لا تزال حبة الغلة تمثل حلا سريعا للراغبين في التخلص من حياتهم، حيث يلجأ إليها اليائس من حياته، مقررا إنهاء ما يظنها مأساة لا حل لها، وهو ما فعله شاب من مركز ابو كبير بمحافظة الشرقية، حيث قرر التخلص من تحكم والده في حياته، وابتلع حبتين غلة في بث مباشر.
مع السلامة يا ناس
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مقطع فيديو منسوب لشاب من محافظة الشرقية، قرر التخلص من حياته في بث مباشر، ولجأ إلى تناول قرصين غلة أمام الجميع.
ويظهر في الفيديو، شاب في نهاية العشرينات، يشكو قسوة والده وتحكمه في مصيره، مؤكدا أنه قرر وضع حد لمأساته أمام الجميع، محملا والده مسئولية ما وصل اليه.
شكرا يا أبويا
بدأ الشاب يائسا ومرتبكا، وظهر يبتلع شئ ما - زعم أنه حبتين غلة - وقال: "متشكر يا ابويا، قولوا يا ناس لابويا متشكر يا استاذ سيد، حباية غلة لسه شاربها والجزء الثاني اهو" -وعرضه على الشاشة-.
وأضاف: "قولوا لأبويا يرتاح، انا مت خلاص، لأن اللي حصللي محصلش لحد، كل اصحابي وقرايبي والناس عارفين اللي حصللي بسبب ابويا، خليكوا شاهدين، كلمت جدي وعمي وخالي، محدش عمل حاجة".
دمرلي نفسيتي من الثانوية العامة
وتابع الشاب: "من وانا في الثانوية العامة دمر لي نفسيتي وتعبني، وهاموت وانا معاكوا على اللايف دلوقت، لأن الحياة انتهت بالنسبة لي، ومش باقي على حاجة، أسألوا أهلي وجيراني عمل فيا ايه، مش بنام الليل".
واستكمل: "شيروا يا جماعة، ربنا وحده اللي عالم بيا واللي حصللي، كنت حابب الحياة وعايز يبقى ليا كيان، بس انا يأست، ومش قادر استحمل، خدو بالكم من امي واخواتي".
وانتهى الفيديو فجأة دون التوصل ما إذا كان تخلص من حياته بالفعل، ام مجرد ادعاء وفيديو لكسب آلاف المشاهدات.
حادثة مكررة
وشهد مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، 19 اغسطس، واقعة مؤسفة، حيث أقبل شاب ثلاثيني على التخلص من حياته، بتناول قرصين غلة، خلال بث مباشر عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقال الشاب عمرو زايد شتا، خلال البث المباشر، إن أحد أقاربه اتهمه اتهامات باطلة، وأنه سوف يقتص منه يوم القيامة أمام الله، وأثناء حديثه في البث المباشر؛ تناول قرصين غلة، نافيا كل الاتهامات المُوجهة إليه من قبل أحد أقاربه، مؤكدًا أنه سيلقى الله منتظرًا وفاة أحد أقاربه حتى يجتمع الخصومة عند الله.
حفظ النفس وقيمة الحياة
ويحذر الأزهر الشباب من الانتحار، حيث سبق ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، منشوراً خاصا عن الانتحار ومن يقدمون على إنهاء حياتهم ظناً منهم بأنه الراحة الأبدية من مشاكلهم، قائلا: «طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج».
وأشار المركز إلى أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك، وقد جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها، لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته، ولكن الحق على خلاف ذلك؛ لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية، لا نهايتها.