"المقاومة الفكرية" هي أساس حياة المقاتلين على مر العصور، ومصر ضربت خير مثال على ذلك، فظل العديد والعديد من أصحاب النضال فداء للوطن.
فبرزت مواقف في التاريخ الحديث، منها ما فعله مصطفي كامل، وسعد زغلول وغيرهما.
فأصحاب "الأقلام والفكر والخطابة" سواء كانوا محامين أو كتاب أو صحفيين، لهم بصمات فعالة ومؤثرة ومحركة، فهم لا يحملون السلاح، ومجردون من أي غرض، لأن سلاحهم القلم وغرضهم الحق.
هكذا كان وصف محامي القضايا الوطنية خلقًا وفعلًا، وقد يختلف الأشخاص، لكن إيمانهم متوارث وباقٍ.
يسردون ضمير وإرادة الأمة لرغبتهم في تخليص وطنهم.
هم أشخاص حملوا لواء الكرامة، فقاوموا الاحتلال وتركوا بصمة كبيرة ومأمولة في التغيير.
فالماضي هو أساس الحاضر، والحاضر لن يبقي له مستقبل إلا بالماضي.
ورّثوا لكل طفل وشاب معني أن تناضل من أجل وطنك.
ففي القدس - عاصمة فلسطين -، ولدت فتاة بيدها "قلم"، اسمها "شيرين أبو عاقلة"، تمارس الصحافة بقلب لا يخاف على مدار 25 عامًا من عمرها، لتواجه الاحتلال بكل ما أوتي لها من قوة، من خلال قلم وصوت وصورة، لنري الحقيقة ولا غير سواها.
أجبرت العدو علي فضح مقاصده، وكشفت للعرب صغارًا وكبارًا عن مدى دنو الصهاينة.
تطوي حديثها عبر سنين وخبرة بكلمة لا يشوبها خطأ، وأمل لا ينتهي: "بدها طول نفس، خلي المعنويات عالية".
بين ميلادها ووفاتها شهر، فما كانت ذكري رحيلها إلا شهادة ميلاد، ميلاد أبدي لن يطويه غدر الصهاينة، ولن تمحوه مذابحهم.
فإن ماتت شيرين فهناك الآلاف مثلها في القدس، وسيولد من بعدهم من يحملون أوجاع فلسطين للعالم، ليبددوا طموح وجموح الصهاينة المتدني عن كل شرف وسلام.