الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا والحمى والكوليرا.. العراق محاصر بين 3 أوبئة| ماذا ستفعل الحكومة؟

الأزمة الصحية في
الأزمة الصحية في العراق

يشهد العراق هذه الأيام أزمة صحية كبيرة تتمثل في انتشار 3 أمراض وهي الموجة الخامسة من كورونا وانتشار الحمى النزفية، وعودة وباء الكوليرا مرة أخرى.

وتبذل الحكومة العراقية جهودا كبيرة لحل هذه الأزمات، والتي أثرت على كثير من المواطنين العراقيين وكافة القطاعات والقطاع الطبي بشكل خاص.

العراق يشهد موجة خامسة لكورونا

ويشهد العراق منذ أسبوعين ارتفاعا في إصابات فيروس كورونا، عقب دخول العراق في الموجة الخامسة من كورونا، تزامن ذلك مع ارتفاع الإصابات بالحمى النزفية والكوليرا.

ونستعرض في التقرير التالي الأزمة الصحية في العراق والمستجدات المتعلقة بالموجة الخامسة من كورونا وانتشار الحمى النزفية ووباء الكوليرا، والتي كانت كالتالي:

كانت أعلنت وزارة الصحة العراقية دخول البلاد الموجة الخامسة من وباء كورونا، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر استعداد جميع المؤسسات في وزارة الصحة للتعامل مع الموجة الخامسة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وحذر البدر من موجة خامسة من الفيروس التاجي والتي ستكون حدتها مرتفعة، مؤكدا أن احتواء هذه الموجة يعتمد على تلقي اللقاح والالتزام بالإجراءات الوقائية.

وتوقع أن تكون هناك زيادة تدريجية في أعداد الإصابات بكورونا خلال الأيام المقبلة، منوها إلى أن عدد الملقحين ضد كورونا هو 11 مليون شخص من أصل 42 مليونا.

وطالب المتحدث باسم الصحة العراقية جميع المواطنين العراقيين بضرورة التوجه إلى مراكز التلقيح لتلقي لقاح فيروس كورونا، مشيرا إلى توافر اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية في العراق.

ويذكر أن العراق سجل منذ تفشي فيروس كورونا في 2020، حتى الآن أكثر من مليونين و300 ألف حالة إصابة، و25231 ألف حالة وفاة، وشهد العراق حتى الأن 4 موجات من كوفيد 19، كان أشدها فتكا الموجة الثالثة، فيما كان أكثرهم انتشارا الموجة الرابعة.

العراق يسجل حالات كوليرا جديدة

ومن ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة العراقية، تسجيل 21 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالكوليرا، فيما أشارت إلى أنه تم تسجيل 3 إصابات وحالتي وفاة بالحمى النزفية.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر: "سجلنا 21 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا، منها 10 إصابات جديدة في كركوك و7 إصابات في ذي قار و2 في بغداد الرصافة واصابة واحدة في كل من واسط وبغداد الكرخ".

وأضاف البدر، أن هذه الإصابات الجديدة تضاف إلى الإصابات التي أعلن عنها سابقاً ليكون المجموع 160 إصابة مؤكدة بالكوليرا، وحالتي وفاة الأولى في كركوك والثانية في بغداد.

ولفت أن الإصابات منها: "80 إصابة في كركوك و37 إصابة في الرصافة و13 في ذي قار، إضافة إلى محافظتي السليمانية وديالى 10 إصابات في كل محافظة منهما، وفي المثنى 3 إصابات وفي بابل وبغداد الكرخ وواسط اصابتان في كل منها، وفي النجف حالة كوليرا واحدة".

وبشأن إصابات الحمى النزفية، أوضح البدر، أن "الوزارة سجلت 3 إصابات جديدة مؤكدة بالحمى النزفية"، لافتا الى أن "الوزارة سجلت حالتي وفاة جراء الإصابة بالحمى النزفية".

وأضاف، أن "مجموع الإصابات ب الحمى النزفية بلغت منذ بداية العام الجاري 230 حالة منها 38 وفاة".

الأمراض وعملية التمويل الصحي

ومن جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور رائد العزاوي، إن الكوليرا والحمى النزفية ظهرا نتيجة لسوء التمويل الصحي في بعض المناطق شمال العراق، وأن الحكومة المركزية العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي اتخذت إجراءات متعددة لمواجهة هذه الأمراض ومواجهة المخاطر وتهدئة الأوضاع الصحية، بسبب الأخطاء الكبيرة التي أرتكبت في السنوات الماضية والتي أدت إلى هذا الأن وخاصة في القطاع الصحي تحديدا.

وأضاف العزاوي في تصريحات لـ"صدى البلد"، نحن الأن نواجه الموجة الخامسة لكورونا بقوة، وأن حكومة الكاظمي اتخذت خطوات كثيرة في مواجهة كورونا، وبدأت الأعداد تقل ولكن تبقى الجهود المبذولة ضعيفة، لأن القطاع الصحي يواجه تراكمات سنين طويلة من الإحباط، وبالتالي هذه الجهود هي جهود ضعيفة إن لم يكن هناك خطوات أخرى من قبل المواطنين والقطاعات الأخرى والمؤسسات والشركات، وأن تكون داعمة وموازية لخطوات وجهود الحكومة لتجاوز هذه الأزمة.

وأوضح العزاوي، أن الحمى النزفية ظهرت في جنوب العراق، وبعض الحالات المصابة بالكوليرا ظهرت في السليمانية شمال العراق، مضيفا الحكومة قدمت الكثير من الجهود والدعم الطبي والمراقبة الطبية للمناطق التي وقعت فيها حالات الحمى النزفية، ولا تزال توجه جهودها لمواجهة أي وباء يأتي على البلاد.

وأضاف العزاوي، أن الحكومة العراقية قدمت مبالغ كبيرة لتقديم الدعم الصحي في القطاع الطبي، وتابع: “ربما العراق هو أكثر البلاد التي تضررت في فترة كورونا، ووجهت حكومة الكاظمي الكثير من الجهود في هذه الفترة لواجهة كورونا، واستطاعت أن تتجاوز الأزمة”.

وأكد العزاوي، أن الأزمة في العراق هي أزمة قديمة ليست وليدة اللحظة وليست وليدة الثلاث سنوات الماضية، فهي وليدة سنوات طويلة منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، مشيرا إلى أنه حتى يومنا هذا يواجه القطاع الصحي في العراق الكثير من المشكلات الكثيرة والمتعددة بسبب الإهمال وعدم وجود استراتيجيات محددة لتطوير ومساعدة القطاع الصحي، خاصة أن الكثير من الكوادر الطبية العراقية هاجرت العراق لدول وقطاعات وجهات أخرى عربية وغير عربية.

أزمة قديمة وليست وليدة اللحظة

واختتم أن هناك جهودا للاستقرار وجهود للعمل المتواصل لمواجهة تحديات الأزمات في البلاد، وهناك الحكومة التي استطاعت أن تواجه إلى الآن العديد من الأزمات وأن تتجاوزها، وهناك جهود كبرى بعد إقرار الأمن الغذائي لتطوير القطاع الصحي.

ويذكر أن الكوليرا انتشرت في القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، واندلعت بعد ذلك 6 جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.

وبداية ظهور الجائحة الحالية، وهي الجائحة السابعة، كان في جنوب آسيا عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا عام 1971 ثم إلى الأمريكتين عام 1991، وانتشرت الكوليرا الآن في العديد من البلاد حول العالم، وفق منظمة الصحة العالمية.