في تصعيد جديد للموقف، أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحذيرًا شديد، متعهدًا بعواقب غير مسبوقة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين حاليًا في الشرق الأوسط قبل عودته المحتملة إلى منصب الرئاسة في 20 يناير 2025.
ترامب الشرق الأوسط
وقال ترامب في بيان نشره على "تروث سوشيال": "الجميع يتحدث عن الرهائن الذين يتم احتجازهم بشكل عنيف وغير إنساني وضد إرادة العالم بأسره، لكن الأمر مجرد كلام دون أي أفعال!"
وأضاف ترامب، أن الفشل في إطلاق سراح الرهائن سيؤدي إلى رد قاسٍ، موضحًا: "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أعود فيه بفخر لمنصب رئيس الولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط."
وتابع محذرًا المسؤولين عن عمليات الاختطاف: "سيتم ضرب المسؤولين عن هذه الفظائع ضد الإنسانية بشكل أقوى من أي ضربة شهدتها الولايات المتحدة في تاريخها الطويل والعريق."
قال محمد رجائي المحلل السياسي و الخبير في الشؤون الأوروبية، إن تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم، يشكل تهديدًا جادًا، خاصةً أنه خلال حملته الانتخابية وجه تحذيرات وتهديدات لم تكن موجهة فقط لدول الشرق الأوسط، بل لمعظم دول المنطقة، مشيرًا إلى أن ترامب اعتبر إسرائيل دولة صغيرة، وأكد أنه يجب توسيعها على حساب الدول المجاورة مثل الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وهذا التصريح يثير الكثير من القلق حول نوايا ترامب تجاه المنطقة.
وأضاف رجائي لـ صدى البلد، أن ترامب أيضًا أبدى دعمه لنتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل، خاصةً المتشددين اليهود الذين بدأوا في التفكير بإقامة ‘إسرائيل الكبرى’ من النيل إلى الفرات، لافتا إلى أن هذه التصريحات تطرح تساؤلات حول مصير القضية الفلسطينية.
وتابع إنه هدد مؤخرًا بمصادرة أموال المسؤولين العراقيين الموجودة في البنوك الأمريكية، التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
وأكد أن الواضح أن ترامب يفرض واقعًا جديدًا، وستجد الدول العربية صعوبة في مواجهة مطالب ترامب، وبالتالي المنطقة ستكون في خطر حقيقي في السنوات القادمة، كما يتضح من الأحداث الجارية.
وفي مستهل جلسة الحكومة في مدينة نهاريا، الثلاثاء، قال نتنياهو: «أود أن أشكر الرئيس ترامب على بيانه القوي أمس. هذا تصريح قوي للغاية، يوضح أن هناك جهة واحدة فقط مسؤولة عن هذا الوضع، وهي حماس.
الإفراج عن المحتجزين
وأضاف: حماس مطالبة بالإفراج عن المحتجزين، وركز الرئيس ترامب في المكان الصحيح، على حماس، وليس على الحكومة الإسرائيلية، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لتحريرهم، ومن يؤذيهم سيدفع الثمن، وهذا أيضاً ما قاله الرئيس ترامب بالأمس، وهو يعزز هذا التصريح سنعيد جميع المحتجزين، ولن نهدأ حتى نستعيد كل المحتجزين، الأحياء والأموات على حد سواء.
من جانبها كشفت سارة نتنياهو زوجة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل لقائها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا.
وكتبت مارغو مارتن نائبة مدير الاتصالات لدى ترامب على "تويتر"، إن الرئيس المنتخب تناول العشاء مع سارة نتنياهو في منتجعه.
وقالت سارة نتنياهو إنها طرحت قضية الرهائن خلال اجتماعها مع ترامب، في ملعب الغولف الخاص به في ويست بالم بيتش.
وكتبت في منشور على "إنستغرام" باللغتين الإنجليزية والعبرية: "خلال الاجتماع الذي كان دافئا وودودا ناقشنا العديد من المواضيع، بما في ذلك الصداقة الراسخة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأهمية الاستمرار في رعاية الرابطة الفريدة بين بلدينا".
وأضافت: "لفتت انتباه الرئيس أيضا إلى المعاناة الهائلة التي تحملتها إسرائيل في السابع من أكتوبر"، وأكدت زوجة نتنياهو على "الحاجة الملحة للعمل من أجل إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين في قطاع غزة) وإعادتهم بسرعة، ناقشنا أيضا الأهمية الاستراتيجية لانتصار إسرائيل في الحرب ضد محور الشر، من أجل مستقبل أكثر استقرارا وأمانا في الشرق الأوسط وحول العالم".
وكانت أعلنت حركة حماس، الاثنين، مقتل 33 أسيرا إسرائيليا كانوا محتجزين لديها، إذ قضى معظمهم بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمناطق مختلفة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.
وقالت الحركة، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بمنصة تليجرام، إن "33 أسيرا إسرائيليا قتلوا وفقدت آثار بعضهم بسبب المجرم (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وتعنته".
وحذرت الحركة، وفق ما جاء في الفيديو، من أن استمرار العدوان الإسرائيلي يرفع حصيلة قتلى أسرى العدو، وقالت في بيان مقتضب أرفقته مع الفيديو باستمرار حربكم المجنونة، قد تفقدون أسراكم إلى الأبد، افعلوا ما يجب عليكم فعله قبل فوات الأوان.
وأشارت الحركة، وفق الفيديو، إلى مقتل 4 أسرى واستشهاد آسريهم في التاسع من أكتوبر 2023، و9 آخرين في 14 أكتوبر من العام ذاته، بسبب القصف المكثف على القطاع، ومقتل أسير في الثامن من ديسمبر 2023 في إفشال محاولة قوة إسرائيلية للوصول إلى جندي أسير مما أدى لمقتله.
وقالت الحركة إنه في 2024 قتل 7 أسرى صهاينة في الأول من مارس بعد أسابيع من فقدان الاتصال مع آسريهم، كما قتل 3 أسرى بمجزرة ارتكبها الاحتلال وسط قطاع غزة في التاسع من يونيو .