قال الدكتور محمد حمزة الحداد، العميد السابق لكلية الآثار بجامعة القاهرة، وأستاذ الآثار الإسلامية، على صفحته الشخصية على موقع التواصل "فيسبوك"، إن الإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر كما كان الإمام مالك إمام أهل المدينة المنورة، لذلك قيل لا يفتى ومالك في المدينة والليث في مصر؛ وعندما جاء الإمام الشافعي إلى مصر عام 198 هجرية، وقرأ مذهبه محاولاً جمعه وتدوينه قال: "رحم الله الليث كان أفقه من مالك إلا أن أهله ضيعوه" أي أنهم وتلامذته لم يعملوا على نشر مذهبه كما فعل تلامذة مالك المُتوفى 179 هجرية، بينما تُوفي الليث 175 هجرية؛ وما زلنا نردد حتى الآن القول (لا يفتى ومالك في المدينة)، أما شطرها الثاني المكمل للشطر الأول وهو (والليث في مصر).
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف: فقد ضاع هو الآخر من جملة ما ضاع من تراثه، غير أن ما يُعنينا هنا؛ أنه لما تُوفي الإمام الليث عام 175 هجرية؛ دُفن في مقابر الصدفيين في القرافة وكان عددها 400 قبة والليث أوسطها، ولما كانت قبة الليث ماتزال باقية ضمن مسجده بالقرافة، فأين بقية القباب؟
التنقيب عن القباب..
وطالب “حمزة” المجلس الأعلى للآثار بتشكيل بعثة أثرية مصرية برئاسة الأمين العام أو رئيس القطاع للبحث، و التنقيب عن هذه القباب بجوار وفي محيط مسجد الإمام الليث لأن قبته كانت تتوسط ال400 قبة، وهذا هو دور المجلس في الكشف عن الآثار المصرية بمختلف مراحلها وليس الآثار القديمة فقط.
قيم جمالية
واستطرد: ومما يؤسفُ له أن كوبري محور الحضارات رغم أهميته قد شوه واجهة مسجد الإمام الليث، وهو المسجد الذي لم يستثمر سياحيًا لعلو كعب صاحبه على مستوى العالم، ولقيمته الأثرية والفنية والتاريخية، ومن ثم كان يجب البحث عن مسار بديل؛ فعلى الجهات المسؤولة ألا تنفذ أي مشروع في نطاق المناطق الأثرية والتاريخية والفنية والدينية والتراثية وذات القيمة؛ إلا بعد دراسات دقيقة من قبِل الخبراء المختصين كما وجه الرئيس؛ حتى لانفقدها إذا ما تم هدمها من جهة، أو نشوه قيمتها الجمالية، وهو أمر مخالف للقانون، كما حدث بالنسبة للإمام الليث للأسف من جهة ثانية.