منذ القدم ونحن نتناول الكشري في الأعياد، كأحد أشهر الأكلات الشعبية، خاصة أنها عادة توارثتها الأجيال منذ آلاف السنين، حيث ينتظر الأطفال العيد بشغف لتناول الكشري، إلى أن فاجأتنا روسيا بالتشكيك في أصل الكشري المصري، في محاولة لنسبه لنفسها.
وأثارت تغريدة نشرتها السفارة الروسية عبر حسابها الرسمي على تويتر حالة من الجدل، بعد التشكيك فى هُوية الكشري أشهر أكلة شعبية في مصر.
الكشري مصري بمكونات روسية
وقالت السفارة الروسية فى تغريدة لها: "أكلة الكشري مصرية بروحها، لكن يمكن اعتبارها روسية من حيث المكونات، نظراً لاستيراد العديد من مكوناتها من روسيا".
وأضافت السفارة: "على سبيل المثال لا يتم استيراد الحبوب من روسيا فقط، بل العدس البني والأصفر وبذور الكتان والحمص والكزبرة وزيت عباد الشمس"، وتابعت: "زاد حجم استيراد الزيت الروسي إلى مصر 40 مرة خلال 20 عاما".
مكونات الكشري المصري
ويتكون الكشري المصري من عدد كبير من المقومات، بداية من الأرز الأبيض، مكرونة سباجيتي، مكرونة صغيرة، وعدس أسمر.
كما يضاف إليه حمص، وطماطم، وبصل، يضاف اليه شعيرية، وثوم، وشطة.
هجوم السوشيال ميديا على روسيا
عقب تغريدة سفارة روسيا، شن عدد من النشطاء المصريين، هجوما على روسيا وسفارتها، بشكل ساخر، حيث أعادوا نشر التغريدة مصحوبة بتعليقاتهم.
وكتب أحد المغردين على تويتر: "أهم حاجة فى الكشري التقلية والدقة يا حبيبي"، وغرد آخر: " أيوه روسيا دي الحب كله"، فيما قال آخر: "انتو هتبصولنا فى اللقمة".
وعلى فيسبوك، أطلق المتابعون العنان للتعليقات، وكتبت متابعة: "عيب عليكم، هي الكحكة في ايد اليتيم عجبة"، بينما كتبت أخرى: "هي عادة بعض الدول سرقة تراث وأفكار وتاريخ غيرها ونسبها لنفسها لأنها متغطرسة، الكشري مصري طبعا وما في روسي بيعرف يعمل كشري".
بينما قال ثالث: "ايه الجديد مصر، كل حاجة بتستوردها حتي الشربات، وابر وابور الجاز، يعني معلومة ولا ليها لازمة"، وكتب رابع: "لازم أبو طارق يتدخل ويسافر روسيا يعترض على القرار ده، وياخد معاه الواد بتاع كشرى التحرير".
أصل الحكاية.. نية مبيتة
يبدو ان ادعاء سفارة روسيا لم يكن وليد اللحظة، خاصة أن مدير المعرض الدائم للمنتجات الروسية في مصر، عمرو البلتاجي، قد كشف قبل أيام عن تفاصيل مهمة حول مكونات الأطعمة المصرية، ودخول المنتج الروسي بشكل كبير في غذاء المصريين، دون أن يدري العديد ذلك الأمر.
وأوضح البلتاجي في تصريحات صحفية، أن العديد من المصريين يأكلون طعامهم دون إدراك أن المنتج الروسي يسيطر بشكل كبير على هذا الطعام، فعلى سبيل المثال الكشري وهو الأكلة الشعبية في مصر، يدخل فيها المكون الروسي بشكل كبير، حيث أن الحمص يتم استيراده من روسيا، إضافة إلى العدس البني والأصفر.
الحمص كمان طلع روسي
وأكد البلتاجي، أن الاستيراد من روسيا لا يتوقف على القمح فقط، الذي تتم به صناعة الخبر والدقيق في مصر، لكن الشركات المصرية تقوم باستيراد بذر الكتان، الحمص، الكزبرة، العدس البني والعدس الأصفر، وهذا يعني أن مشروب المصريين المفضل على كورنيش النيل روسي الأصل.
ونوه مدير المعرض الروسي، الى أن بعض المنتجات التي يتم زراعتها في روسيا تستخدم في التصدير فقط، ولا يشترط أن تُستخدم في روسيا بنفس استخدامها في مصر، خاصة ان لكل بلد ثقافته الخاصة في الطعام، مشيرا إلى أن في مصر تستورد أيضا الزيوت الروسية، التي تعد الأفضل في العالم، ومن بينها الزيوت النباتية التي تعد ثالث مكون غذائي مهم للإنسان بعد السكريات والبروتينات.
الخلاصة.. الكشري مصري بامتياز
أصل الكشري مصري
والكشري أكلة مصرية بامتياز، حيث تعود أصول هذه الأكلة إلى الحرب العالمية الأولى عند مجيء الهنود مع القوات البريطانية إلى مصر عام 1914، وكانوا يطلقون عليه حينها "كوتشري"، لكنه يختلف عن الكشري المصري الذي يضم العديد من المكونات، منها المكرونة والصلصة والدقة وغيرها.