الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موضع نظر الرب.. خطيب المسجد الحرام: بهذه الأسباب ينصلح حال قلبك

المسجد الحرام
المسجد الحرام

أوصى الشيخ بندر بن عبدالعزيز بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بتقوى الله سبحانه، وعدم الاغترارَ بالأماني والآمال، فأنتم على وَشَكِ النُّقْلةِ والارتحال .

القلب مصدر القوة وموضع نظر الرب

وقال خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام : أشرَفُ ما في الإنسان قلبُه، وهو سيدُ أعضائِهِ وقائدُها، وصلاحُ قالَبِه بصلاحِ قلبه، وفسادُه بفساده، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ رضي اللهُ عنه عن النبي ﷺ أنه قال: ( إن في الجسد مُضغة، إذا صَلَحَت صَلَح الجسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجسدُ كُّلُّه، ألا وهي القلب) أخرجه البخاريُّ ومسلم.

وأضاف خطيب المسجد الحرام: القلب مَصدرُ القوة، ومُستقَرُّ الروح، ومُستودَعُ الإيمان، وهو موضعُ نظرِ الربِّ ومَحَلُّ رِضاه، وهو عُدةٌ لصاحبه إن سَلِم يومَ الوُفودِ على مولاه، قال النبيُّ ﷺ: (إن الله لا ينظرُ إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) أخرجه مسلم.

وأكد أن تعاهُدُ القلبِ ورعايتُه، وإصلاحُه وتطهيرُهُ ووِقايتُه: واجب مُحَتَّم، وأمرٌ عند الله معظَّم، وبه فوزُ العبدِ ونَجاؤُه، وسَعْدُهُ وهناءة، وهل النعيمُ إلا نعيمُ القلب وهل العذابُ إلا عذابُ القلب ألا وإن لذلك وسائلَ وأسبابا، وطُرقًا وأبوابا، فأولها وأولاها: الإخلاصُ لله تعالى، بأن يُعلِّقَ العبدُ قلبَه بربه سبحانه، ويكونَ له قولُهُ وعملُهُ وتركُه، ويَبْرأَ مما سواه من المخلوقات.

وأوضح خطيب المسجد الحرام أن مما يُصلحُ القلبَ فعلُ الطاعات، مِن فرائضَ وواجباتٍ ومُستحبات؛ فإنها تُنوِّر القلبَ وتجلُوُه، وتُثَبِّتُه وتُقوِّيه، وبضدِّها المعاصي والذنوب؛ فإنها تُظلِمُ القلبَ وتُغويه، وتُمرِضُهُ وتُردِيه، قال المصطفى ﷺ: (تُعرَضُ الفتنُ على القلوب كالحصير عودًا عودا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَ فيه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلبٍ أَنكرها نُكِتَ فيه نكتةٌ بيضاء، حتى تصيرَ على قلبين: على أبيضَ مثلِ الصَّفا، فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامت السماواتُ والأرض، والآخرُ أسودُ مِربادًّا كالكُوزِ مُجَخِّيا، لا يَعرفُ معروفًا ولا يُنكرُ منكرًا إلا ما أُشرِبَ مِن هواه) أخرجه مسلم.

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن ذِكرُ الله جِلاءٌ للقلب، وروحٌ يَحيا به، ونورٌ يستضيء بقَبَسِه، وهو له كالغِذاء للجسد، والماءِ للزرع، وجاء رجلٌ إلى النبي ﷺ فقال: (يا رسول الله: إن شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت علي، فأخبرني بشيء أتشَبَّثُ به) فقال عليه الصلاةُ والسلام: (لا يزالُ لسانُك رَطْبًا من ذكر الله) أخرجه أحمدُ والترمذيُّ وحسَّنه ومَن غَفَلَ أو ألَمَّ بخطيئة فلْيلْهَجْ بالاستغفار؛ فإنه مَمحاةٌ للذنب، ومَطهرةٌ للقلب، قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: (إنه ليُغانُ على قلبي، وإني لأستغفرُ اللهَ في اليوم مئةَ مرة) أخرجه مسلم.

وقال خطيب المسجد الحرام: إذا أقبل العبدُ على القرآن تلاوةً وعملاً وتدبُّرًا رقَّ قلبُهُ وراق، وحَفَّه الخيرُ والضياءُ والإشراق، كيف لا! وكتابُ الله هو الهُدى من الضَّلالة، والمُبدِّدُ لظُلَمِ الجَهالة، وهو الشفاءُ من الأسقامِ البدنيةِ والقلبية، والعِصمةُ في الأمورِ الدينيةِ والدنيوية.