الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ينتمون لطبقة الكتبة.. أدوات خاصة استخدمها المساحون داخل مصر القديمة|تفاصيل

المعبودة سشات
المعبودة سشات

تعددت المهن والوظائف في مصر القديمة، بلغ المساحون مكانة عالية ومرموقة، ونالوا التكريم في حياتهم، وبعد مماتهم، واعتبروا أنفسهم فئة خاصة من فئات المجتمع، وهذا ما يتضح من البرديات والرسوم على جدران المعابد.

ينتمي المساحون إلى طبقة الكتبة، الطبقة المهنية المتعلمة في مصر القديمة، وكان يتم اختيارهم من الطبقة الأرستقراطية في سن الثانية عشرة، ويتم تدريسهم بشكل صارم لمدة اثني عشرة عاما أو أكثر على القراءة والكتابة والمحاسبة، والهندسة، ومختلف الرياضيات العملية الأخرى ليمتلكوا المعرفة الكافية التي تمكنهم من الإشراف على عمليات المسح.

كما كان يتم تلقين هؤلاء الكتبة الشباب وتذكيرهم بمدى أهمية كونهم من طبقة الكتبة والفرق بينهم وبين بقية طبقات الشعب فراعي الأبقار الطور علم يعيش حياة بائسة، وحياة الجندي قلقة ومحفوفة السباحة في بالأخطار، وبخاصة في فترة الحروب والغزو الحضارات عكس حياة الكاتب الذي يعيش حياة جيدة ويحصل على تكريم كبير بعد موته بحصوله على مدفن في التلال.


لذا عد المؤرخون الإغريقيون القدماء مثل هیرودت وسترابو السبب الرئيس لظهور وتطور علم مسح الأراضي في مصر القديمة هو الحاجة لتحديد الملكيات الزراعية سنويا بعد انتهاء موسم فيضان نهر النيل، وتحديد الضرائب المترتبة على كل أرض وهذا ما أدى إلى أن يُؤسس ما شمي بإدارة المسح المصرية، وتعددت معايير القياس ومعدات المسح وطرق تدريب الكتاب و المساحين، ومواد تسجيل الحقول الخاصة بهم، وتقنيات الحساب.

المخطوطات 

 

ولقد وجد سجلا مكتوبا على حجر باليرمو (وهو قطعة من البازلت تعود إلى حوالي ٢٣٥٠ قبل الميلاد)، يضم قياسًا دقيقًا لفيضانات نهر النيل لمدة خمس سنوات، كما يحمل الحجر تفاصيل تاريخية أخرى من الـ ٥٠٠ سنة السابقة بما في ذلك إشارة إلى ترقيم الذهب والأراضي" ويرى السير هنري ليونز في مقالته التي نشرها في مجلة الجمعية الجغرافية الملكية في عام ۱۹۲۷م أن هذا الترقيم للممتلكات الملكية، الذي كان يقوم به موظفو الخزانة على امتداد الأرض هو نوع من الإحصاء لممتلكات الدولة التي لا شك في أنها تشمل القطعان والأراضي، وكان هذا الإحصاء يتم بشكل دقيق كل سنتين حتى أن الأحداث التي كانت تحدث في عهد الملك مؤرخة.


وقد نجا العديد من البرديات التي تعطي أمثلة على كيفية حل الطلبة المساحين للمشاكل، وتُعد “بردية ريند” التي تعود إلى حوالي ١٥٥٠ قبل الميلاد، وموجودة في المتحف البريطاني، مثال على واحد من هذه البرديات.

وقد أورد الناسخ، وهو رجل يدعى أحمس، مسائل هندسية متنوعة مطروحة على الكتبة المساحين منها حساب مساحة قطع من الأراضي  الدائرية و والمثلثات المقتطعة  المستطيلات البسيطة، وتنطوي المشاكل الأخرى على حساب منحدر الأهرامات، وربما ظهرت هذه المشكلة بعد أن انهار واحد من الأهرامات الأولى التي تم بناؤها؛ لأن زاوية البناء كانت شديدة الانحدار.

 

مكانة مرموقة


وكان هؤلاء المساحون يعتبرون أنفسهم فئة خاصة من الناس، حافظوا على النظام في المجتمع من خلال إدارة بيروقراطية، وقد منحوا سلطة واسعة من قبل الطبقة الحاكمة والدينية، وتؤكد على ذلك النصوص المنقوشة على اللوحات الحدودية (وهي عبارة عن لوح حجري مستقيم أو عمود يحمل عادة نقشًا تذكاريا) فكانت تحمل هذه اللوحات اسم الملك والمالك جنبًا إلى جنب مع مساحة الممتلكات مختومة رسميًا ومسجلة في إدارة المسح، وكان من ضمن التعليمات التي توجه لملاك الأراضي أن "لا تقم بإزالة الحجارة الحدودية لأرض الذرة، أو تغير موقع شريط القياس " .

وقد بلغ المساحون مكانة عالية ومرموقة في الدولة، حتى أنه تم تصوير حفل عظيم على جدران معبد إدفو يظهر فيها المعبودة  سشات - التي تجسد فن الكتابة والحكمة والمعرفة ، وقد نقش على الصورة مقولتها:

"أنا أخذ الوتد وأحمل مقبض المطرقة، أنا أمسك حبل القياس مع ميشيت"

 وتشهد الآثار القديمة في مصر القديمة على قدرات هؤلاء المساحين القدماء. وهناك تكريم أكبر لهم يكمن في كونهم جزء من مجتمع كان قادرا ، مع بضع فترات من انهيار للحفاظ على التقاليد الثقافية التي استمرت لأكثر من ثلاث آلاف سنة، وفي أوقات القوة كانت البلاد آمنة ومستقرة وقادرة على إنتاج فوائض غذائية.

 

أدوات المساحون القدماء

 

بالرغم من أن أدوات المسح التي استخدمها المساحون المصريون القدماء بسيطة، ولكنها كانت فعالة جدا، ومن أهمها:


حبل القياس 

 

لقب المساح في مصر القديمة بـ "مداد" الحبل، وكان تسمى عملية المسح بـ "مد الحبل، وحبل القياس واحد من الأدوات المستخدمة في المسح التي ظهرت العديد من المقابر من عهد المملكة الجديدة، حوالي ۱۱۰۰ قبل الميلاد صاحب القبر يقوم بالإشراف على الرجال يستخدمون الحبال لقياس الحقول من المحتمل لحساب الضرائب على العائد من هذه الحقول.

 

ميزان المثلث الخشبي 

 

يتألف من ثلاث قطع اثنتان منها مثبتتان بعضهما إلى بعض على شكل مثلث قائم الزاوية في حين يتخذ من القطعة الثالثة الصغيرة، وتر عمودي، ويتدلى من رأس الزاوية القائمة - الذي يبلغ علوه عن سطح الأرض ۳۱ سم- حبل في نهايته مثقال من الحجر الجيري، فإذا ما وضع بدقة على سطح مستو، سقط خيط المثقال بين الخطين المحددين على الوتر.


مرخت 

 

يتألف من ثقل شاقولي مثبت على حامل وتتم محاذاة هذا النقل الشاقولي مع مقياس مدرج  دعامة أو قضيب فيه شق للحفاظ على خط مستقيم، وقد كان معروفًا بشكل جيد في وقت لاحق في العصرين اليوناني والروماني.