الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول سيدة حصلت على جائزة نوبل .. سلمى لاغرلوف مؤلفة العصابات المخفية عاشقة القدس

سلمى لاغرلوف
سلمى لاغرلوف

عرفت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف، التي تحل اليوم ذكرى رحيلها، بخيالها الخصب ومزجها بين حكايات موطنها وقصصه الواقعية وبين الحكايات الخيالية والملاحم لتجمع بين الواقعية والخيال في كتاباتها، وتعد سلمى لاغرلوف، أول سيدة تحصد جائزة نوبل في الأدب، وكان ذلك قبل ما يزيد عن مئة وأربعة عشر عامًا، بالتحديد في عام 1909. 

 

 

 

 

بداية سلمى لاغرلوف

سلمى لاغرلوف، ارتبطت منذ صغرها بالكتابة، إذ كانت تكتب الشعر في سنٍ صغيرة ولكنها لم تنشر أيا من كتاباتها حتى عام 1890، وفي ذلك العام حصدت سلمى الجائزة الأولى في مجلة إدون السويدية التي نشرت لها عملها الأول «ملحمة جوستا برلينج»، وبعدها أقدمت على التخلي عن التدريس لمدة عام حتى يمكنها تكريس وقتها للكتابة، واستطاعت في ملحمة جوستا برلينج الجمع بين حبكتين وصناعة ملحمة من نوع خاص، حيث مزجت الأساطير المحلية والخرافات الكلاسيكية مثل كيوبيد، وبسيش، وبين أعمال عالمية أدبية مثل فاوست ودون جوان، وتعرضت روايتها الأولى للانتقادات خاصة من قبل التيار المعاصر حيث كانت النقد الاجتماعي للواقعية يؤسس لنفسه في هذا الوقت، إذ وصفوا الأديبة بكونها بسيطة الذهن ولديها ارتباط طفولي بوطنها.

ففي بداية حياة سلمى أحيطت بالقص والقصص العابرة للأجيال من عائلتها، واستمعت لكثير من الحكايات الشعبية، والأساطير، والملاحم وكذلك الحكايات التاريخية، ومع نشأتها في مقاطعة ريفية منعزلة قضت سلمى معظم وقتها بين القصص والكتب هاربة من الحياة اليومية التي كانت تعاني منها، حيث عرف أباها بطبعه الصعب وإدمانه على الكحول، ومن ناحية أخرى ساعدت القراءة والانغماس في عالم الكتب لاغرلوف في التخفيف من حدة المرض الغريب الذي أصابها بشلل في ساقيها خلال طفولتها وهي الحالة التي منعتها من السير لمدة أربعة أعوام.

وجاءت الانطلاقة الحقيقية لـ سلمى لاغرلوفي، عقب كتابها الثاني، «العصابات المخفية»، الذي صدر في عام 1894 وهو ما أعاد كتابها الأول إلى الواجهة من جديد وصار في قائمة الأكثر مبيعًا، وعندها استطاعت سلمى لاغرلوف أن تتخلى كليةً عن وظيفتها كمعلمة في عام 1897 كي تتحول إلى كاتبة بدوام كامل.

ومع بزوغ الموهبة الأدبية لدى سلمى لاغرلوف ورؤيتها عن المرأة ودورها؛ جذبتها الحركة النسوية التي كانت وليدة في السويد ومازالت في مهدها، وجمعتها آرائها عن المرأة بأحد معاصيرها من النسويات وهن بارونيس كارين، وصوفي ألديرسباري، وصوفي إيلكن، اللائي نصحنها بنشر كتبها وساعدنها في نشر أعمالها، وأصبحن فيما بعد صديقاتها الأقرب طوال حياتها.

 

كيف حصلت سلمى لاغرلوف على جائزة نوبل؟

وفى مطلع القرن العشرين قامت الكاتبة السويدية برحلة إلى فلسطين، وأقامت فى القدس، وعند عودتها إلى السويد أصدرت كتاب تضمن حكايتها وانطباعها عن البقعة الفريدة من العالم القدس، عام 1901 ـ 1902.

وقبل اختيارها لتكون أول سيدة تحصد نوبل في الأدب، كتبت سلمى لاغرلوف لصديقتها صوفي إيلكن: «سأُختار من قبل الأكاديمية السويدية وسأحصل على جائزة نوبل، ولا يجب لهذا الأمر أن يسبب لكِ القلق»، وهو ما تحقق فعلًا.

غير أن هذه الجائزة لم تأتي بطريق يسير ممهد، فقد حظر الشاعر السويدي كارل ديفيد أف ويرسين، الذي كان أمينًا عامًا للأكاديمية السويدية لمدة 29 عامًا، اسم سلمى من الترشيح في خمس مناسبات، وتذكر إليزابيث لاغرلوف، حفيدة أخاها، أن اسم سلمى كان كلما طُرح للترشيح اقترح ويرسين وضع اسم آخر يكون أكثر مناسبة، ولكن أخيرًا اتأخذت لجنة الأكاديمية السويدية القرار بمنحها الجائزة، وفي العاشر من ديسمبر عام 1909 توجت الكاتبة السويدية بجائزة نوبل في الأدب، لتسطَر في التاريخ كأول امرأة تحصل على جائزة نوبل في مجال الأدب. 

وبعد حصولها على جائزة نوبل أصبحت الكاتبة سلمى لاغرلوف عضوًا في الأكاديمية السويدية عام 1914، وأصبح لها الحق في التصويت بعد مرور خمس سنوات، ومنذ حصولها على المنصب حاولت سلمى لاغرلوف معالجة العداء تجاه الكاتبات من جانب الجائزة العالمية وذلك من خلال دعم ترشيحات كاتبات من النساء مثل الروائية الإيطالية غراتسيا ديليدا، التي حصدت نوبل في 1926 والإسبانية كونتشا إسبينا، التي وضع اسمها 25 مرة للترشيح ولكنها للأسف لم تحصل على الجائزة.

وشاركت في عدد من الأنشطة التي تروج لحقوق المرأة والحركة النسوية في السويد وأوروبا، حيث دشنت المؤتمر الدولي للمطالبات بحق المرأة في الاقتراع الذي أقيم بعاصمة السويد ستوكهولم في عام 1911، كما تطرقت في كتاباتها للنساء القويات اللواتي يمكنهن فعل ما يقدم عليه الرجال.

بالإضافة إلى آرائها عن المرأة كانت سلمى لاغرلوف من داعمي السلام، وهو ما جعلها أثناء الحرب العالمية الأولى تساند اللاجئين والأطفال وتدعو إلى مختلف الأنشطة الخيرية، كما كانت تجمع التبرعات للاجئين وأسرى الحروب.