الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرقائق الإلكترونية.. حرب جديدة تشتعل بين أمريكا وتايوان

صدى البلد

تشكل صناعة الرقائق شبه الموصلة في تايوان عاملا مهما في حسابات الأمن والسلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي استقرار سلاسل التوريد العالمية. لكن لا يمكن اعتبار هذه الصناعة كدرع سيليكوني يضمن حماية تايوان من أي هجوم صيني، فالصراع بين الجانبين له جذور سياسية وتاريخية وثقافية. لذلك تحتاج تايبيه إلى استراتيجية أمنية شاملة تشمل الجوانب العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، وتستند إلى التفاوض والحوار والتعايش السلمي مع الصين.

النفط الجديد

في مواجهة التهديد المتزايد باستمرار من الصين، سعت تايوان إلى الاستفادة من موقعها المركزي في سلاسل توريد أشباه الموصلات في العالم لطلب الدعم من الدول الصديقة. حيث تنتج تايوان أكثر من 90% من الرقائق الدقيقة الأكثر تقدمًا في العالم و60% من أشباه الموصلات بشكل عام. حسبما ذكر موقع “تايمز أوف يابان”.

وأصبحت أشباه الموصلات تُعرف باسم "النفط الجديد"، الذي يعمل على تشغيل كل شيء بدءًا من الهواتف الذكية وأجهزة الصراف الآلي التابعة للبنوك وحتى السيارات والأنظمة العسكرية. ولهذا السبب فإن تعطيل إنتاج أشباه الموصلات في تايوان من شأنه أن يخلف تأثيرات مضاعفة بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من أن الضغوط الأمريكية دفعت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية إلى بناء منشأة إنتاج بقيمة 40 مليار دولار في ولاية أريزونا، إلا أنه منذ الإعلان عن المشروع لأول مرة في مايو 2020، اتخذت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم قرارًا استراتيجيًا بالتحول إلى العالمية مع التوسع في كل من اليابان وألمانيا.

التحديات والفرص

تواجه تايوان تحديات كبيرة في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، مثل نقص الموارد المائية والطاقة، والمنافسة الشديدة من دول أخرى، والضغط السياسي من الصين. لكن تايوان تستفيد أيضا من فرص عديدة، مثل الطلب المتزايد على الرقائق في ظل جائحة كورونا، والتعاون مع حلفائها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، والابتكار المستمر في تطوير رقائق أكثر تطورا وكفاءة. كما تسعى تايوان إلى التأكيد على دورها كشريك استراتيجي للعالم في مجال التكنولوجيا، وإلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديدات الصينية. حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي”.

الحلفاء

الولايات المتحدة: تعتبر الولايات المتحدة تايوان شريكا استراتيجيا وديمقراطية نموذجية في آسيا، وتلتزم بقانون العلاقات مع تايوان الذي ينص على تقديم المساعدة الدفاعية لتايوان، وبقرار ستة ضمانات الذي يؤكد على عدم التفاوض مع الصين على حساب تايوان.

كما تبيع الولايات المتحدة لتايوان أسلحة متطورة، وتجري معها تدريبات عسكرية مشتركة، وتسمح للمسؤولين التايوانيين بزيارة واشنطن، وتشجع حلفاءها على دعم تايوان في المنظمات الدولية.

اليابان: تعتبر اليابان تايوان جارة هامة وصديقة، وتشارك معها في قضايا مشتركة مثل حرية الملاحة والأمن الإقليمي والديمقراطية وحقوق الإنسان. كما تزود اليابان تايوان بالماء والطعام واللقاحات في حالات الطوارئ، وتسهل التجارة والسفر بينهما، وتدافع عن سلامة أراضيها في مواجهة التحديات الصينية.

الاتحاد الأوروبي: يعتبر الاتحاد الأوروبي تايوان شريكا اقتصاديا مهما، وخاصة في مجال صناعة الرقائق التى يستوردها منها. كما يؤكد على احترام المبادئ التى يشاركها فيها مثل سلامة التجارة والديمقرطية. ويشجع على حل نزاع بين الصين وتايوان بطرق سلمية.