الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إحياء مشروع مصر الهند القديم.. ماذا يدور في فكر الرئيس السيسي ومودي

صدى البلد

تتسم العلاقات المصرية الهندية بأنها علاقات شراكة متميزة وممتدة عبر التاريخ، ولها ركائز عديدة، في ظل القواسم الحضارية والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين، كقوتين فاعلتين في محيطهما الإفريقي والآسيوي.

العلاقات المصرية الهندية 

رفع العلاقات بين مصر والهند 

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، في قصر الاتحادية، ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، الذي يقوم بزيارة دولة إلى مصر هي الأولى من نوعها.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، بأن الزعيمين عقدا مباحثات على مستوى القمة، أكدا خلالها تميز العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين الصديقين، والالتزام المتبادل بالوصول بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات، خاصةً من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين، حيث تأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى مصر في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إلى نيودلهي في يناير الماضي، كما تتزامن مع مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند. 

كما تناول اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة في العديد من المجالات، خاصةً الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدوائية والأمصال واللقاحات، والتعليم العالي، والطاقة الجديدة والمتجددة بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، والسياحة والثقافة من خلال تسيير رحلات الطيران المباشر بين القاهرة ونيودلهي، فضلاً عن تعظيم حجم التبادل التجاري وتبادل السلع الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك تنمية الاستثمارات الهندية في مصر خلال المرحلة المقبلة.

وتم أيضاً تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث وجه رئيس الوزراء الهندي الدعوة الرئيس للمشاركة في أعمال القمة المقبلة لمجموعة العشرين بنيودلهي تحت الرئاسة الهندية.

في حين أعرب الرئيس عن ثقة مصر في رئاسة هندية نشطة لمجموعة العشرين تسهم في احتواء التداعيات السلبية للتحديات الدولية على الاقتصاد العالمي، مؤكداً استعداد مصر الكامل للتعاون مع الرئاسة الهندية لدفع المحادثات في الاتجاه البناء، وبما يتيح التوصل للطرق المثلى في التعامل مع أزمات الطاقة، وتغير المناخ، ونقص الغذاء، والحصول على التمويل للدول النامية. 

جانب من اللقاء 

مرور 75 عاما على العلاقات 

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الزعيمين قاما عقب انتهاء المباحثات بالتوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس التراث الحضاري المشترك والممتد بين مصر والهند على المستويين الرسمي والشعبي، بالإضافة إلى توافر الإرادة المتبادلة بين البلدين الصديقين للارتقاء بالعلاقات الثنائية.

كما قام الرئيس بتقليد رئيس الوزراء الهندي بقلادة النيل، التي تمثل أرفع الأوسمة المصرية، وأعظمها شأنا وقدرا.

وكان رئيس وزراء الهندي وصل، أمس السبت، إلى القاهرة في زيارة رسمية تستغرق يومين بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تشهد العلاقات بين القاهرة ونيودلهي طفرة غير مسبوقة على جميع الأصعدة.

وتعد زيارة رئيس الوزراء الهندي الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه في عام 2014، وتأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي للقاهرة في ضوء ما تشهده العلاقات بين القاهرة ونيودلهي من طفرة غير مسبوقة على جميع الأصعدة منذ تولى الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس الوزراء الهندي إلي مصر هي زيارة في غاية الأهمية تشير إلي توجه مصر ببناء علاقات مع منطقة الشرق.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز وتكريس فكرة الاستدارة شرقا والتعاون مع دول كبيرة في نطاقها سواء الهند والصين ومجموعة الآسيان، فمصر دخلت تجمعات بصفة المراقب لشانغهاي ولمجموعة الآسيان، فالزيارة لها أهمية كبيرة في هذا التوقيت خاصة وان لها جزء مرتبط بمرور 75 عاما على العلاقات المصرية الهندية وأيضا الاحتفاظ بنمط من أنماط العلاقة الدبلوماسية.

وتابع: الزيارة كان لها جزء بالتركيز على تفعيل دور حركة عدم الانحياز وتنشيط دورها بالإضافة إلي توطيد أركان العلاقة فكان جزء من الزيارة مرتبط بترجمة مستوى العلاقات المصرية الهندية ووصولها إلي مستوى الشراكة الاستراتيجية بمعني الكلمة.

وواصل: بالإضافة إلى استئناف مجتمع الأعمال الهندي وفرصة المشتركة بين مصر والهند، بجانب تفعيل وتعزيز التجارة الثنائية وخاصة أنها بلغت 12 مليار دولار في السنوات الأخيرة، بجانب المشروعات الهندية المرتبط بالصناعات الهندية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وسيكون لها دور كبير في هذا الإطار، بالإضافة إلي التعاون في السلع الأساسية والاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي.

 الدكتور طارق فهمي

الكثير من العناصر المشتركة 

ومن جانبه، قال السفير على الحفني نائب وزير الخارجية السابق، إن العلاقات المصرية الهندية علاقات قديمة قدم الزمان، لأنها بجانب مصر والصين واليونان فالهند من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية وهذا من أحد السمات المشتركة التي تجمع بين مصر والهند.

وأوضح الحفني ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك طفرة حدثت في العلاقات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عشية وأثناء وبعد إنشاء حركة عدم الانحياز بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الراحل الهندي جواهر لال نهرو، وبالتالي كان هناك خلال فترة طويلة تقارب بين الفكر المصري والهندي فيما يتعلق بضرورة عدم الانحياز إلى قوى من القوى الدولية وضرورة عدم انفراد إحدى القوى وعدم السماح بـ النزاع بين القوى العظمى واختيار طريق التوازن في علاقات كل من مصر والهند.

وتابع: كان الاهتمام والتركيز فقط على كل ما يصب في مصلحة قضية التنمية في دولنا والسهر على مصالح شعوبنا والعمل في إطار ما يتم إنشاؤه من شركات ثنائية سواء في إطار جماعي وهذا يخدم على مصالح شعوبنا. 

وأضاف أننا شاهدنا خلال الفترة الأخيرة طفرة في العلاقات وقامت مصر باستقبال كبار المسؤولين من الهند بجانب الفعاليات المهمة التي تمت متابعتها في حينه في إطار علاقات الدولتين، وبالتالي فإن هناك الكثير من المصالح المشتركة والعلاقات التجارية والاقتصادية والفنية والتقنية المهمة.

وأكد أن هذا بجانب استثمارات الهندية في مصر وهناك إرادة سياسية لدى القاهرة والهند للحفاظ على العلاقات بين الدولتين في أفضل صورها والسعي لتعزيزها، فهناك الكثير من العناصر المشتركة بين العاصمتين بما يجعل القاهرة ونيودلهي يحرصان على التقارب والتشاور والتبادل في وجهات النظر والحفاظ على التفاعل في العلاقات بين كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.

 السفير على الحفني

أهمية العلاقات المصرية الهندية

والجدير بالذكر، لا تتميز العلاقات المصرية الهندية بتاريخها الحديث المشترك فحسب، بل تعكس العلاقات المعاصرة أيضا التعاون بين دولتين كبيرتين، حيث تمثل كل منهما ثقلا إقليميا خاصا في منطقتها، وقد ترسخت هذه العلاقات من التطلعات والتحديات المشتركة التي يوجهها البلدان.

وانعكست العلاقات المصرية الهندية الخاصة والهامة بوضوح في عدد كبير من الاتفاقيات المشتركة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

وشهدت العلاقات المصرية الهندية تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وحرص الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تكثيف الزيارات رفيعة المستوى، فضلا عن الدبلوماسية المصرية الجادة لتعزيز التعاون مع الهند.

وكان من أهم ما يميز علاقتهما هي القوة الاستثمارية للهند في مصر حيث هناك 50 شركة هندية تعمل في مصر في قطاعات متنوعة، ويبلغ حجم استثماراتها أكثر من 3 مليارات دولار.

العلاقات المصرية الهندية