الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عن هيئة الكتاب.. ننشر قصة “المومياء” من “حديقة ألعاب للكبار”

قصة “المومياء” من
قصة “المومياء” من “حديقة ألعاب للكبار”

صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب القصص القصيرة “حديقة ألعاب للكبار” تأليف أحمد قاصد كريم.

الكتاب فى 100 صفحة من القطع الصغير وطرحتها الهيئة بسعر 14 جنيها للنسخة، ويتوافر بمنافذها، ويضم 32 قصة صنفها المؤلف بين “ألعاب سينمائية، ألعاب الموت، ألعاب الخوف، ألعاب الكتابة، ألعاب رومانسية”.

والمؤلف أحمد قاصد كريم كاتب سردي ومسرحي وعضو أتيليه الإسكندرية، وصدرت له مجموعة قصص قصيرة ورواية ومسرحيتان من قبل.

ومن أجواء المجموعة نقرأ من قصة “المومياء ”:

المومياء

أهكذا عيشنا؟، تلك الجملة الفارقة التي ظل يلقيها أحمد مرعي لحظات ظن الجميع أنها ذروة الحدث في أحداث الفيلم، فرج في الجمهور والنقاد والرقابة على المصنفات الفنية عندما استولى مندوب الحكومة القوي على باقي التوابيت التي تحوي مومياوات الأجداد، وحملها زملاؤه من أصحاب السترات الرسمية في مشهد جليل بين صخور الجبل الوعرة، ظنوا وقتها أن الخير قد النصر حتى إنهم منحوا الفيلم ثقتهم وبعض الجوائز وظلوا يحتفلون بميل صانع الفيلم حتى بعد وفاته. لم يدرك الجميع وقتها أن هناك كنوزا أخرى في أماكن عليا منتشرة عبر البلد كلها، وأن أصحاب الرداء الأسود الذين كانوا يمثلون أدوار الشر في الفيلم قد خلعوا رداءهم هذا وارتدوا منه أخرى سوداء وأخرى ملونة في أفلام أخرى؛ تعلموا فيها الدرس المؤلم الذي لقنته لهم الحكومة الحازمة في هذا الفيلم.

في الأفلام الأخرى، تقربوا إليها حتى منحتهم مودتها، أقاموا لها الولائم حتى امتلأت معدتها ولم تستطع الحركة برشاقة، أسكنوا رجالها الأقوياء في فيلات مخملية، أهدوهم نساء نهمة أنهكت عافيتهم.

صاهروا الحكومة، حتى صار هناك جيل جديد من حفدة من خلعوا الرداء الأسود يتقدم حثيثا بين أروقة النظام.

 عندما أعادوا إنتاج الفيلم، حمل الحفدة التوابيت في حراسة أصحاب السترات الرسمية، يقف في خلفية المشهد من بقي من أهل قبيلة الحربات، لم يكونوا يرتدون وقتها الرداء الأسود الأيقوني؛ بل كانوا يرتدون أسمالًا بالية تستر بالكاد عوراتهم، يحملون الفؤوس التي يزرعون بها الأرض الطيبة التي لم تظهر في الفيلم الأول.

لم يكن في المشهد الجديد أحمد آخر، كان هناك رجل جالسا على جانب الطريق الذي سارت عليه الشاحنات المحملة بالتوابيت، لم تتبين الكاميرا ملامحه بدقة، إلا أن صوته سمع جلنا مرعي

مع موسيقى حزينة وهو يتساءل:

– أهكذا عيشنا ؟