الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخاطر الإفراط في استخدام المضادات الحيوية للأطفال .. خطوات يجب اتباعها

المضادات الحيوية
المضادات الحيوية للأطفال.. مابين عدم الوعي والإهمال

يعتبر استخدام المضادات الحيوية  للأطفال الصغار أمرًا خطيرة للغاية؛ حيث إنها تغلي مناعتهم بالتدريج وتضعفها، وذلك على الرغم من أهميتها في بعض الحالات الخطيرة، إلا أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية لا يحبذ للأطفال.. لذا سنقوم بالتطرق لكل ما يخص المضادات الحيوية واستخداماتها ما بين عدم الوعي والإهمال.

 

المضادات الحيوية  للأطفال.. مابين عدم الوعي والإهمال 

 

خطوات يجب اتباعها قبل حصول الطفل على مضاد حيوي 

 

هناك العديد من خطوات يجب اتباعها بل حصول الطفل على مضاد حيوي، وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية أدوية فعالة ضد الأمراض البكتيرية ولكن ليس ضد الأمراض الفيروسية. لكن استخدامها المستمر والخاطئ يبطل مفعولها.

ومن أبرز خطوات التي يجب اتباعها بل حصول الطفل على مضاد حيوي، يجب أن يشعر طفل بالمرض أو يصاب مثلاً بالحمى أو التهاب اللوزتين، يذهب الوالدان به إلى الطبيب، الذي يصف له مضادات حيوية. 

ويعتقد بعض الآباء والأمهات أن المضادات الحيوية غير ضارة.، إلا أنه تشدد الجمعيات الألمانية التخصصية، مثل الجمعية الألمانية لطب الأطفال والأمراض المُعْدِية، على أن الأطفال المرضى يجب ألا يتناولوا المضادات الحيوية إلا عند الضرورة القصوى.

وأشارت الجمعيات الألمانية التخصصية أن الحالات التي يمكن للأطفال أن يحصلوا على مضاد حيوي في حالة أن يعاني من مرض بكتيري وليس فيروسي. وهذا ينطبق على المرضى البالغين أيضاً، ذلك لأن المضادات الحيوية لا تستطيع فعل أي شيء ضد الفيروسات، التي غالباً ما تسبب السعال وسيلان الأنف.

كما يحذر باحثون أمريكيون من أن الإفراط في إعطاء الأطفال في سن النمو المضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل الحساسية والسمنة. ومن المهم جداً أن يتم إجراء الأبحاث عن كثب على مثل هذه الآثار الجانبية على المدى الطويل.

 

المضادات الحيوية  للأطفال.. مابين عدم الوعي والإهمال 


انواع التحاليل اللازمة قبل حصول الطفل على مضاد حيوي 

 


وهناك بعض انواع من التحاليل اللازمة بل حصول الطفل على مضاد حيوي؛ وذلك لأن المضاد الحيوي فعال ضد المرض البكتيري لا الفيروسي، ومن الممكن إجراء فحص يسمى "سي آر بي" لمعرفة ما إذا كان سبب المرض هو البكتيريا أم الفيروسات. 

ويقول بعض الأطباء، إن التفريق مهم بين الفيروس والبكتيريا؛ حيث إن الفيروس قد يكون له تطعيم وقد لا يكون له، أما البكتيريا فليس لها تطعيم غالباً، ولكنْ لها علاج. ومن المهم ألا نخطئ في التفريق بينهما، وعدم إعطاء مضادات حيوية للأطفال إلاّ حين يكون المرض بكتيرياً، وذلك لأن الفيروسات لا تستجيب للمضادات الحيوية.

 وعلق الأخصائي الألماني يوهانس ليزه، رئيس قسم الأمراض المُعدية والمناعة في مستشفى الأطفال الجامعي بمدينة فورتسبورغ الألمانية، إن الطفل إذا كان يعاني من التهاب اللوزتين والسعال وسيلان الأنف، فإن هذا دليل على وجود مرض من النوع الفيروسي عادة.

واستخدام المضادات الحيوية أمر ضروري في حالة الالتهاب الرئوي الجرثومي والتهاب سحايا الرأس والتهابات المسالك البولية، وكذلك في بعض حالات التهاب اللوزتين الصديدي.

وكثيراً ما تستخدم المضادات الحيوية عند الإصابة بنزلات البرد المصحوبة بأعراض الحمى وفي حالة التهابات الأذن الوسطى والحلق، ولكن الاستخدام المستمر والخاطئ للمضادات الحيوية، للأطفال والبالغين قد يؤدي إلى ازدياد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

أما في حالة التهابات الجهاز التنفسي وبعد أن يبلغ الطفل سناً معينة، ينبغي على الوالدين الانتظار وعدم إعطاء الطفل في البداية مضادات حيوية فوراً، بل مراقبته لمدة 48 ساعة، لأن بمرور هذا الوقت قد يشفى نحو 80 إلى 90 في المائة من الحالات من تلقاء نفسها، وإذا استمرت الحمى بعد مرور هذه الفترة، يجب على الوالدين عندها الذهاب إلى الطبيب، كي يفحصه ويقرر ضد أو لصالح العلاج بالمضادات الحيوية أم لا .

وأوضح الخبير الألماني، إن في حالة التهاب الأذن الوسطى الحاد، فإن عمر الطفل يحدد نوعية العلاج: فإذا كان سن الطفل أقل من ستة أشهر، يجب إعطاؤه مضاداً حيوياً، لأن خطر الإصابات الشديدة يكون في هذا العمر كبيراً، وكذلك يكون احتمال تكرر التهاب الأذن الوسطى في وقت لاحق كبيراً في مثل هذا العمر.

وأضاف  يوهانس ليزه، إلى أنه إذا كان عمر الطفل ما بين ستة أشهر وسنتين، فليس من الضروري دائماً إعطاءه أدوية ومضادات حيوية. أما إذا كان الطفل أكبر من عامين، بالإمكان عادة الانتظار في البداية وعدم إعطائه أدوية أو مضادات حيوية .

 


إجراءات يجب اتباعها حال ظهور مضاعفات على الطفل بعد الحصول على مضاد حيوي 

 

ويجب التوجه على الفور للطبيب المعالج حال ظهور مضاعفات على الطفل بعد الحصول على مضاد حيوي، حيث يمكن ان يكون الطفل يعاني من حساسية تجاه مكون من مكونات المضاد الحيوي، او تسبب إستخدام المضاد الحيوي بشكل خاطئ في مهاجمة المضاد الحيوي البكتيريا النافعة في الجسم

إذا حدث وحصل الطفل على مضاد حيوي وهو مصاب بالفعل بعدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمه، وهي بكتيريا مفيدة أو على الأقل لا تسبب المرض. ومن ثم يمكن لهذا العلاج غير الموجه بصورة صحيحة أن يعزز خصائص مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة والتي يمكن أن تشارك تلك الخصائص مع البكتيريا الأخرى، أو تخلق فرصة للبكتيريا التي يمكنها إحداث ضرر لتحل محل البكتيريا غير الضارة.

وهناك بكتيريا تقاوم العلاج إذا ما تغيرت البكتيريا بشكل ما، فقد يحمى التغيير البكتيريا من عمل المضاد الحيوي أو يحيده، ويمكن أن تتكاثر أي بكتيريا تنجو من علاج المضادات الحيوية وتنقل خصائص مقاومتها ضد المضاد الحيوي. 

ويمكن لبعض البكتيريا أن تنقل خصائص مقاومة الدواء إلى البكتيريا الأخرى؛ حيث أن تطور البكتيريا لمقاومة العلاج هي حقيقة طبيعية ومتوقعة. ولكن تؤثر طريقة استخدام أدوية المضاد الحيوي على مدى سرعة حدوث المقاومة ومدى هذه المقاومة.

ويعتبر الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وخاصة أخذ المضادات الحيوية حتى عندما لا يكون العلاج المناسبة في تعزيز مقاومة المضادات الحيوية. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من ثلث إلى نصف استخدامات المضادات الحيوية في البشر غير ضروري أو غير مناسب.

وتعالج المضادات الحيوية العدوى البكتيرية وليس العدوى الفيروسية. على سبيل المثال، المضاد الحيوي هو العلاج المناسب لالتهاب الحلق، الذي تسببه البكتيريا العقدية. ولكنها ليست العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق، والتي تسببها الفيروسات، تشمل العدوى الفيروسية الشائعة الأخرى التي لا تستفيد من العلاج بالمضادات الحيوية :
البرد
الإنفلونزا
الالتهاب الرئوي
معظم أنواع السعال
بعض العدوى في الأذن
بعض عدوى الجيوب الأنفية
برد المعدة

وفي حالة حصول الطفل على المضاد الحيوي في حالة وجود عدوى فيروسية فسوف يتعرض إلى بعض المضاعفات ، ومن أبرزها ما يلي :
عدم الشفاء من العدوى
لن يحمي الأشخاص الآخرين من المرض
لن يساعدك في الشعور بالتحسن سواء للاطفال أو البالغين
قد يتسبب في آثار جانبية غير ضرورية وضارة
يعزز مقاومة المضادات الحيوية
 

**مصدر الخبر من موقع :  spiegel