الموت بما فيه من ألم وأجل له وجه آخر من الخير والمنحة، والله يحبنا ويعطينا والحب عطاء».

وتابع متسائلًا لمن يقولون أن هذا المرض غضب من الله فهو غضب على من ؟ فهل من أصيب كان مغضوبا عليه ومن لم يصب مرضيا عنه؟ محصلش، طب ما أصيب 80 مليون ولا 85 مليون ولا 7 مليار فمن الذي قال إن الأمر هكذا أو يفهم هكذا، ولكن أليس في هذا الجندي "اى كورونا" الذي أرسله الله تنبيها للبشرية كلها؟

ورد على من ينتقد الزمان ويسب عام 2020، قائلا لهم: «لا تسبوا الدهر، لأن الله هو الذي خلق 2020 وعملها كده، فبلاش تسبوا الدهر»، مستشهدا بالحديث القدسي «لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر»، أي ان الله سبب خلق هذا الدهر الذي نعيش فيه، لذلك لا يجوز سب الزمن لأنه ليس له ذنب، مقتبسا مقولة: «نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا».

وأضاف «لما النبي علمنا كيف نغير الحالي فقال (ابدأ بنفسك ثم بمن تعول)، ولا يجوز إطلاقا سب الزمان، ولكن يجوز أن نقف ونتأمل ونرى فيه الخير، ونتعوذ من الله سبحانه وتعالى من المصائب، ونطلب إليه بقلوبنا أن يصرف عنا السوء بما شاء وكيف شاء وأن نشاء، وهذا أمر لا نريده أو نحبه».

وتابع: «نكره الموت ونحب الحياة الدنيا، لكن هذه الكراهية ليست كراهية رفض بل هي كراهية الألم والفراق والشعور الإنساني الذي أراده الله لنا ووضعه فينا، وأيضا لابد أن نرى المحنة لمنحة لأن الله حبيب سواء أنزل هذا أم لم ينزل».

كما وجه رسالة لمن يقلق ويخاف من هذه الأيام التى نعيش بما فيها من فيروس كورونا، قائلا: «المشاعر التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الإنسان من نحو الملل أو القلق أو الخوف، هذه مشاعر خلقها الله في الكافة، خلقها في سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى، وكل هذه المعاني مدام خلقها الله فإنه لا يحاسبنا عليها، فهو لا يحاسبنا على الخِلقة، ولكن على الفعل الاختياري، مثل الصلاة أو الإضرار بالناس أو نفعهم ماذا فعلت بالاختيار هذا هو ما نحاسب عليه.  

وأضاف أن الشعر بالخوف والقلق شعور طبيعي، وفى الأول والأخر كل شيء بيد الله، وهذه حقيقة يقبلها الجميع، ولكن بعقولهم فقط، ويجب قبولها بقلوبنا، ونعلم أن مالك هذا الكون الحقيقي هو الله، ليس هناك مالك سواه، وهو الذي يتصرف فيها، ولأنه رحمن ورحيم وقوي وعزيز وخالق وبارئ فإن كل ما يجري في الكون من مظاهره خير أو شر، فإنه يعود بحكمة بالغة لنفع الإنسان من منطلق أن الله يحبنا.

وأوضح أن ترك الأسباب هى مصيبة من مصائب الثقافة العامة وسيودى بنا إلى التهلكة وهى من أنواع الفساد ولابد من الابتعاد عنها. 

وعلق "جمعة"، على ما فعله المزدحمون فى احتفال ليلة رأس السنة بالاسكندرية، قائلًا: وجدت رسالة من شخص قال لى "البقاء لله فى اسكندرية" معلقًا: انتو هتموتوا اسكندرية كلها.

وتابع: كورونا ليست وهم ولكنها حقيقة واقعية، وما فعله المزدحمون ليلة رأس السنة كل من يصيب بكورونا سيكون ذنبه فى رقبة هؤلاء المزدحمين، متسائلًا: " فهل انتم قادرين ان تقفوا امام الله مسؤلين عن الهلاك فى الدنيا او الاخرة؟".

وأشار الى أن هناك فرقا كبيرا بين التوكل والتواكل، مشيرا إلى أن ارتداء الكمامة ليست هى الحماية ولكنها هى السبب الذى أمرك به الله باتخاذه وعدم الاخذ بها وترك السبب يكون مخالفا لما أمر به الله سبحانه وتعالى.