EN
يوافق اليوم الثامن والعشرون من شهر أبريل ذكرى وفاة الملك فؤاد الأول، الذي شهد عهده حكمه للمملكة المصرية كثيرًا من التغييرات السياسية؛ فقد تبدل لقب السلطان إلى الملك فؤاد الأول و أصبحت مصر مملكة، وأنشأ البلاط الملكي، ووزارة الخارجية، والسفارات المصرية في الخارج، وأعلن دستور 1923، لكنه أيضا تدخل في شؤون السياسة واختلف مع رؤساء الحكومات.
ولد فؤاد الأول في 26 مارس 1868، بقصر والده الخديوي إسماعيل باشا بالجيزة، وهو أصغر أنجال الخديوي إسماعيل، ووالدته الأميرة فريال هانم، الزوجة الثالثة للخديوي إسماعيل.
تعليمه في إيطاليا
عندما بلغ السابعة من عمره، ألحقه والده بالمدرسة الخاصة بقصر عابدين، والتى انشأها لتعليم أبناءه، واستمر بها ثلاث سنوات، وبعد ذلك أكمل تعليمه في إيطاليا، وتخرج في الكلية الحربية، وعين بعد تخرجه "ياور" للسلطان عبد الحميد الثاني،اكتسب معرفة كبيرة بالشؤون الأوروبية وأتقن عدة لغات، لكنه عانى أثناء إقامته بإيطاليا، فسافر إلى تركيا من أجل مقابلة السلطان عبد الحميد؛ حتى يعود إلى مصر.
العودة إلى مصر
عاد فؤاد في عام 1890، حيث ألحقه السلطان بالعمل في الجيش المصري، وبدأ تعلم السياسة المصرية كمساعد للخديوي عباس الثاني، كما اهتم بشئون الثقافة ورأس اللجنة التي تولت مهمة تأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية عام 1906.
الملك فؤاد وجلوسه على عرش مصر
صعد فؤاد يعتلي العرش، عقب وفاة أخيه السلطان حسين كامل عام 1917، وكان من المفترض أن يتولى كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كمال العرش خلفاً لوالده، لولا تدخل السلطات البريطانية من أجل تنصيب أحمد فؤاد.
قامت ثورة 1919، واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر، والاعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة، وقامت بريطانيا بإصدار تصريح 28 فبراير سنة 1922، معلنة استقلال مصر، مع العديد من التحفظات التى تحكم من خلالها سيطرتها على مصر والسودان، وتستطيع من خلالها التدخل في شئون مصر، وأعلن فؤاد الاستقلال في 12 مارس 1922.
حضرة صاحب الجلالة
عقب إعلان الاستقلال، أصدر السلطان فؤاد أمرًا بتغيير لقبه من سلطان إلى ملك على مصر، وأصبح يعرف بملك مصر وسيد النوبة و كردفان ودارفور، وأصبح اللقب الرسمى له هو حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول.
أصدر الملك فؤاد أمرا ملكيا في 13 أبريل سنة 1922، بنظام وراثة العرش، وأصبح اللقب الرسمي لفاروق هو حضرة صاحب السمو الملكى الأمير فاروق، كما لقب أيضا بلقب أمير الصعيد.
تم تأليف أول وزارة شعبية برئاسة الزعيم سعد زغلول في 24 يناير 1924، وكانت أول وزارة يرأسها مصري من أصول ريفية، وسميت “وزارة الشعب”، وكانت غصة في حلق الملك فؤاد الذي ناصبها العداء.
معاهدة 1936
شهد عام 1936، توقيع المعاهدة البريطانية المصرية، واعترفت بريطانيا بمصر دولة مستقلة، جرى التفاوض على المعاهدة البريطانية المصرية، في قصر الزعفران، و وقع عليها في لندن في 26 أغسطس 1936، فيما تم التصديق عليها في 22 ديسمبر من نفس العام، وسجلت في مجموعة معاهدات عصبة الأمم في 6 يناير 1937.
بموجب شروط المعاهدة، يتوجب على المملكة المتحدة سحب جميع قواتها من مصر، باستثناء تلك اللازمة لحماية قناة السويس ومحيطها، والتي يبلغ قوامها 10,000 جندي وعدد من الأفراد المساعدين، بالإضافة إلى ذلك ستزود المملكة المتحدة الجيش المصري وتدربه وتساعده في الدفاع في حالة الحرب، وكان من المقرر أن تستمر المعاهدة لمدة 20 عامًا.
محاولة اغتيال
بالرجوع إلى أحداث العام 1898، تعرض الأمير أحمد فؤاد لإعتداء من الأمير أحمد سيف الدين، شقيق الأميرة شيوه كار، الذي أطلق عليه النار في نادي محمد علي، بسبب نزاع بينه وبين زوجته الأميرة شويكار خانم أفندي، فاستنجدت بأخيها أحمد سيف الدين، الذي قام بإطلاق النار عليه، لكنه لم يمت وإنما سببت له بعض المشاكل في حنجرته وسببت له ضخامة في الصوت.
وفاته
توفي الملك فؤاد في الثامن والعشرين من شهر أبريل عام 1936، ودفن في مسجد الرفاعي، وقد خلفه على العرش ابنه فاروق الأول.
