تحدث الكاتب والروائي سلمان رشدي لأول مرة عن تعرضه للطعن العام الماضي خلال حديث له في مقابلة مع The New Yorker "نيويوركر" الأمريكية، وقال سلمان إنه «محظوظ، وشعوره هو الامتنان».
تهديد سلمان رشدي
وتعرض سلمان رشدي لمحاولة طعن خلال إلقائه محاضرة في أمريكا خلال شهر أغسطس من العام الماضي، وقضى ستة أسابيع في المستشفى، حيث فقد البصر في إحدى عينيه.
وواجه سلمان منذ فترة طويلة تهديدات بالقتل بسبب روايته «آيات شيطانية»، التي كتبها عام 1988.
وفي مقابلة واسعة النطاق مع ديفيد ريمنيك، قال الروائي: «لقد كنت أفضل، لكن بالنظر إلى ما حدث، فأنا حالتي ليست سيئة للغاية».
صعوبة الكتابة
وأضاف سلمان رشدي: تلتئم الإصابات الكبيرة بشكل كبير، أشعر بإصبع الإبهام والسبابة وفي النصف السفلي من راحة اليد. أقوم بالكثير من العلاج اليدوي، وقيل لي إنني أبلي بلاءً حسنًا، لكن من الصعب الكتابة بسبب قلة الإحساس في بعض أطراف أصابعي».
هجوم قاسٍ
واستطرد: أنا قادر على النهوض والتجول فعندما أقول إنني بخير، فأنا أعني ما أقوله، فهناك أجزاء من جسدي تحتاج إلى فحوصات مستمرة، لقد كان هجومًا قاسيًا.
وأشار سلمان رشدي إلى أنه يعاني من ندوب نفسية من الهجوم وأنه يتعين عليه إعادة التفكير في مقاربته للأمن، بعد أن عاش بدونهم لأكثر من عقدين.
وذكر أيضًا أنه يعاني اضطراب ما بعد الصدمة «لقد وجدت أنه من الصعب جدًا الكتابة، أجلس لأكتب، ولم يحدث شيء، أنا أكتب، لكن الأشياء التي أكتبها أحذفها في اليوم التالي، فأنا لم أخرج من تلك الغابة بعد، حقًا ».
ووجهت للرجل المشتبه به بطعن سلمان رشدي، هادي مطر، تهمة الشروع في القتل، وأُجبر سلمان رشدي على الاختباء لما يقرب من 10 سنوات بعد نشر روايته آيات شيطانية عام 1988.
كان رد فعل العديد من المسلمين غاضبًا على ذلك، بحجة أن تصوير النبي محمد يهين عقيدتهم.
اغتيال سلمان رشدي
وواجه سلمان رشدي تهديدات بالقتل وأصدر الزعيم الإيراني آنذاك، آية الله روح الله الخميني، فتوى - أو مرسومًا - يدعو إلى اغتيال سلمان، ووضع مكافأة قدرها 3 ملايين دولار (2.5 مليون جنيه إسترليني) لمن يقتل سلمان رشدي.
ولا تزال الفتوى سارية، وعلى الرغم من أن الحكومة الإيرانية نأت بنفسها عن مرسوم الخميني، إلا أن مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية رصدت مبلغًا إضافيًا قدره 500 ألف دولار (416 ألف جنيه إسترليني) إلى المكافأة في عام 2012.
اختباء سلمان رشدي
وسأل سلمان رشدي خلال المقابلة عما إذا كان يعتقد أنه كان يجب أن يكون أكثر حذرًا بعد انتقاله إلى نيويورك في عام 2000، بعد أن عاش مختبئًا لعدة سنوات.
وأجاب «حسنًا، أنا أطرح هذا السؤال على نفسي، ولا أعرف الإجابة عليه، لقد أمضيت أكثر من 20 عامًا من العمر فهل هذا خطأ؟.
وقال رشدي «لقد حاولت دائمًا جاهدًا عدم تبني دور الضحية». فأنا أجلس هناك أقول شخص ما أدخل سكينًا في داخلي، فهو مسكين، وهذا ما أفكر فيه أحيانًا!".
دولة استبداية
وانتقد سلمان رشدي حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وقال "حكومة مودي تحظى بشعبية كبيرة، لديها دعم كبير، وهذا يجعل من الممكن لهم أن يفلتوا من كل شيء، لإنشاء هذه الدولة الاستبدادية للغاية، التي هي قاسمة للأقليات، بجانب أن هناك قمع للصحفيين؛ لذلك أصبح من الصعب تسميتها ديمقراطية".