الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد انتظار 10 سنوات .. إطلاق أقوى صاروخ لبدء عودة البشرية للقمر

إطلاق صاروخ
إطلاق صاروخ

 

بعد أكثر من 10 سنوات من التطوير تم أخيرًا إطلاق نظام الإطلاق الفضائي( إس إل إس) التابع لـ وكالة ناسا وهو أقوى صاروخ تم بناؤه حتى الآن مما يشير إلى بداية مشوار عودة البشرية الذي طال انتظاره إلى القمر. 

وبحسب الخبير الفلكي المهندس ماجد أبو زاهرة،  تحلق مركبة أورايون الفضائية إلى القمر ضمن مهمة تستغرق 26 يومًا، بهدف إثبات أنها على أهبة الاستعداد لنقل رواد الفضاء، وعلى الرغم من عدم وجود رواد على متن مهمة  (أرتيمس I)، إلا أنه يمكن القول إنها الأكثر أهمية من بين جميع مهام برنامج أرتيمس المخطط لها.

إن عودة البشر إلى القمر بحلول عام 2025 ليست فقط هي الهدف ولكن القفزة التالية ستكون إلى كوكب المريخ الذي قد يبدو حلمًا بعيد المنال.

حقبة آرتميس

وعن  ظهور عصر استكشاف الفضاء التجاري جعل من السهل نسيان مدى صعوبة اختبار صواريخ جديدة كونها مشاريع خاصة، فشركات مثل (بلو اوريغن) و ( سبيس اكس) ليسوا ملزمين بنفس قيود الإنفاق العام مثل وكالات الفضاء كوكالة ناسا، لذلك بإمكانهم عمل الكثير من التجارب على الصواريخ وان كانت ستفشل عدة مرات باسم التطور السريع. 

لا يمكن لوكالة ناسا أن تتحمل مثل هذه المخاطر وهذا هو السبب في أننا انتظرنا كل هذا الوقت الطويل للعودة إلى القمر ولكنه حلم تحقق أخيرًا.

كان قد شاهد الجميع الإطلاق عبر البث المباشر لوكالة ناسا ، وقد كانت لحظة هدير انطلاق نظام الإطلاق الفضائي ( إس إل إس) في سماء الليل رائعة الجمال متبعًا خطى سلفه الصاروخ (ساترن 5) الأيقوني وهو يندفع في الهواء حاملا أمال وطموحات البشرية نحو عوالم جديدة ، والبداية بالعودة إلى القمر وإنشاء مستعمرات لوجود بشري دائم هناك.

وبقدر ما هي هذه اللحظة مثيرة فمن المهم أن نتذكر أن مهمة  (أرتيمس I) هي في الأساس تجريبية واختبار كامل لنظام الإطلاق الفضائي ( إس إل إس) الذي يبلغ ارتفاعه 98 مترًا وكبسولة طاقم أوريون، لذلك ما يزال العلماء في بداية الطريق وهناك الكثير لتحقيقه بعد الإطلاق الناجح.
فبدون إكمال مهمة (أرتيمس I) بنجاح لن تكون المركبة الفضائية آمنة لنقل الرواد وسوف تتقلص طموحات الاستكشاف المأهول لنظامنا الشمسي.

بالرغم من (أرتيمس I) هي مهمة اختبارية لذلك حتى لو واجهت أي عقبات فلن يكون هذا كارثيًا فهناك متسع من الوقت لإصلاح المشكلات البسيطة من الآن وحتى رحلة (أرتيمس II) الرحلة التجريبية المأهولة المقرر حاليًا في عام 2024.

إذا نجحت المرحلة التمهيدية ففي غضون بضع سنوات فقط ، فسيكون العالم على موعد مرة أخرى لكي يخطو الإنسان من جديد على سطح  القمر ولكن هذه المرة سنشاهد ذلك بدقة عالية.

إن برنامج أرتيمس سيمكننا من استكشاف القمر بعد 50 عامًا من التقدم العلمي مما يسمح لنا بفهم تاريخ الأرض بشكل أفضل والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ القمر إلا أن برنامج أرتيمس يتمحور فعليا حول الاستعداد لرحلة المريخ المأهولة.