تداول العديد من المتابعين والصفحات، بوستات تفيد بوجود دراسة جديدة قامت بها الصين تؤكد أن شرب الكولا والبيبسي يؤدي لزيادة هرمون الذكورة (التستوستيرون) لدى الرجال.. فما القصة؟
لاقت البوستات المتداولة، انتشارا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، وسط تساؤلات عدة عن حقيقة هذه الدراسة.
ما حقيقة الدراسة؟
الدراسة المُشار إليها في البوستات المنتشرة أُجريت على فئران تجارب فقط وليس على البشر، ونتائجها لا يمكن تعميمها.
أجرى الدراسة، باحثون من جامعة نورث ويست مينزو الصينية، ونُشرت نتائجها في عدد يوليو - سبتمبر 2022 من دورية "Acta Endocrinol"، وتهدف إلى تحديد تأثير المشروبات الغازية مثل الكوكا كولا والبيبسي على الخصوبة لدى الرجال وعلى حجم الخصية.
ولاختبار فرضيتهم، قام الباحثون بدراسة مجموعات من ذكور الفئران، حيث شربت المجموعة الأولى الماء فقط، في حين شربت المجموعات المتبقية مستويات متفاوتة من الكوكاكولا والبيبسي.
ما تأثير البيبسي والكوكاكولا؟
وجدت الدراسة أن حجم خصيتي الفئران التي شربت بيبسي أو كوكا كولا زادت بشكل ملحوظ بعد 15 يوم من بداية التجربة.
كما وجد الباحثون أيضًا أن "تركيزات هرمون التستوستيرون في الدم لدى جميع الفئران تعززت بتناول البيبسي كولا والكوكا كولا، مما يشير إلى أن الجرعات العالية من البيبسي والكوكا كولا يمكن أن تحسن إفراز هرمون التستوستيرون على ذكور الفئران".
وبحسب جامعة هارفارد، فإنه على الرغم من أن البشر والفئران يتشاركون نفس الجينات، إلا أنهم يعملون بشكل مختلف في خلاياهم، وكثير من التجارب التي أجريت على الفئران فشلت فشلًا ذريعًا عند اجرائها على البشر، وإلا لكانت أمراض كثيرة مثل مرض الزهايمر، والسرطان، والسكري، ومعظم الاضطرابات الموروثة شيئًا من الماضي.
فضلًا عن ذلك، العديد من الدراسات الأخرى التي أجريت على البشر أثبتت عكس نتائج هذه الدراسة.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية، على 4873 رجل وامرأة، ونشرت نتائجها عام 2018، أن شرب المياه الغازية أدى إلى تقليل الخصوبة لدى كلا الجنسين بنسبة كبيرة.
وتُشير نتائج دراسة دنماركية أن الرجال الذين يتناولون لترًا من الكولا يوميًا، قد ينخفض عدد الحيوانات المنوية لديهم بنسبة 30% تقريبًا مقارنة بالرجال الذين لم يشربوا الكولا.
ويعترف الباحثون في الدراسة الصينية بأن استهلاك المشروبات الغازية "قد يؤدي إلى السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني".