لا يوجد دليل سياسي لكيفية التعامل مع محاولة اغتيال أخرى واضحة ضد مرشح رئاسي من حزب كبير في غضون أسابيع من الانتخابات، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الامريكية.
ويظهر أن هذه الجولة الانتخابية مليئة بالاستقطابات بعد محاولة ثانية لقتل المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
في غضون شهرين فقط، نجحت الولايات المتحدة في تجنب مأساة اغتيال شخصية سياسية بارزة خلال موسم الانتخابات وما قد ينجم عن ذلك من فظائع في أمريكا، البلد الذي مزقته الانقسامات الحزبية العميقة.
واعتبرت سي إن إن الإخبارية الأمريكية إن وقوع مثل هذه الحوادث يشير إلى تيار العنف الذي يخيم باستمرار على السياسة الأمريكية، وهو تيار يتفاقم بسبب سهولة الحصول على الأسلحة النارية.
وأمام ذلك تتجدد المخاوف الآن من أن الفترة العاصفة التي تسبق يوم الانتخابات قد تدفع البلاد إلى مزيد من الانحدار نحو طريق مظلم.
ردود فعل سريعة من أصدقاء ترامب وأعدائه
أعربت نائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسة ترامب في الترشح وحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز والرئيس جو بايدن عن ارتياحهم لمعرفة هوية المشتبه به في محاولة استهداف ترامب في أحد ملاعب الجولف في فلوريدا قبل أن يتمكن من إطلاق النار على ترامب.
قالت هاريس إنها أُبلغت بالحادث وكتبت على مواقع التواصل الاجتماعي: "أنا سعيدة لأنه آمن. العنف ليس له مكان في أمريكا".
وقال ترامب بعد استهدافه في محاولة اغتيال ثانية: "لا شيء سيوقفني، لن أستسلم أبدا!".
وأصدرت إليز ستيفانيك، النائبة عن نيويورك وأحد أبرز حلفاء الرئيس السابق، بيانًا أعادت فيه التأكيد على فكرة أن العناية الإلهية أنقذت ترامب، وهو موضوع متكرر في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
وأشارت رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس النواب إلى أنه بعد ما حدث، أصبح لدى البلاد الآن واجب انتخاب ترامب.
وقالت: "لحسن الحظ، يواصل الله مراقبة الرئيس ترامب، وبصفتنا أمريكيين، يجب أن نتحد خلفه في نوفمبر لحماية جمهوريتنا وإعادة السلام إلى العالم".
كما أشار رئيس مجلس النواب مايك جونسون، بعد زيارة الرئيس السابق في منتجعه في مار إيه لاجو يوم الأحد، إلى أن ترامب استفاد من التدخل الإلهي ولعب دوراً في الرواية القائلة بأن ترامب لا يهزم.
وقال: "لم يتحمل أي زعيم (في) التاريخ الأمريكي المزيد من الهجمات وظل قوياً ومرناً. إنه لا يمكن إيقافه".
مزيد من الأسئلة للخدمة السرية
تم رصد الرجل الذي تم اعتقاله في محاولة الاغتيال الواضحة من قبل جهاز الخدمة السرية على بعد عدة حفر من الرئيس السابق في نادي ترامب الدولي للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وتساءل المراقبون عن كيف سُمح لقاتل بالاقتراب من ترامب مرة أخرى؟
وذكروا : "لا يزال هناك نقص في الإجابات على محاولة الاغتيال المروعة في بنسلفانيا، ونتوقع أن يكون هناك تفسير واضح لما حدث في فلوريدا".
أشار ترامب بالفعل، دون دليل، إلى أن إدارة بايدن وهاريس متواطئان في محاولة الاغتيال في بنسلفانيا زاعما أنهما استخدما وزارة العدل كسلاح ضده.
لكن جميع مشاكل ترامب الجنائية استمرت من خلال النظام العادي في المحاكم، ولا يوجد دليل على تورط البيت الأبيض بأي شكل من الأشكال.
وتأتي محاولة الاغتيال الثانية الواضحة على خلفية حملة مضطربة تحدت الأعراف والتوقعات.
ماذا بعد المحاولة؟
ومن المرجح أن يكون لمحاولة أخرى واضحة لاغتياله بعض التأثير الشخصي على الرئيس السابق ومن المؤكد أن الرئيس السابق سوف يستخدم الأحداث الأخيرة لتعزيز ادعائه الذي لا أساس له من الصحة بأنه ضحية اضطهاد كان من المفترض أن يمنعه من الوصول إلى السلطة.