اختتمت أعمال المؤتمر الدولى "المناجم والمحاجر في مصر القديمة" وورشة العمل الدولية عن التراث الصناعي، الذى انعقد بمقر مركز الآثار الإيطالى بشارع شامبليون فى الفترة من 11 إلى 14 يونيو الجارى، بالتعاون بين المعهد الثقافي الإيطالي ومركز الآثار الإيطالي بالقاهرة.
نجاح كبير للمؤتمر
وصرح الدكتور محمود الشنديدي أمين عام المؤتمر بأن المؤتمر حقق نجاحًا كبيرًا تناولته معظم المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي والذى حظى بمشاركة أساتذة وباحثين من دول مختلفة وجامعات متعددة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، وقد كرّم المؤتمر شخصيات علمية رائدة في مجال دراسات المناجم والمحاجر مثل البروفيسور جيمس هاريل من أمريكا والذي القي محاضرة علمية حول المحاجر والمناجم في مصر القديمة.
كما ألقت الدكتورة روز ميري محاضرة عن أعمال زوجها الراحل الدكتور ديتريتش كليم والذي جري تكريمه في المؤتمر، وألقى البروفيسور كلاوديو مارجوتيني مدير كرسي اليونسكو لحماية التراث الثقافي بجامعة فلورنسا محاضرة حول تاريخ المحاجر والمناجم في منطقة البحر الأبيض المتوسط وجري تكريمه من قبل اللجنة العلمية العليا للمؤتمر، كما كرّم المؤتمر الدكتور علي عبد المطلب والدكتور محمد حمدان والدكتور ديفيد سكالماني مدير المعهد الثقافي الإيطالي ومركز الآثار الإيطالي واسم الراحل الدكتور محمد عبد الهادي خبير الترميم الدولى.
[[system-code:ad:autoads]]
التراث الصناعي
وأشار الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى للمؤتمر إلى قيمة ودور الورشة الدولية عن التراث الصناعي المصاحبة للمؤتمر وألقيت فيها مجموعة أوراق بحثية عن التراث الصناعي وأهميته وكيفية الاستفادة منه وتطوير برامج سياحية وأنشطة اقتصادية تعتمد على مفاهيم التراث الصناعي.
الجلسة الختامية
وانتهت أعمال المؤتمر بعقد الجلسة الختامية بحضور الدكتور بدوي إسماعيل العميد السابق لكلية الآثار بجامعة الأقصر والدكتور محمد حمدان رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر والدكتور حسن بخيت رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السابق ونائب رئيس اتحاد الجيولوجيين العرب والدكتور أيمن وزيري رئيس اتحاد الأثريين المصريين بالإضافة إلي عدد من الباحثين من دول العالم عبر الإنترنت
وعرضت التوصيات على كل المشاركين والحاضرين بالمؤتمر لمناقشتها فى الجلسة الختامية وتمت الموافقة عليها بالإجماع.
أبرز توصيات المؤتمر
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أن التوصيات تضمنت ضرورة إعادة دراسة المواد الأثرية الحجرية والمعدنية في المتاحف والمخازن الأثرية للتعرف علي مكوناتها الأصلية وتصحيح المعلومات المتعلقة بنوعية المواد فى ضوء التطور العلمي وأحدث الأجهزة العلمية الغير متلفة للأثر وهى لا تستلزم أخذ عينات من الأثر على أن يستعان في هذه الدراسات بخبرات الجيولوجيين
وإعادة النظر في أهداف مؤسسات الآثار والمتاحف فى مصر وكافة الدول العربية بحيث يشمل التركيز على قيمة البحث العلمي وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالمواد والتكنولوجيا القديمة وتاريخ العلم أسوة بالمتاحف والمؤسسات التراثية في العالم.
ونوه ريحان إلى أن المؤتمر أوصي بضرورة الموازنة بين نشاط التعدين والمحاجر الاقتصادي وبين ضرورة المحافظة عليها والاستفادة منها باعتبارها مواقع جيواركيولوجية سياحية مع العمل علي رفع الوعي بأهمية هذه المواقع و منع أنشطة التعدين والمحاجر غير القانونية مع رصد ميزانيات لتحديث خرائط المصادر التعدينية، وكذلك ضرورة الاستفادة من الدراسات والخبرات العلمية المتخصصة في مجالات حماية التراث والاهتمام بتطوير دراسات لتعظيم العائد الاقتصادي من المحاجر والمناجم بالاستغلال السياحي والثقافي والاجتماعي لها. وعمل قاعدة بيانات علمية باستخدام تكنولوجيا المعلومات حول المواقع الأثرية في نطاق المحاجر والمناجم و ضرورة تسجيلها لتوفير الحماية القانونية لها ونقل الآثار الحجرية الدالة علي نشاط التعدين والمحاجر إلي المتاحف مع استحداث برامج علمية ولو علي مستوي الدراسات العليا حول مفاهيم الجيواركيولوحي والسياحة الجيولوجية مع دعم مشاركة المجتمعات المحلية والاستفادة من التجارب الناجحة في الدول المختلفة. وكذلك مراجعة القوانين واللوائح المنظمة للعمل في نطاق المحاجر والمواقع الأثرية في الصحراء وأن يراعي الموازنة بين حماية المواقع الأثرية و برامج التنمية الاقتصادية والسياحية.
على أن يعقد المؤتمر بصفة دورية مع دعوة خبراء عالميين لتطوير الرؤي و الأفكار حول هذا الموضوع علميًا واقتصاديًا مع إنشاء مظلة عامة من الجهات المعنية تتولي التنسيق ومنع التضارب بين الجهات أصحاب المصلحة.
وأردف الدكتور بدوى إسماعيل العميد السابق لكلية الآثار بجامعة الأقصر بأن المؤتمر أوصى بشكيل هيئة عليا لإدارة التراث فى مصر تابعة لرئاسة الوزراء تعمل على تسجيل مواقع ذات قيمة صناعية ضمن الآثار تمهيدًا لإعداد ملفات لإدراجها على قائمة التراث العالمى باليونسكو ووضع تصور للحفاظ على التراث الصناعى فى المتاحف والمواقع التراثية. وكذلك البدء فى مشروعات حيوية لتوثيق التراث الصناعى لحصر مواقع التراث الصناعى وذلك بعد عمل حصر للجهات المعنية بهذا النوع من التراث، ورفع الوعى بأهمية التراث الصناعى فى مصر من خلال مؤتمرات وورش تدريبية متخصصة تقدم لجمهور المتخصصين وندوات تثقيفية يتم بثها للمجتمع المصري للتعريف بهذا النوع من التراث وأهمية الحفاظ عليه على أن يكون للإعلام المقروء والمسموع والمرئى دور رئيسى فى التوعية وإلقاء الضوء على دور التراث الصناعى فى مصر والثروة المحجرية والمناجم.
وفي نهاية المؤتمر قام الدكتور بدوي إسماعيل والدكتور محمود الشنديدي بتسليم شهادات المشاركة والحضور للمشاركين في المؤتمر وورشة العمل الدولية.