الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قتال شوارع عنيف .. مقتل أربعة أشخاص في اشتباكات بالبصرة

اشتباكات في العراق
اشتباكات في العراق

قال مسؤولون أمنيون في العراق اليوم الخميس، إن الاشتباكات بين متشددين شيعة متناحرين في مدينة البصرة العراقية، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في الوقت الذي ضربت فيه أعمال عنف ناجمة عن أزمة سياسية متفاقمة جنوب البلاد.

وبدأت الاضطرابات بقتال شوارع عنيف على مدى يومين في بغداد في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وهو أسوأ قتال تشهده العاصمة العراقية منذ سنوات.

وترقى الأزمة إلى صراع على السلطة بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران والجماعات شبه العسكرية.

وحاول الجانبان فرض سيطرتهما على تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات في أكتوبر. 

وبدأ الصراع بتحركات سياسية في البرلمان والقضاء، وخرج إلى الشوارع مع انسحاب الصدر من العملية السياسية وتنظيم احتجاجات خلال الصيف، ثم تحول إلى أعمال عنف في نهاية أغسطس الماضي.

وترك المشهد العراق، الذي يعاني من سنوات من الحرب والعقوبات والحرب الأهلية والفساد بدون حكومة لأطول فترة منذ الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أطاح بنظام الرئيس صدام حسين.

تحذير مقتدى الصدر

وجه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، اليوم الخميس، تحذيرا لزعيم مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي المدعوم من إيران، بشأن أحداث محافظة البصرة.

واندلعت اشتباكات مسلحة في محافظة البصرة العراقية، فجر الخميس، على خلفية اغتيال قيادي بارز في ”سرايا السلام“ الجناح المسلح للتيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر.

ولاحقا، شن عناصر من سرايا السلام، هجوما مسلحا كثيفا على القصور الرئاسية قرب شط العرب في محافظة البصرة، التي تضم مقرات لفصائل في الحشد الشعبي، بعد استهدافها بعدد من الصواريخ وقنابل الهاون.

وذكر الصدر عبر حساب على "تويتر” باسم ”وزير القائد – صالح محمد العراقي“: "أحذرك يا قيس إذا لم تكبح جماح مليشياتك وإذا لم تتبرأ من القتلة والمجرمين التابعين لك أو تثبت أنهم لا ينتمون إليك“.

وأضاف الصدر مخاطباً الخزعلي ”كفاك استهتارا بدماء الشعب أيا كانوا، فإن أعطيت لنفسك الولاية بقتل اتباعك مثل: ابا ذر فلا يعني انك تنصب نفسك جلادا، والحشد براء منك“.

ومن جهته، رد الخزعلي في بيان له على ما جاء سابقاً، وقال: ”عليكم بحق الحسين عليه السلام ألّا يردَّ منكم أي رد سلبي على الإساءات التي توجه إليّ شخصياً“.

وأضاف: ”هناك من يتربص بنا ويريد تأزيم الأمور فوتوا الفرصة عليهم، و أفشلوا مخططهم بالسكوت ضرورة عدم إفشال إحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين غلق مكاتب الحركة كافة وإلى إشعار آخر أي مكتب يُراد حرقه، فليحرقوه، ولا تهتموا لذلك فسيعوضكم الله عن ذلك عوضا كبيرا لا تتوقعونه“.

ويوم الثلاثاء، انسحب أنصار التيار الصدري المحتجون من المنطقة الخضراء في بغداد، بعد دعوة زعيمهم لهم بأن ينسحبوا خلال 60 دقيقة.

المعارك الأخيرة

وشهدت المنطقة الخضراء، منذ الاثنين الماضي، اشتباكات دامية، اندلعت إثر احتجاجات نفذها أنصار الصدر على خلفية إعلانه اعتزال الحياة السياسية.

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن جميع القادة في العراق إلى الانخراط في حوار وطني لصياغة طريق مشترك للمضي قدما بما يتفق مع دستور العراق وقوانينه.


وجاء ذلك، حسب ما نشره البيت الأبيض في بيان صحفي عبر موقعه الالكتروني، اليوم الخميس خلال مكالمة هاتفية بين بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمناقشة دعم الولايات المتحدة لعراق مستقل وذو سيادة. 


وأشاد بايدن بأداء القوات الأمنية العراقية وبقيادة الكاظمي للأوضاع خلال تصاعد وتيرة التوترات والعنف على مدار 24 ساعة في وقت سابق من هذا الأسبوع، معربا عن خالص تعازيه لأسر الشهداء في المعارك الأخيرة.


وأعرب عن دعمه الكامل لجهود الكاظمي لتهدئة التوترات في المنطقة من خلال الحوار والدبلوماسية.
ورحب الزعيمان، بحسب البيان، بعودة الأمن إلى شوارع العراق واتفقا على البقاء على اتصال خلال الأسابيع المقبلة.

وأصدرت خلية الإعلام الأمني في العراق اليوم الخميس، بيانًا عاجلاً بشأن الاشتباكات التي اندلعت منذ قليل في محافظة البصرة جنوبي العراق بين عدة فصائل مسلحة.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية في بيانها الذي نشرته وكالة أنباء العراق "واع": "القوات الأمنية منتشرة بشكل تام في البصرة وألقت على عدد من المشتبه بهم وتقوم بواجباتها".

وأضافت: "ما حدث في البصرة جريمة قتل أدت أيضا إلى جريح والأوضاع الأمنية في البصرة مسيطر عليها والهدوء التام يسود المدينة".

واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر سرايا السلام وعصائب أهل الحق المنشقة عن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة توثق لحظة اندلاع الاشتباكات.

وجاءت أعمال العنف في العراق في أعقاب سلسلة اشتباكات حدثت في مناطق مختلفة، أبرزها المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، وذلك بعد أن أعلن مقتدى الصدر اعتزاله الحياة السياسية.

تعثر تشكيل الحكومة
ويأتي ذلك في أعقاب عدم توافق الجماعات السياسية في العراق على تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أكتوبر العام الماضي، والتي فازت فيها كتلة الصدر بأغلبية الأصوات.

ووقعت معظم الاشتباكات في المنطقة الخضراء، وهي منطقة تخضع لتأمين مشدد، نظرا لتمركز أبنية حكومية ومنظمات دولية بها في وسط بغداد.

وفي ظل تعليق الجلسات البرلمانية وفرض حظر تجول مؤقت في شتى أرجاء البلاد بسبب أعمال العنف، أغلقت إيران حدودها مع العراق، كما دعت الكويت مواطنيها إلى مغادرة البلاد وسط التصعيد.

حظر تجول


وأعلن مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، حظر تجول شامل على مستوى البلاد في أعقاب الاضطرابات، كما علق اجتماعات مجلس الوزراء وناشد الصدر من أجل التدخل ووقف القتال.

واستجابة لذلك أمر الصدر أنصاره بالانسحاب من خارج البرلمان، وأعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على استخدام جميع الأطراف السلاح، بحسب قوله. كما اعتذر للشعب العراقي عن أعمال العنف، وأمر أنصاره بوقف احتجاجاتهم.

خارطة طريق


وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة تدعم استقلال العراق وسيادته، داعيًا جميع القادة العراقيين إلى الانخراط في حوار وطني لوضع خريطة طريق من أجل الخروج من الانسداد الحالي، بما يتوافق مع دستور العراق وقوانينه.

وكانت السفيرة الأمريكية لدى بغداد آلينا رومانوسكي، شددت، الأربعاء، على الهدوء وضبط النفس والحوار بين جميع الأطراف. وقالت رومانوسكي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "نشعر ببالغ الأسى مع الأسر المفجوعة التي فقدت أحباءها خلال تظاهرات الأيام القليلة الماضية، ونتمنى الشفاء العاجل للكثيرين الذين ما زالوا مصابين"