الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لقاء الحسم.. بعد مباحثات بوتين وأردوغان هل تعود موسكو لاتفاقية الحبوب؟

قمة بوتين أردوغان
قمة بوتين أردوغان

يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، في أول لقاء بينهما منذ وقف روسيا العمل بصفقة الحبوب بسبب عدم تنفيذ الشروط الروسية فيها.

الرئيس الروسي ونظيرة التركي 

الاتفاق حول صفقة الحبوب

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن أردوغان سينقل على الأرجح إلى الرئيس الروسي كوسيط يتحدث مع كل من موسكو وكييف مواقف شركاء الأتراك في الغرب ومقترحاتهم لتسوية الأزمة الأوكرانية، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.

وأضاف بيسكوف أنه من المقرر "مناقشة قضايا مواصلة تطوير التعاون الثنائي المتبادل المنفعة، فضلا عن القضايا الدولية الراهنة". ومن بينها التسوية السورية. كما ومن المتوقع أن تكون المواضيع الرئيسية للمفاوضات مع بوتين بالنسبة لأردوغان بشكل عام هي سبل التسوية السلمية للنزاع بين روسيا وأوكرانيا وصفقة الحبوب.

وأشار بيسكوف إلى أن أردوغان يبدو مهتما بعقد مفاوضات جديدة في تركيا لإيجاد حل سلمي ويريد الحفاظ على التوازن وعلى مسافة معينة بين الطرفين المتعارضين.

من جهته، أكد مصدر تركي أن المحادثات المقرر إجراؤها، اليوم الاثنين، بين الرئيس الروسي ونظيره التركي ستكون حاسمة بالنسبة لمصير صفقة الحبوب.

وأضاف المصدر المشارك في المفاوضات بالقول: "هذه المفاوضات بين الزعيمين بالغة الأهمية. فيما يتعلق بمبادرتنا (مبادرة حبوب البحر الأسود)، مثلما قلت سيتم تحديد الخطوات اللاحقة بشأن هذا الموضوع، وكما تعلمون هناك مخاطر حيال ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق العالمية، لذا فإن كافة التفاصيل، وكل التصريحات والاتفاقات ستكون مهمة جدا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "سبوتنك" الروسية للأنباء.

هذا وستكون رحلة أردوغان إلى سوتشي فرصة لزعيمي البلدين لإزالة نقاط التوتر في العلاقات التي شهدت توترا في الآونة الأخيرة، بحسب وكالة "تاس" للأنباء.

ومن المرجح أن تكون قضايا مركز الغاز والمشروع المحتمل لإمداد أوروبا بالغاز من خلال خط "السيل التركي" على جدول أعمال اجتماع الرئيسين إذ لا يزال الوضع في شأن "المركز" المذكور يتطور ببطء شديد بسبب الحجم الكبير للمسائل القانونية التي لم يتم حلها بعد كما أن إنشاء طريق جديدة لإمدادات الغاز يتطلب إجماعاً أوسع بكثير من مجرد إجماع أردوغان وبوتين.

دميتري بيسكوف

تركيا المستفيد الأكبر 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، إن قمة أردوغان بوتين تأتي في توقيت بالغ الأهمية حيث تم تجميد اتفاق الحبوب الذي تم التوصل اليه بين الأمم المتحدة وكلا من أوكرانيا وروسيا برعاية تركيا وتم وقف الاتفاق وعدم تجديده في يوليو الماضي.

وأوضح عبد الفتاح ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا التوقف أثر على أسعار الغذاء عالميا، وبالتالي هناك رغبة تركية لعودة هذا الاتفاق مجددا وهذا بالفعل يعد من أبرز الملفات المطروحة في القمة سواء إعادة اتفاق الحبوب التي تم إبرامه في يوليو 2022 وتم تجميده في يوليو الماضي، أو التوصل إلى اتفاق جديد المهم فيه استئناف تصدير الحبوب عبر تركيا.

وتابع: أما الامر الأخر هو محاولة تركيا التوسط لأنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والملف الثالث التي تتم مناقشته في القمة هي العلاقات الثنائية ما بين تركيا وروسيا لان هناك علاقات مهمة سواء في التعاون العسكري او المجال النووي وأيضا تعاون في مجال الطاقة.

ولفت: وبالتالي هذه القمة مهمة في الغاية تناقش ملفات مؤثرة وعديدة منها مرتبط بالعلاقات بين البلدين والأخر مرتبط بالعلاقات الدولية وبأوضاع الحبوب والأمن الغذائي والطاقة.

وواصل: وأيضا هناك تفاهم بشأن قيام تركيا بتصدير الغاز الروسي الي أوروبا عبر تركيا من خلال تحويل تركيا الي ممر او مصدر عالمي للغاز او دولي يتم فيها تجميع الغاز من روسيا ودول وسط اسيا ثم تصدرها الي أوروبا بعد ذلك.

وأكد أن تركيا تأمل في اقناع الجانب الروسي أما بالقبول للعودة بـ الاتفاق الخاص بالحبوب وهذا صعب للغاية لان روسيا تشترط اعادتها لنظام سويفت ورفع العقوبات على البنك الصناعي الروسي التي يقوم بتصدير الحبوب والاسمدة ولكن تأمل ان يكون هناك صيغة جديدة لتصدير الحبوب مجددا وأيضا إنعاش العلاقات بين البلدين واستكمال مشاريع التعاون في مجال الطاقة النووية والغاز والتعاون العسكري والتعاون السياحي وغيره.

واختتم: فتركيا استفادت كثير من الحرب الروسية الأوكرانية من خلال استقبالها لأصحاب المال من أوكرانيا وروسيا وتدفقات استثمارية ورجال اعمال من الدولتين للإقامة في تركيا والاستثمار فيها، وبالتالي القمة ستناقش جملة من الملفات الحيوية والهامة بين الجانبين.

الدكتور بشير عبد الفتاح

محاولة أخيرة للجانب التركي 

ومن جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة تأتي في ظروف معقدة تمر بها الأزمة الروسية الأوكرانية وأيضا اتفاق تصدير الحبوب التي توقف وعدم تمديده من الجانب الروسي خاصة بعد عدم تنفيذ الاتحاد الأوروبي والغرب بشكل عام والأمم المتحدة بعض الطلبات الروسية الخاصة بالانضمام للبنك الزراعي الروسي لنظام سويفت وفتح ميناء كوباني مرة أخرى بين الطرفين بين مدينة تولياتي الروسية وميناء أوديسا الاوكراني والحصول على بعض القطع الخاصة بالأدوات الخاصة بالزراعة في روسيا وعودة البنك المركزي الروسي لنظام سويفت.

وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": فبالتالي هذه القمة تأتي للمحاولة من الجانب التركي لإثناء روسيا لتراجعها عن تنفيذ اتفاق الحبوب في ظل ان الجانب التركي هو أكبر مستفيد من اتفاقية تصدير الحبوب لان هذه الاتفاقية كانت اوروبا تخصل على موجبها على 46 % وتركيا على 36% وباقي دول العالم 16% او أكثر بقليل.

واختتم: فبالتالي تأتي هذا القمة أيضا للمحاولة أن يكون هناك تفاهمات فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم بشكل كبير.

وكانت روسيا أعلنت في 17 يوليو توقف اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي كانت تسمح بمرور المواد الغذائية إلى مناطق كثيرة حول العالم.

ويهدد انهيار الاتفاقية برفع أسعار المواد الغذائية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم ودفع الملايين إلى الجوع.

قالت روسيا إنها لن تمدد الاتفاق ما لم يلغِ الغرب العوائق التي وضعها على تصدير الحبوب والأسمدة، بالإضافة إلى مطالبتها بإعادة ربط "البنك الزراعي الروسي" بنظام "سويفت" العالمي للتحويلات المالية.

كما حددت روسيا بعض المطالب الأخرى، من بينها استئناف توريد الآلات الزراعية، وقطع الغيار، ورفع القيود المفروضة على التأمين وإعادة التأمين، واستئناف عمل خط أنابيب الأمونيا الذي يصل مدينة تولياتي الروسية بأوديسا الأوكرانية، فضلاً عن إلغاء تجميد الأصول وحسابات الشركات الروسية العاملة في مجال تصدير المواد الغذائية والأسمدة.

 الدكتور حامد فارس