الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبرزها العشر الأواخر من الكهف.. 4 أعمال تنير قبر الميت يوم الجمعة

أعمال تنير قبر الميت
أعمال تنير قبر الميت يوم الجمعة

أعمال تنير قبر الميت يوم الجمعة .. يوم الجمعة هو يوم العطايا والمنح ويعطى فيه للميت والحي من النعيم ما لا يعطى في غيره، ومن أعمال تنير قبر الميت يوم الجمعة قراءة سورتي الكهف ويس، وغير ذلك من الأدعية والذكر. 

أعمال تنير قبر الميت يوم الجمعة

1- قراءة أواخر سورة الكهف.. اختصّ الله تعالى أمّة محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام- عن غيرهم من الأُمم، بيوم الجمعة حيث روى أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (نَحْنُ الآخِرُونَ، ونَحْنُ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، بَيْدَ أنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هذا اليَوْمُ الذي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنا، هَدانا اللَّهُ له، فالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليَهُودُ غَدًا، والنَّصارَى بَعْدَ غَدٍ).

وروى أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).

ولقراءة سورة الكهف يوم الجُمعة العديد من الفضائل، فهى نورٌ لمن يقرؤها فقد ورد عن أبي سعيد الخُدريّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ). 

وتُستحبّ قراءة سورة الكهف كلّ يوم جُمعة، فقد كان الصحابيّ الجليل عبدالله بن عمر يقرؤها؛ لِما لها من الثواب والأجر الكبير، إلّا أنّ أغلب الأحاديث التي وردت في بيان فَضْل قراءتها ضعيفة الإسناد، ولكن يُؤخذ بها في فضائل الأعمال، كما أنّها تدعم بعضها الآخر، ولذلك فإنّ قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة سنّةٌ.

كما أن سورة الكهف نورٌ يضيء طريق الهداية لمن يقرؤها فهي تكفّ المسلم عن المعاصي والآثام، وتُرشده إلى طريق الخير والصواب، وقد تكون نوراً حقيقياً حسيّاً، كما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفر له ما بين الجمعتين).

وسورة الكهف تحمي وتحفظ قارئها من فتنة المسيح الدجال وذلك بحفظه لأوّل عشر آياتٍ منها، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكّد ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ). وما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه بحديثٍ طويلٍ يتعلّق بالدجّال: (فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ)، وقيل إنّها آخر عشر آياتٍ من سورة الكهف، كما ورد في الرواية التي أخرجها ابن حبّان: (مَن قرَأ عَشْرَ آياتٍ مِن آخِرِ الكهفِ عُصِم مِن الدَّجَّالِ).

وسورة الكهف من السور المستحبّ قراءتها يوم الجمعة إذ يستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، وقد أخرج السيوطيّ في الجامع الصغير: (من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه وبين البيتِ العتيقِ)، وسورة الكهف نورٌ بين الجُمعتين، كما ورد عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بينَ الجمعتينِ).

وقت قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة قراءة سورة الكهف لم تحدّد بزمنٍ، إنّما تكون في أي وقتٍ من يوم الجمعة، سواءً أوّل اليوم، أو آخره، أو أوسطه، دون تحديد أي مكانٍ، فتصحّ في المسجد، أو في الطريق إليه، وغير ذلك من المواضع، ويُعرف اليوم في الاصطلاح الشرعيّ ويُقدّر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إلّا أنّ وقت استحباب قراءة سورة الكهف يبدأ من ليلة الجُمعة، أيّ مساء يوم الخميس. 

2- قراءة سورة يس

قراءةُ القرآن من أفضل العبادات التي يَتقرَّب بها المسلمُ إلى ربه، فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته سواء كان ذلك في منزله أو في المسجد أو بعد صلاة الجنازة أو قبلها أو عند القبر كلُّ ذلك جائزٌ شرعًا.

وقد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قراءة القرآن للميت بعد وفاته؛ فقد رُويَ عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقْرَءُوا عَلَى مَوْتَاكُمْ يس». رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان، وعن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مَيِّتٍ يُقْرَأُ عليه سورة يس إِلَّا هُوِّنَ عَلَيْهِ» رواه الديلمي في "مسنده".

3- الاجتماع للذكر والدعاء جاء الشرع الشريف بالدعوة إلى الاجتماع والتعاون بين المسلمين في أعمال الخير والبر؛ فقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، ومن حثه على ذلك كان الأمر بالاجتماع على ذكر الله، حيث إن الاجتماع على ذكره تعالى من أفضل العبادات؛ قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وجاءت النصوص من السنة النبوية ببيان ما أعده الله تعالى للمجتمعين على ذكره من جزيل عطائه؛ فهم ممن تحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده؛ فروى مسلم في "صحيحه" عن الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أنه قال: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

4- إخراج الصدقات

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
والصدقة الجارية بحسب دار الإفتاء: ما يوقف أصله وينتفع بثمرته، أو ما ينتفع به مع بقاء عينه؛ كالعقار والأرَضين، والحيوان والسلاح والنخل والآبار وما أشبه ذلك.
ومن أمثلة الصدقة الجارية: التبرع لبناء مسجدٍ، أو مكتب لتحفيظ القرآن، أو ملجأ للأيتام، أو مستشفًى خيري لعلاج فقراء المسلمين، وما إلى ذلك مما فيه نفعٌ دائمٌ مستمرٌّ فترةً طويلةً.