الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سورة الكهف ليلة الجمعة .. هل تنجي صاحبها من سؤال الملكين؟

سورة الكهف ليلة الجمعة
سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها

سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها .. يكثر البحث عن فضل سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها، خاصة مع دخول ليلة الجمعة، فهل تشفع وتنجي سورة الكهف صاحبها من سؤال الملكين؟

وفي التقرير التالي نوضح فضل قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة، وما يتعلق بنجاة قارئها من سؤال الملكين في القبر.

سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها

وسورة الكهف من سنن يوم الجمعة الثابتة التي جاء في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ودلت الآثار على عظم ما تفعله لصاحبها خلال مرحلة الفتن السابقة ليوم القيامة بداية من المسيح الدجال وصولاً لفتن المال والعلم وغيرها من الفتن الثابتة في سورة الكهف.

وقراءةُ القرآن الكريم جماعة أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الدالة على استحباب قراءة القرآن؛ كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29]، وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى غير ذلك من النصوص المطلقة.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»، وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة".

ولم ترد في سورة الكهف أنها تنجي من سؤال الملكين، إلا أنه وبحسب مجمع البحوث الإسلامية فإن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم، وصراطه المستقيم، ودستوره القويم، وسورة الملك واحدة من السور، التي وردت في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعظيم فضلها .

وأضافت لجنة الفتوى بالمجمع أن سورة الملك عرفت باسم السورة المنجية من عذاب القبر والمانعة عنه، وهي واحدة من السور المكيّة، وهي السورة الأولى من جزء تبارك الجزءِ التاسع والعشرين، مستدلة بحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: ((مَن قرأ تبارك الذي بيده الملك كلَّ ليلة منعَه اللهُ بها من عذاب القبر، وكنّا في عهد رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- نسمّيها المانعة؛ لِما تمنعُ عن صاحبها من شرٍّ وتنجيه من العذاب والألم في القبر ويومِ القيامة)).

كيف ينجي المرء نفسه من عذاب القبر؟

فتنة القبر ثابتة لا محالة فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: (إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولَانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولَانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي . فَيَقُولَانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) صحيح الترمذي .

وحول كيف ينجي المرء نفسه من عذاب القبر، قال الدكتور فتحي الفقي، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنّ المسلم كي ينجي نفسه من عذاب القبر عليه أن يقدم من أجل ذلك، الاستعداد لسؤال الملكين حيث قال رسول الله «إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمنا، كانت الصلاة عند رأسه، والصيام عن يمينه، والزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من يمينه، فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى من يساره، فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان ما قبلي مدخل فيقال له اجلس، فيجلس وقد مثلت له الشمس وقد أخذت في الغروب فيقال له هذا الرجل الذي كان فيكم، ما تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستصلي، أخبرنا عما نسألك عنه..» الحديث.

وأضاف، في تصريحات له، أن المسلم لن يستطيع الإجابة على سؤال الملكين إلا إذا كان موفق في حياته، وذلك من خلال الالتزام بمنهج الله، وأن يؤدي أمانة الله، كما أنه يجب أن يؤدي كل العبادات ليستطيع أن ينجي نفسه من عذاب الله، ويؤدي عمله فالعمل عباده، حيث إذا أدى ما عليه سيوفق في حياته وبالتالي يوفق في الإجابة على سؤال الملكين، وينجي نفسه من عذاب الله.

وشدد على أن الشخص الذي يفعل المحرمات في حياته ويتحمل السيئات فسوف يختم له بذلك، فكيف يختم له بمعصية ويرد النجاة من عذاب القبر، فالمسلم لا بد أن يظل قائم على طاعة الله إلى أن يموت، فالدعاء لا يستجاب بدون الأخذ بالأسباب، لافتاً إلى أن دعاء النجاة من عذاب القبر دعى به رسول فقال: «اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من عذابِ النَّارِ وفتنةِ النَّارِ وفتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ».