EN 
يشهد العالم موجه عنيفة من التغيرات المناخية التي تسبب في العديد من الكوارث الطبيعية، متمثلة في أكبر موجه حرائق الغابات، إلى جانب فيضانات وزلازل تضرب مناطق شرق ووسط أسيا، حيث فقدت باكستنان خلال موجه الفيضانات التي تتعرض لها حوالي 1061 شخصا، فيما احترق في أوروبا أكبر مساحة غابات مسجلة منذ عام 2006.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الكوراث الطبيعة التي تعرض لها العالم منذ شهرين وحتى الآن.
زلازل تضرب إندونسيا
ضرب زلزال بقوة 6.1 ريختر سواحل جزيرة سومطرة في إندونيسيا، وهو الزلزال الثالث الذي يضرب المنطقة أمس، حسب ما أعلنته الوكالة الإندونيسية للأرصاد الجوية وعلوم المناخ والجيوفيزياء، مشيرة إلى أنها رصدت وقوع الزلزال قبالة جزر مينتاواي التي تقع أمام الساحل الغربي لسومطرة في حوالي الساعة 10:30 صباحا بالتوقيت المحلي، فيما لم يصدر أي تحذير من حدوث موجات مد تسونامي.
وضربت الزلازل الثلاثة المتتالية المنطقة في الساعات الأولى من اليوم الأثنين، حيث جرى تسجيل هزة بقوة 5.2 درجة قبل الفجر، تبعها زلزال بقوة 5.4 درجة بعد أقل من ساعة، فيما شعر السكان بالزلزال الذي بلغت قوته 6.1 درجة لعدة ثواني في جزر مينتاواي وفي العاصمة الإقليمية بادانج وفي منطقة بوكيتنجي الجبلية.
كان زلزال بلغت قوته 7.6 درجة، قد ضرب مدينة بادانج في 2009 وراح ضحيته أكثر من 1100 شخص، متسببا في دمار على نطاق واسع.
الفيضانات تقتل 1061 شخصا بباكستان
وفي وسط أسيا أدت الفيضانات في باكستان إلى سقوط 1061 قتيلا، والتي نتجت عن الأمطار الموسمية منذ مطلع يونيو الماضي، حسب ما أعلنته الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، مشيرة إلى أن 28 شخصا لقوا حتفهم خلال الـ 24 ساعة الماضي، فيما تحاول السلطات الوصول إلى البلدات المعزولة الواقعة في المناطق الجبلية شمال البلاد.
في تصريحات للمسؤولين أكدوا أن الفيضانات أثرت على حياة 33 مليون شخص أو ما يعادل واحد من كل سبعة باكستانيين، كما ودمرت حوالي مليون منزل، فيما قال مكتب الشؤون الإنسانية، بهيئة الكوارث التابعة للأمم المتحدة، إن 184 ألف شخص نزحوا من مناطقهم بسبب الفيضانات، مع توقع ارتفاع الرقم في الأيام القادمة.
كما أعلن وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري، الأحد الماضي، أن بلاده تحتاج مساعدات مالية للتعامل مع الفيضانات العارمة، معربا عن أمه في أن تتحرك المؤسسات المالية مثل مثل صندوق النقد الدولي للحد من التداعيات الاقتصادية للكوراث الطبيعية التي تتعرض لها باكستان.
الجفاف والحرائق تضرب المغرب
المغرب أيضا يواجه عددا من الكوارث الطبيعية المتنوعة بين حرائق الغابات وموجة الجفاف، الأكبر من 4 عقود، وتزداد المخاوف من تداعياتها، خاصة لأن مخزون السدود المغربية لا يتعدى 27% من طاقتها، وتصنف المغرب تحت خط ندرة المياه الذي تحدده المنظمة العالمية للصحة بـ1700 متر مكعب للفرد سنويا بينما لا تتجاوز هذه الحصة 600 متر مكعب.
البنك الدولي أكد أن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل وموجات الجفاف، تسبب في خسارة المغرب لأكثر من 575 مليون دولار سنوياً.، فيما تعد كازبلانكا من بين أكثر البلدان تعرضاً للمخاطر المرتبطة بالظواهر الجيولوجية والمناخية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبعيدا عن موجه الجفاف الشديدة التي تتعرض لها المغرب، شهدت أيضا حرائق غابات على مساحات هائلة متسببة وتسبب حريق ما يقارب 100 هكتار من الغطاء النباتي في عدة وفيات فيما وأجلَت فرق الإنقاذ 712 أسرة من 13 قرية بعيداً عن أماكن الخطر.
ويخطط المغرب لإطلاق برنامج إعادة تشجير لحوالي 9 آلاف هكتار من الغابات ودعم المزارعين وإعادة بناء البيوت المتضررة، ورصدت للبرنامج ميزانية بلغت 290 مليون درهم، أي ما يعادل 28 مليون دولار.
حرائق الغابات تضرب الجزائر وتونس
وتواجه الجزائر وتونس، موجة غير مسبوقة من الحرائق، أيضا حيث وجه وزير الزراعة والتنمية الريفية الجزائري، محمد عبد الحفيظ هنى، تعليمات بضرورة التكفل فيما يخص الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات التى شهدتها بعض الولايات مؤخرا، وفق بيان للوزارة.
كما نشبت حرائق كثيرة وضخمة فى غابات تونس بولايتى باجة وجندوبة المتجاورتين فى مناطق طبرقة وعين دراهم وفرنانة وفى غابات على الحدود مع الجزائر، بعدما تسببت موجات من الرياح الساخنة فى توسيع رقعة الحرائق، واندلع أيضا حريق ضخم بغابة جبل زاوية المقايز التابعة لمعتمدية الهواية بتونس.
حرائق الغابات في أوروبا
أما أوروبا، فقد تسببت حرائق الغابات التي اندلعت في أنحاء أوروبا هذا الصيف في احتراق ثاني أكبر منطقة مسجلة، على الرغم من أن المنطقة لا تزال في منتصف موسم الحرائق المعتاد، وذلك وفقا لبيانات مركز الأبحاث المشتركة التابع للاتحاد الأوروبي، حيث تعاني عشرات الدول في أوروبا من حرائق كبيرة هذا العام.
أظهرت البيانات أن حرائق الغابات أتت على أكثر من مليون و484 ألف فدان في دول الاتحاد الأوروبي هذا العام حتى الآن، وتعد هذه ثاني أكبر مساحة إجمالية على الإطلاق لحرائق الغابات منذ عام 2006، عندما بدأت عملية التسجيل، وفي عام 2017، احترق نحو مليوني و441 فدان.
