حالة من الجدل انتشرت مؤخرا حول مصير الكاتب سلمان رشدي، ومصير إبداعه بعد إعلان وكيله الأدبي عن فقدانه لبصره وإحدى يديه، نتيجة محاولة الاغتيال التى تعرض لها فى أغسطس الماضى، أثناء استعداده لإلقاء محاضرة في ولاية نيويورك.
وتساءل البعض عن إذا كان صاحب رواية «آيات شيطانية» سيتمكن من الكتابة مرة أخرى أم لا؟، وهل سيصبح قادرا على مواصلة مسيرته الإبداعية؟
وكان سلمان رشدى، البالغ من العمر 75 عامًا، قد تعرض للطعن في الرقبة والجذع أثناء صعوده إلى المسرح لإلقاء محاضرة حول الحرية الفنية في مؤسسةChautauqua في يوم 12 أغسطس 2022.
وحتى الأيام القليلة الماضية، كان الحجم الكامل لإصابات رشدي غير واضح، ولكن في مقابلة مع صحيفةEl País الإسبانية، أوضح أندرو ويلي الوكيل الأدبي له مدى خطورة الهجوم وتغيير حياته.
وقال أندرو ويلي: "كانت جروحه عميقة ، لكنه أيضًا فقد إحدى عينيه، أصيب بثلاث جروح خطيرة في رقبته، يد واحدة عاجزة بسبب قطع الأعصاب في ذراعه، ولديه حوالي 15 إصابة أخرى في صدره وجذعه.
ورفض الوكيل الإفصاح عما إذا كان رشدي لا يزال في المستشفى، قائلا إن أهم شيء هو أن يعيش الكاتب.
قال أندرو ويلي أيضًا إنه تحدث مع رشدي عن احتمال وقوع مثل هذا الهجوم في الماضي، وأضاف: "الخطر الأساسي الذي واجهه بعد سنوات عديدة من فرض الفتوى هو من شخص عشوائي يخرج من العدم ويهاجمه، لذا ، لا يمكنك الحماية من ذلك لأنه غير متوقع وغير منطقي على الإطلاق.
وقال أندرو ويلي إن العالم يمر "بفترة مضطربة للغاية" - ليس أقلها في الولايات المتحدة: "أعتقد أن القومية آخذة في الارتفاع، نوع من اليمين الأصولي آخذ في الارتفاع، من إيطاليا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة.
وواجه الكاتب البريطاني ذو الأصول الهندية سلمان رشدي، العديد من التهديدات بالقتل منذ كتابة روايته الرابعة "آيات شيطانية" عام (1988) حيث أثارت جدلًا كبيرًا واحتجاجات في عدة بلدان إسلامية.
وفي عام ١٩٨٩، أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني حينها فتوى دعت إلى اغتياله، وأعلنت إيران عن مكافأة 3 ملايين دولار للقاتل، ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة منذ ذلك الحين.
وما يزيد عن الـ30 عامًا مرت على رواية "آيات شيطانية" التي أصدر الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية بإيران، فتوى بقتل كاتبها وتلتها مظاهرات حول العالم أدت لتفجير مكتبات وقتل مترجمين.
ويعد سليمان رشدي والذي يراه البعض بأنه أعظم كاتب أنجبته الهند بعد "طاغور"، وعاش طوال ما يقرب الـ13 عامًا من التخفي بأسماء وهمية، نتيجة فتاوى عديدة أجازت هدر دمه.
ونشر سلمان رشدي عام 2012 روايته جوزيف أنطون وهي رواية سيرة ذاتية جاءت بعنوان الاسم المستعار الذي اختار سلمان رشدي ليعيش على مدار سنوات عديدة ويروي قصة سنوات طويلة قضاها رشدي بين أماكن إقامة سرية متعددة تحت حراسة مسلحة.
الرواية مكتوبة بصيغة الغائب يحكي فيها رشدي سيرة بطله جوزيف أنطون، وكان رشدي قد اختار هذا الاسم بدمج اسمي كاتبيه المفضلين هما جوزيف كونراد وأنطون تشيخوف يقع الكتاب في 656 صفحة بعد أن اختصر رشدي مئتي صفحة منها قبل نشرها.
وولد الرجل البالغ من العمر 75 عاماً في الهند، وأثارت كتاباته المعتمدة على الخيال التاريخي الجدل حول العالم. ويعيش رشدي في الولايات المتحدة منذ العام 2000، حيث حصل على لقب «الكاتب المتميز» من جامعة نيويورك في عام 2015.