الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب أعمال تحسين الطرق| اكتشاف هيكل عظمي ببريطانيا عمره 2000عام

كشف هيكل عظمي ببريطانيا
كشف هيكل عظمي ببريطانيا عمره 2000عام بتاريخ مثير

اكتشف علماء الآثار هيكلًا عظميًا كاملاً ومحفوظًا جيدًا لرجل عمره 2000 عام، أطلقوا عليه اسم Offord Cluny 203645 . وذلك أثناء أعمال التنقيب لتحسين الطريق A14 بين كامبريدج وهانتينغدون ببريطانيا.

لقد تم دفن هذا الرجل بمفرده دون أي ممتلكات شخصية له، لذلك لم يكن هناك الكثير مما يمكن العلماء من إثبات هويته. وبتحليل الحمض النووي اكتشف المحققون أن هذا الجثمان يسلط الضوء على حقبة رئيسية في تاريخ بريطانيا الرومانية، بحسب ما ورد في موقع BBC البريطاني.

السارماتيين

تظهر الأبحاث أن الهيكل العظمي الموجود في كامبريدجشير هو لرجل من مجموعة بدوية تعرف باسم السارماتيين. وهذا هو أول دليل بيولوجي على أن هؤلاء الأشخاص جاءوا إلى بريطانيا من أقصى حدود الإمبراطورية الرومانية وأن بعضهم عاش في الريف.

استطاع الخبراء اكتشاف هذا الأمر من خلال قراءة الشفرة الوراثية في شظايا العظام المتحجرة التي يبلغ عمرها مئات الآلاف من السنين، والتي تظهر الأصل العرقي للفرد. 

في البداية، اعتقد علماء الآثار أن أوفورد هو اكتشاف عادي لرجل محلي. لكن تحليل الحمض النووي في مختبر الدكتور سيلفا أظهر أنه كان من أقصى حدود الإمبراطورية الرومانية، وهي المنطقة التي تقع حاليًا في جنوب روسيا وأرمينيا وأوكرانيا.

وأظهر التحليل أنه من السارماتيين، وهم أشخاص يتحدثون اللغة الإيرانية، ويشتهرون بمهاراتهم في ركوب الخيل. كما أنه تم دفنه في هذا المكان بين عامي 126 و 228 بعد الميلاد، أي أثناء الاحتلال الروماني لبريطانيا.

ابنًا لرجل من سلاح الفرسان

وللكشف عن سبب دفن هذا الرجل الغير بريطاني في هذه المنطقة الهادئة البعيدة عن وطنه، استخدم فريق من قسم الآثار بجامعة دورهام تقنية تحليل أخرى مثيرة لفحص أسنانه المتحجرة، التي تحتوي على آثار كيميائية لما تناوله من طعام وشراب.

وأظهر التحليل أنه حتى سن السادسة كان يأكل الدخن وحبوب الذرة الرفيعة، المعروفة علميًا باسم محاصيل C4، والتي تتوافر بكثرة في المنطقة التي من المعروف أن السارماتيين عاشوا فيها.

لكن مع مرور الوقت، أظهر التحليل انخفاضًا تدريجيًا في استهلاكه لهذه الحبوب والمزيد من القمح الموجود في أوروبا الغربية، وفقًا للأستاذة جانيت مونتجمري التي تقول: "يخبرنا (التحليل) أنه، وليس أسلافه، هم من قاموا بالرحلة إلى بريطانيا. وعندما كبر، هاجر إلى الغرب، واختفت هذه النباتات من نظامه الغذائي".

وتشير السجلات التاريخية إلى أن أوفورد كان من الممكن أن يكون ابنًا لرجل من سلاح الفرسان، أو ربما عبدًا له. وهي تظهر أنه في الفترة التي عاش فيها تقريبًا، تم إرسال وحدة من سلاح الفرسان السارماتيين مدمجة في الجيش الروماني إلى بريطانيا.

وتؤكد أدلة الحمض النووي هذه الصورة، وفقًا للدكتور أليكس سميث من شركة MOLA Headland Infrastructure، الشركة التي قادت أعمال التنقيب.