الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيول والأمطار تهدد الجنوب.. كيف نجحت الدولة في حماية شلاتين من الغرق؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت عدة مناطق متفرقة بمدينة شلاتين جنوب البحر الأحمر، 24 نوفمبر 2022، سقوط أمطار من متوسطة إلى غزيرة، مما أدى إلى وجود تراكمات لكميات كبيرة من المياه بالشوارع وسط تحذيرات من استمرار هطول الأمطار.

جهود حماية مدينتي حلايب وشلاتين

وحذرت الإدارة العامة للأزمات بمحافظة البحر الأحمر، من سقوط أمطار متفاوتة الشدة تصل لحد السيول على جنوب المحافظة، تشمل مدينتي شلاتين وحلايب، وذلك حسب تعليمات هيئة الأرصاد الجوية بشأن أحوال الطقس، وناشد بيان للمحافظة وقتها قائدي المركبات توخي الحذر على الطرق الداخلية والخارجية.

وتلقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، تقريراً يستعرض الإجراءات التي اتخذتها أجهزة الوزارة للتعامل مع موجة الأمطار الغزيرة والسيول التي تعرضت لها محافظة البحر الأحمر.

وأظهر التقرير الدور الهام لأعمال الحماية التي أنشأتها الوزارة في حماية الأفراد والمنشآت من الآثار التدميرية للسيول.

وصرح سويلم، بأن أعمال الحماية التي أنشأتها الوزارة بمحافظة البحر الأحمر نجحت في حماية مدينة شلاتين من الآثار التدميرية للسيول، حيث تمكنت أعمال الحماية والمتمثلة في 2 بحيرة صناعية و2 حاجز ترابي من حماية المدينة، وحصاد كمية من المياه تقدر بحوالي 6.50 مليون متر مكعب البحيرة (ب 1) بوادي حوضين، الأمر الذي أسهم في حماية المدينة وبنيتها التحتية من السيول الجارفة.

التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية

وأشار سويلم، إلى زيادة شدة وتواتر الظواهر المناخية المتطرفة مثل السيول الومضية والأمطار الغزيرة التي تتساقط بمختلف محافظات الجمهورية كإحدى النتائج السلبية للتغيرات المناخية.

وأضاف أنه لمواجهة هذه الظواهر المتطرفة، فقد تم ويجرى تنفيذ العديد من أعمال الحماية من أخطار السيول في مصر، حيث تم إنشاء 1500 منشأة لحماية المواطنين والمنشآت بما يعكس اهتمام الدولة المصرية بهذا الملف الهام في ظل ما تواجهه مصر والعالم من تغيرات مناخية تؤثر سلباً على قطاع المياه.

وأوضح أنه إلى جانب هذا الإجراء بعيد المدى والمتمثل فى تنفيذ منشآت للحماية من أخطار السيول، تتخذ الوزارة إجراءات موسمية تتمثل فى قيام أجهزة الوزارة المعنية بالمرور الدورى على مخرات السيول والتعامل الفوري مع أى تعديات على مجارى هذه المخرات وإزالتها للحفاظ على شبكة تصريف مياه السيول بدون وجود أي عوائق أو أعمال ردم لخطورة وجود مثل هذه العوائق في تجمع مياه السيول أمامها، الأمر الذى يؤدى لارتفاع منسوب المياه بالمخر، والتسبب في غرق الأراضى المحيطة به، وما يمثله ذلك من خطورة داهمة على المواطنين والمنشآت.

وتابع: “كما تمتلك وزارة الموارد المائية والري مركزا للتنبؤ بالأمطار لرصد كميات ومواقع هطول الأمطار قبل حدوثها بثلاثة أيام، حيث يتم توفير هذه البيانات بشكل فورى عبر جروب “واتساب” يشارك فيه جميع الوزارات والجهات المعنية والمحافظات ليتسنى لجميع الجهات اتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة للتعامل مع الأمطار الغزيرة والسيول”. 

واستطرد: “كما تقوم الوزارة بتخفيض مناسيب المياه بالترع والمصارف بالمناطق التي يشير التنبؤ لحدوث أمطار غزيرة بها حتى تتمكن شبكة المجاري المائية من استيعاب كميات المياه الإضافية، بالإضافة للمتابعة المستمرة من جانب الوزارة لضمان جاهزية محطات الرفع ووحدات الطوارئ للتعامل مع أي ازدحامات مائية”.

كيف نستفيد من زيادة كمية الأمطار؟

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة، إن التغيرات المناخية ساهمت بشكل كبير في الإسراع من الظواهر الطبيعية وبالتالي عدم الانتظام المناخي، مثل زيادة كميات هطول الأمطار عن الكميات الطبيعية في مدة قصيرة.

وأضاف كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ما حدث مؤخراً في حلايب وشلاتين مثال كبير على التأثير السلبي للتغيرات المناخية.

ولفت إلى أن ذلك الحزام المصري يستقبل باستمرار كميات من الأمطار في نفس التوقيت من العام، ولكن من المرشح أن تزداد باتجاه الشمال مع الوقت، وذلك بسبب التغيرات المناخية.

وأوضح أن الأمر سيكون أكثر خطورة إن لم يتم الاستفادة الصحيحة من هذه الكميات الكبيرة، مشيراً إلى ضرورة صرف كميات كبيرة من الاموال لإقامة بحيرات تقوم بتجميع هذه المياه للاستفادة منها في الشرب أو أيضاً في القطاع الزراعي، حيث يستهلك كميات كبيرة من المياه، أو عن طريق توجيه هذه المياه لنهر النيل مباشرة.