في مثل هذا اليوم من عام 1986، وقعت أسوء حادثة للتسرب الإشعاعي شهدتها البشرية حتى الآن، كارثة تشيرنوبل.

بالقرب من مدينة “بريبيات” الأوكرانية -كانت تابعة للإتحاد السوفيتي حينها - وخلال إجراء تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عن المحطة النووية، أدى خطأ في التشغيل إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع؛ مما أدى إلى انصهار قلبه، ونتج عن ذلك حدوث انفجارين كبيرين، واشتعلت النيران بمفاعل تشيرنوبل مخلفه سحابة من الاشعاعات النووية، انتشرت في أوكرانيا، وروسيا، وروسيا البيضاء، وعدة دول مجاورة.

دور السويد والاتحاد السوفيتي

لم تصدر أي تقارير حتى اليوم الثالث من انفجار تشيرنوبل، ثم قامت السلطات السويدية بوضع خارطة لمستويات الإشعاع المتزايدة في أوروبا مع اتجاه الرياح، وأعلنت للعالم أن حادثة نووية وقعت في مكان ما من الاتحاد السوفيتي.

وقبل إعلان السويد، كانت السلطات السوفيتية تقوم بعمليات مكافحة للحرائق وعمليات تنظيف، إلا أنها اختارت أن لا تقدم تقريرها عن الحادث أو حجمه بشكل كامل.

تباينت التقديرات حول ضحايا الكارثه بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، فضلا عن إصابة أعداد كبيرة بالأمراض السرطانية، في نطاق المنطقه المحيطه بالمفاعل، وأدت قوة الانفجار إلى انتشار التلوث على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفيتي.

تقارير رسمية

ووفقًا لتقارير رسيمة، لقى 31 شخصًا مصرعهم على الفور، وتعرض 600 ألف من المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف، لجرعات عالية من الإشعاع.

وتعرض ما يقرب من 8 ملايين و400 ألف شخص في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، فيما تعرض 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التابعة للبلدان الثلاثة للتلوث، وتعرضت مناطق زراعية تغطي ما يقرب من 52 ألف كيلومتر مربع، للتلوث بالعنصرين المشعين (سيزيوم - 137، سترونتيوم - 90).

وقد أشارت وزارة الصحة الأوكرانية في إحصائية رسمية -لاحقا- إلى أن 2,3 مليون شخص من سكان أوكرانيا ما زالوا يعانون بأشكال متباينة من تداعيات الكارثة.

فيما أعيد توطين ما يقرب من 404 ألف شخص، إلا أن الملايين ظلوا يعيشون في بيئة تسبب فيها استمرار بقايا التعرض الإشعاعي إلى ظهور مجموعة من الآثار الضارة.

عن المدينة

تقع مدينة تشيرنوبل في شمال أوكرانيا بمقاطعة كييف، على بُعد 122 كيلو متر من مفاعل تشيرنوبل النووي، وقد هُجرت المدينة بسبب تلوثها بالأشعاع الناجم عن انفجار المفاعل، فيما جاءت تسميتها من كلمتي “تشروني” (чорний, أسود)، و “بيليا” (билля, أبيض).