يوافق يوم السابع والعشرين من أبريل عام 1791، مولد المخترع الأميركي صمويل مورس، صانع أول نموذج عملي للتلغراف عام 1835.
ولد "مورس" في تشارلستاون بولاية ماساتشوستس، ودرس في أكاديمية “فيليبس”، ثم التحق بكلية “ييل”؛ ليدرس الفلسفة الدينية والرياضيات، وتخرج منها بتفوق عام 1810، وقع في حب الرسم، وكان يمارسه لتدبير نفقات دراسته؛ فسافر عام 1811 إلى إنجلترا لدراسة فنونه.
ومع عودته لوطنه، لاقى مورس نجاحًا رائعًا، حين طُلب منه أن يرسم لوحات لرؤساء أميركيين مثل جون أدامس وجيمس مونرو، و أقبل العديد من الأثرياء علي فنه.
رسالة غيرت المسار
وفي عام 1825، كسب صمويل مورس شهرة كبيرة عقب نجاحه في رسم صورة للجنرال الفرنسي وبطل حرب الاستقلال الأميركية “دي لافييت”، وأثناء عمله على اللوحة، تلقى رسالة من والده، غيّرت حياته؛ ليُصبح واحدا من أهم المخترعين في التاريخ.
حيث أرسل والده المقيم بولاية كونيتكت رسالة يخبره فيها عن مرض زوجته، وعلى الفور قرر الرجوع إلى زوجته المريضة، ولكن الخبر قد وصل إلى مورس متأخرا؛ لاعتماد خدمات نقل البريد خلال تلك الحقبة على الأحصنة، وهو ما تطلب عدة أيام لإيصالها.
صعق صمويل موريس عند وصوله، وأصيب بحزن عميق عند سماع خبر وفاة زوجته ودفنها منذ أيام.
اختراع التلغراف
عمل على وضع اختراع جديد ينهي به بطء نقل الرسائل بين مختلف المناطق، ويساهم بإرسالها خلال فترة وجيزة بين الولايات الأميركية، حيث عمل على تطوير جهاز تلغراف خاص به عقب سماعه لحوار حول الكهرومغناطيسية في إحدى أسفاره، و أهتم بهذا المجال بفضل عالم الفيزياء الأميركي “جوزيف هنري”، وبمساعدة صديقه “ألفرد فايل”.
طوّر صمويل مورس جهاز تلغراف آخر قادر على إرسال النبضات الكهربائية عن طريق سلك واحد تجاه مستلم الرسالة، وقد تطلب هذا الجهاز الجديد: مفتاح تشغيل لدى المرسل؛ لإرسال النبضات الكهربائية، وبطارية، وسلكا، وعددا من الأعمدة بين نقطتي الإرسال والاستقبال، ومستقبل تتحول بواسطته النبضات الكهربائية إلى علامات فوق شريط ورقي.
الرسالة الأولى
حصل مورس وفايل في العام 1843، على دعم من الكونجرس الأميركي لإنشاء خط تلغراف بين واشنطن وبالتيمور، ويوم 24 من شهر مايو عام 1844، أرسل مورس لفايل أول رسالة كان محتواها:
"What hath God wrought"
وخلال العقود التالية، انتشر استخدام التلغراف بمعظم أنحاء العالم، وأسهم في تطويره عدد من المخترعين الآخرين، كما تم مد العديد من خطوط التلغراف عبر المحيط الأطلسي للربط بين القارتين الأميركية والأوروبية.