EN 
عقدت اليوم بمقر جامعة الدول العربية، الدورة 156 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، والذي يأتي وسط تحديات كبيرة تواجهها المنطقة العربية والمنطقة الشرق الأوسط ككل، خاصة في ظل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الساحة الاقتصادية والسياسية.
كلمة أمين عام جامعة الدول العربية
وخلال كلمته الافتتاحية للدورة، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الازمات التي عاشها العالم، سواء جائحة كورونا أو الأزمة الروسية الأوكرانية أوضحوا أن القضايا والمشكلات العالمية مرتبطون في سلسلة متصلة.
وأضاف أبو الغيط، أن الطاقة والأمن الغذائي والتغير المناخي جميعهم مرتبطون بالأمن العالمي والدول الكبرى، منوها بأن المنطقة العربية تتابع ما يجري الساحة الدولية من تطورات وتغيرات.
وأشار إلى أن تجمد المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية يعد جريمة في حق مستقبل كافة الشعوب في هذه المنطقة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني له الحق أن يكون ضمن المستقبل.
ولفت إلى أن إسرائيل تمارس القمع والاحتلال تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، بالرغم من رفض واستنكار المجتمع الدولي لاحتلال دول أخرى من العالم.
وتابع أبو الغيط: "ما يحدث من ازدواجية المعايير يوضح أن هناك معيار لاحتلال فلسطين مختلف عن احتلال غيرها من الدول"، مشددا على ضرورة انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد أمين عام جامعة الدول العربية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الحل لاستقرار المنطقة، مشددا على أن القضية الفلسطينية قضية عربية حية مستمرة حتى يتم حلها.
الانسحاب المصري من الجلسة الافتتاحية
كما شارك السفير سامح شكري، وزير الخارجية، في الاجتماع الوزراء، ولكنه انسحب برفقه الوفد المرافق له من الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب، وجاء ذلك بسبب تولي نجلاء المنقوش الممثلة للحكومة الليبية المنتهية ولايتها، رئاسة أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب.
أوضح السفير أبو زيد أن هذا الموضوع كان محل نقاش في الاجتماع التشاوري لـ وزراء الخارجية العرب قبل بدء الجلسة الرسمية.
وأضاف: "علينا الانتظار لما ستسفر عنه اجتماعات المجلس على مدار اليوم في هذا الشأن".
ولكن في المقابل، شارك شكري في اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، التي تعقد على هامش الاجتماع الوزاري.
ترأس عمان للاجتماع الوزاري
وعلى خلفية الأزمة التي حدثت وانسحاب الوفد المصري من الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب، ترأس بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية سلطنة عمان، اجتماع الدورة بدلا من نجلاء المنقوش الممثلة للحكومة الليبية المنتهية ولايتها.
وفي كلمته أشار وزير الخارجية العماني، إلى القضية العربية المركزية وهي فلسطين؛ مؤكدا على أهمية إرساء الحل العادل للشعب الفلسطيني وذلك بالاعتراف بـدولـة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وحـدود عام 1967 وانضمامها للعضوية الكاملة لدى الأمم المتحدة.
كما تطرق إلى تطلع سلطنة عمان إلى عودة التضامن العربي بعودة الجمهورية العربية السورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وذلك انطلاقاً من الإيمان بالثوابت العربية الأصيلة التي تعمل جميع الدول على ترسيخها وتعزيز وشائج الصلات نحو تحقيق الطموح والاهداف المرجوة.
بلورة رؤية عربية مشتركة
ومن جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الاجتماع الدوري لوزراء خارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية، يأتي في توقيت بالغ الدقة في ظل ظروف وتحديات صعبة يمر بها العالم، وتأتي بعد مشاورات وتنسيق عربي عربي بين قادة الدول العربية مؤخرا بشكل مكثف.
وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاجتماع سيخرج ببلورة رؤية عربية مشتركة وموحدة لمواجهة التحديات الراهنة سواء على صعيد الأزمات في اليمن وليبيا والعراق وسوريا والسودان، فضلا عن الأزمات العالمية كأزمة كورونا والأزمة الأوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة والغذاء .
ولفت إلى أن توقيت هذا الاجتماع مهم للغاية كونه يسبق القمة العربية المرتقبة في الجزائر والتي تتطلب التنسيق والتشاور ورفع مخرجاتها لهذه القمة .
