الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخير والبركة كلها..

خطيب المسجد الحرام: شريعة النبي سفينة مأمونة من اعتصم بركوبها نجا

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي مُتَابعَةِ الرَّسُولِ، وَالْبركَةَ كلَّهَا فِي حِفْظِ كَلَامِهِ الْـمَنْقُولِ، فهو العلمُ المأمُولُ، وطريقُ الوُصولِ، فالعِلمُ ما جاءَ في كتابِ اللهِ وسُنَّةِ الرسُولِ -صلى الله عليه وسلم-.

شريعة رسول الله  

وأوضح " الدوسري" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن فيهِما الهُدَى لكلِّ مُلتمِسٍ، وهُما النجاةُ لكلِّ مُحترِسٍ، وهُما الفُرقانُ لكلِّ مُلتبِسٍ، فنورهُمَا خيرُ نورٍ لـمُقتَبِسٍ، فالسلامةُ كلُّ السلامةِ في الاتباعِ، والندامةُ كلُّ الندامةِ في الابتداعِ.

وأضاف أن في شريعةُ رسولِ الله  -صلى الله عليه وسلم-  سفينةٌ مأمونةٌ، مَنِ اعتصَمَ بركُوبِهَا نجَا، ومحجةٌ مَنْ سلكَ طريقَهَا وصلَ إلى الـمُنَى، لأنَّهُ  -صلى الله عليه وسلم-  مُؤيَّدٌ بالعِصْمةِ (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ . إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ).

وتابع:  فذلِكُم الكمالُ الذي لا نقصَ فيهِ، والجمالُ الذي لا تزويرَ يعْتَريهُ، والجلالُ الذي لا دُونَ فيهِ، ففي ذلكَ الشفاءُ والمطلوبُ، وَمَنِ اقْتدَى بهِ تجنَّبَ الآثامَ والذنُوبَ، وأقلعَ عَنِ القبائحِ والعيوبِ، وَبلغَ مِنْ رَحْمَةِ مَوْلَاهُ الـمُنَى والمرغوبَ، قالَ علَّامُ الغُيوبِ: لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ ).

 أواخر وصايا عمر 

وحذر من اتباع الأهواءَ ومداخلَهَا فإنَّ لها صُورًا وألْبِسةً تغرُّ كثيرًا مِنَ الناسِ، ولا يزالُ الشيطانُ يلِجُ على المؤمنِ مِنْ أبوابِ الهوَى حتى يهلكَهُ، ولا يقفُ أمامَ هذه الأهواءِ ويوصدُ أبوابَهَا إلا تجريدُ الاتبـاعِ للنبيِّ المصطفَى  -صلى الله عليه وسلم- ، فاتبعوه حقَّ الاتِّباعِ، ولا تحيدُوا عن مسلَكِهِ ولو دعتكُم إلى ذلك الدواعِي، فما ثَمَّ إلا اتباعٌ أو ابتداعٌ.

واستشهد بما روي عنْ عبدِ الله بنِ عمْرِو بنِ العاص أنَّ النبيَّ  -صلى الله عليه وسلم-  قالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» وقد زَجَرَ النبيُّ صل الله عليه وسلم الثلاثةَ الذين شدّدُوا على أنفسِهِمْ؛ فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» وكانَ مِنْ أواخِرِ وصايَا عمرَ -رضي الله تعالى عنه - أنَّهُ قالَ: «قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِض، وَتُرِكْتُمْ على الْوَاضِحَةِ، إِلاَّ أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا» .