الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طقم شوك ومعالق ثمن رقبة الحاجة اعتدال وابنتها.. القصة الكاملة لجريمة جزار المنيرة

المتهم
المتهم

900 جنيه وطقم شوك وسكاكين وأنبوبة غاز.. ثمنا رخيصا لروحين غاليتين دفعته الحاجة اعتدال وابنتها بعدما انتزع جارهما الجزار حياتهما بضربات محترف حيث أنه يعلم جيدا كيفية التعامل مع الأسلحة الحادة. 

المتهم الذي نجحت مباحث الجيزة في الإيقاع به بعد أيام قليلة من ارتكابه الجريمة قال إنه عامل الضحية العجوز وابنتها الخمسينية كما يعامل الأضاحي التي ينحرها بحكم عمله كجزار حيث كان يطمع في ثراء المجني عليهما لأنه يعلم أن العجوز الكبيرة تمتلك عدة عقارات تجمع إيراد إيجارها فأعتقد أنه سيتغير حاله من الضيق إلى الثراء لكنه لم يجد سوى القليل وفر هاربا حتى سقط في أيدي رجال الأمن.

العثور على جثتي عجوز وابنتها في المنيرة 

الملابسات الكاملة للجريمة الشنيعة كشفتها تحريات مباحث الجيزة بعدما تلقت غرفة النجدة بلاغا من أهالي منطقة المنيرة الغربية بالعثور على جثتي عجوز وابنتها، اللواء هشام أبو النصر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة وجه بسرعة الانتقال إلى مسرح البلاغ لفحص ملابسات الجريمة. 

رجال مباحث قسم المنيرة الغربية بقيادة العقيد محمد ربيع مفتش مباحث شمال الجيزة انتقلوا الى العقار محل البلاغ وتبين من الفحص والعقور على جثتي عجوز تدعى اعتدال تبلغ من العمر 80 عاما وابنتها 50 عاما كلتاهما مصابتين بجروح طعنية في الرقبة وغارقتين في دمائهما ومر على الجريمة أكثر من 48 ساعة نظرا لحالة الجثتين المتيبسة ودخولها في مرحلة التعفن. 

شكل اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق بحث رفيع المستوى ترأسه العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة والذي بدأ في مع المعلومات من خلال مناقشة ضباط فريق البحث لجيران المجني عليهما وابن القتيلة الذي قال انه تلقى اتصالا هاتفيا من بعض الجيران باختفاء شقيقته على غير المعتاد وعدم خروجها من المنزل لشراء احتياجاتهما فاتصل هاتفيا عدة مرات بوالدته وشقيقته وعندما لم يتلق منهما رد أسرع للمنزل بعدما انتابه القلق ليدخل إلى الشقة ويعثر عليهما جثتين هامدتين. 

خيوط قادت للقاتل 

الخيط الأول لخطة البحث لم يسفر عن أية معلومات حيث اعتمد على فحص كاميرات المراقبة بمحيط العقار إلا أن فريق البحث اكتشف عدم وجود كاميرات بالشارع الذي يقع به العقار مسرح الجريمة فتم الانتقال للبند التالي بفحص سكان العقار وآخر المترددين عليه لتنجح التحريات في التوصل إلى جزار قال سكان العقار أنه كان يقطن في الشقة أسفل شقة المجني عليهما رفقة والدته لكنهما تركا الشقة منذ 6 أشهر ليستأجرا شقة في مكان آخر فتم وضعه في دائرة الاشتباه. 

خيط آخر كان دليلا قويا على هوية الجاني حيث تم التوصل إلى مشاهدة أحد سكان الشارع للجزار في وقت مبكر قبل اكتشاف جثتي المجني عليهما بأيام يقترب من العقار مسرح الجريمة وهو ما دعم فكرة الاشتباه به خاصة انه ترك الشقة والمنطقة منذ عدة أشهر فلما يعود في وقت معاصر لوقوع الجريمة. 

بعد تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة خرجت عدة مأموريات يقودها المقدم محمد مختار وكيل فرقة شمال الجيزة والرائد أحمد عصام عبد الباقي رئيس مباحث المنيرة الغربية للبحث عن الجزار المشتبه به حتى تم القاء القبض عليه في محافظة الإسكندرية بعد تتبع خطوط سيره والأماكن التي يتردد عليها. 

الفريسة 

فور إلقاء القبض على المتهم أنكر ارتكابه الجريمة وأمام العميد هاني شعراوي رئيس فريق البحث وبعد مواجهته بالأدلة التي تشير لتواجده في محيط مسرح الحادث أدلى المتهم باعترافات تفصيلية معترفا بقتل الحاجة اعتدال وابنتها بدافع السرقة. 

وقال المتهم أنه كان يعمل جزار وتوقف عن العمل منذ فترة ويمر بضائقة مالية ففكر في طريقة للحصول على الأموال فقفزت إلى ذهنه فكرة سرقة جارته العجوز خاصة أنه يعلم أنها تقيم وابنتها بمفردهما وكلتاهما سنهما كبير وباعتباره جار قديم لهما كان يعلم أن الأم العجوز تمتلك 3 عقارات بخلاف العقار الذي كان يقيم به أسفل شقتها وأنها تجمع مبلغا ماليا إيراد لإيجار الشقق بتلك العقارات لذلك كانت هي الفريسة المناسبة له. 

 

نحرهما مثل الأضحية 

وأضاف قائلا أنه ذهب إلى الشارع قبل الساعة الثامنة صباحا لعلمه بهدوء المنطقة في ذلك الوقت وأن ابنة المجني عليها تخرج في ذلك التوقيت لقضاء احتياجات المنزل وعندما انتظر ولم يشاهدها تخرج من المنزل صعد إلى الشقة وقام بفتح الباب الحديدي الخارجي ثم الباب الخشبي وساعده ضعف كالون الباب وكان يحمل سلاح ابيض كبير الذي يستخدمه في نحر المواشي وفور فتح الباب فوجئ بالابنة في صالة الشقة وقبل أن تتمكن من إدراك الأمر والاستغاثة وجه له ضربة في مكان معين بالرقبة يعلمه جيدا لتنفجر الدماء من عنقها وتسقط قتيلة، ثم اتجه إلى غرفة الأم العجوز وكرر ما فعله مع ابنتها لتنضم اليها. 

مفاجأة صاعقة 

قال المتهم إنه بعدما ارتكبه بحث مطولا في الشقة فكانت المفاجأة الصاعقة له أنه لم يعثر سوى على مبلغ 900 جنيه فقط فانتباه اليأس وقرر سرقة ما يمكن بيعه واستولى على طقم "شوك ومعالق" وأسطوانة غاز وفر هاربا بعدما أغلق باب الشقة خلفه مجددا حتى لا يلفت الانتباه. 

هروب وسقوط

وخرج المتهم حاملا أسطوانة الغاز وباقي المسروقات وهو يدرك جيدا عدم وجود كاميرات مراقبة بالشارع الذي يقع به العقار واختفى حتى فوجئ برجال الشرطة يلقون القبض عليه وأرشدهم عن المسروقات. 

بعد استجوابه وادلائه باعتراف تفصيلي اقتادت مباحث المنيرة الغربية المتهم الى نيابة حوادث شمال الجيزة وسط حراسة أمنية وباشرت معه النيابة التحقيق وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.